19 ديسمبر، 2024 7:01 ص

يوميات حاج عراقي لاتخلو من الطرافة !!

يوميات حاج عراقي لاتخلو من الطرافة !!

عام 2007 كلفت بمهمة تغطية مناسك الحج في الديار المقدسة فأستحضرت نية الحج وقدمتها على الواجب الإعلامي حتى تكون حجة صحيحة لالبس فيها قد لاتتكرر ثانية واذكر حتى اللحظة صديقي مدير تحرير صحيفة (….) حين أتاني متهلل الوجه قائلا لي “يا أحمد الحاج أبشر ، ستصبح حاجا اسما على مسمى ، لقد رشحناك لتغطية مناسك الحج هذا العام “صدك تحجي ؟ّ! نعم حضر جوازك وطرائفك ومتاعك واستعد !!.
ومنذ الساعة الأولى بدأت المواقف الطريفة كالمعتاد تتوالى معي ” لاأسافر الى مكان اطلاقا الا ويحدث معي من الطرف والنوادر ما أزعم انه لايحدث مع غيري ” لماذا ؟! لأنني استمتع بهذه اللطائف ولا أضيق بها ذرعا بل واخترعها احيانا عندما تغيب عني ، واية سفرة اخوض غمارها من دون طرائف لااعدها سفرة على الأطلاق !!
# الطرفة الأولى : ضياع حقيبتي الصغيرة الـمليئة بـ ” الكعك والكليجة ام السمسم والجوز والتمر مع العصائر والأجبان والمربيات والحلقوم والجكليت والحامض حلوو والبقلاوة ” بأختصار لقد كانت عبارة عن ميني ماركت متنقل فقلت ” ضاعت فلوسك ياصابر، وتذكرت قول البغادة ” ياما ضيع الحجاج بطريق مكة “.
# الطرفة الثانية : اوهمني بعض الأخوة سامحهم الله بأننا سنحتاج الى الصابون والتايت لضغط النفقات فقمت بشراء عشر علب تايت ووضعتها اسفل حقيبة كبيرة ” طولانية ” وفي مطار جدة يبدو ان عمال المطار رموا بالحقيبة بقوة فتمزقت قاعدتها وتمزقت معها علب التايت وانا لاأعلم وفي المطار كنت اسير في صالاته وكانت الحقيبة كبرميل البارود ترمي بمسحوق التايت يمنيا وشمالا حتى امتلآت ارضية المطار بها ولم اكتشف الكارثة الا عندما وصلت الى آخر نقطة تفتيش حينها ضحك ضابط الشرطة وقال ” وش هاذ ياحاج ؟! قلت مبتسما انه تايت اصلي بأمكانكم تنظيف المطار بالماء فقط هذه المرة من دون الحاجة الى مساحيق !!
# الطرفة الثالثة خرجت بمعية عشرة حجاج عراقيين الى منى في اليوم الأول من الحج للمبيت فيها واذا بي اتيه فوق جسر المشاة – سبق ان تهت عنهم خمس مرات في السعي بين الصفا والمروة وفي الطواف حول الكعبة وعند محبس الجن والمسفلة – فكانوا حريصين كل الحرص هذه المرة على ان لا افقدهم ولكن هيهات !! وهناك قضيت ليلتي وحيدا وسط الملايين ” وأشتغلت التليفونات وين انت ؟ وين صرت ؟ اطلع يمنه روح يسرة ” فأضطررت بعد ان يأست من العثور عليهم الى اغلاق هاتفي النقال “ونمت على الرصيف ولكن اي رصيف انه رصيف” منى ” الممهد الى جبل عرفه .
‫#‏في الطريق الى عرفة سرت مع الاف الحجاج على الأقدام هذا الأبيض وذاك الأصفر والأسود والأحمر، شعوب وقبائل تسير بالأكفان – الأحرام – كأنه المحشر الى نقطة دالة في نهايتها مسجد نمرة حيث صلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا وحيث جبل عرفة والبقاء فيه الى مابعد الغروب للذهاب الى مزدلفة والمبيت فيها – والطرائف تتوالى – ولكنها طرائف صوفية مليئة بالأيمان والقدسية والمتعة والبراءة وصلت الى مزدلفة وبقينا حتى ماقبل شروق اليوم التالي للحلق او التقصير ونحر الهدي ورمي الجمرات ومن ثم التحلل والطواف بالبيت تمهيدا للعودة الى منى ثانية وهكذا لثلاث ة ايام متتالية ” وجدت في نهايتها نفسي وانا اجلس على سقف باص كبير وهناك وفي مفارقة لطيفة تسلق مساعد السائق – السكن – الى السقف وقال فلوسك ياحاج – الأجرة – قلت وهل ركاب السقف يدفعون الأجرة ايضا ؟ قال وهو هندي بعربية مكسرة – كلو مشمول ياحاج ، فوق التل تحت التل يدفع حسابو او ينزلو بسرعة !!قلت ندفع حسابو احسن رفيك !!
# عطلت كاميرتي الفوتوغرافية في المنتدى الأسلامي – العربي وامامي بعض الشخصيات المهمة فكنت استخدم الفلاش من دون الفيلم والتظاهر بأن الكاميرا تعمل مع انها ليست على مايرام للتخلص من الأحراج هناك والفصل من العمل هنا – أسأل الله المغفرة – !!
# عند الحلق ذهبت اول مرة الى حلاق – مودرن – وحلقت بطريقة عصرية فرآني احد الحجاج المتمرسين – مرشد الحج – فقال ” يابة شنو جنابك رايح للكرادة لو للمنصور !!” فقلت ليش شنو الأشكال ؟! قال هذا شنو لا هو تقصير ولا هو حلق – نمرة صفر – هاي حلاقة – توكالون !!
ادينا طواف الوداع والدموع مدرارا وعدنا صامتين والقلب يهفو للعودة والعود احمد وبتنا كلما راح احدهم الى الحج نترنم  :
يا راحلين إلـى منـى بقيـادي …. هيجتموا يوم الرحيـل فـؤادي
لبسوا ثياب البيض شارات اللقاء … وأنا الملوع قد لبسـت سـوادي
صلى عليك الله يا علـم الهـدى… ما سار ركب أو ترنـم حـادي

أحدث المقالات

أحدث المقالات