18 ديسمبر، 2024 11:52 م

يومها يکون النظام الايراني في خبر کان

يومها يکون النظام الايراني في خبر کان

ليس هناك من بإمکانه القول بأن زعزعة الامن و الاستقرار في المنطقة ليست لها من علاقة بالمخططات الايرانية في بلدان المنطقة و التي تنفذ عن طريق الاحزاب و الجماعات و الميليشيات التابعة لإيران و التي تتفاخر بکونها تقوم بتنفيذ مشروع الخميني، ولهذا فليس بغريب عندما نلاحظة بأن أکثر البلدان التي تعاني من زعزعة في أمنها و إستقرارها هي تلك الخاضعة للنفوذ الايراني.

لبنان و العراق و سوريا و اليمن، نماذج حية يمکن من خلالها الحصول على الادلة و المستمسکات العملية الاکثر من کافية لنهج و اسلوب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في إثارة الفتنة و الانقسام الطائفي في هذه البلدان، وهي تهدد البحرين و السعودية بشکل خاص، وبلدان الخليج الاخرى بنهجها و اسلوبها المريب هذا، والذي کما نرى ساهم و يساهم في خلق حالة من الاحتراب و المواجهة الداخلية التي نرى هذه الدول في الاساس في غنى عنها فلديها من المشاکل مايکفيها، لکن خلق حالة الفوضى و اللاأمن خدمت و تخدم مصالح النظام في إيران ببسط سيطرته و نفوذه على المنطقة وکما نرى فإن کل ذلك يتم من خلال التلاعب بالامن و الاستقرار في هذه البلدان.

جمهورية ولاية الفقيه التي زعمت کذبا و زيفا بعدائها و رفضها لإسرائيل و تدعي دعمها و دفاعها عن القضية الفلسطينية و سعيها من أجل وحدة صفه، لم تخلق لهذا الکيان الغاصب من المشاکل و الازمات کما فعلت مع دول المنطقة وان طهران التي تزعم بأنها تستهدف”الصهاينة”، فإنها تستهدف شعوب المنطقة کلها عدا إسرائيل و تعتبر الطائفة السنية على رأس قائمة أعداء هذه الجمهورية، وان ماحصل و يحصل للسنة في العراق و سوريا بشکل خاص، دليل عملي على هذه الحقيقة الدامغة وان الحروب و المواجهات التي يشارك فيها الارهابي المعروف قاسم سليماني، ليست ضد الصهاينة او أعداء المسلمين و العرب بل هي ضد العرب و المسلمين، کما إن الفلسطينيين لم ينالوا من هذا النظام سوى الشر و البلاء و الانقسام و تعزيز التطرف الاسلامي بين صفوفه.

السعي لتوظيف و إستغلال المسائل ذات البعد الطائفي في بلدان المنطقة، هو النهج و الاسلوب الذي عملت عليه جمهورية إثارة الفتنة و الانقسام في إيران طوال الاعوام الماضية، وان هذا النهج و الاسلوب المشبوه و الخبيث قد غير في الکثير من المفاهيم و الامور، إذ صار العدو الاساسي للشعوب متواجدا في صفوفها وتتجلى في حالة العداء و الکراهية و الحقد الطائفي الذي نجحت جمهورية الفتن و الانقسام الطائفي بخلقها و نشرها بين هذه الشعوب وانها تتغذى کأي کيان طفيلي جرثومي ضار على هذه الفتن و المشاکل و الازمات.

الحقيقة التي يجب أن نضعها أمامنا دائما و نعيها بإستمرار، هي ان طهران لن تکف يوما عن نهجها الضار و المشبوه هذا و ساذج من يصدق يوما بأنها ستترك هذا النهج و تعدل عنه، لأنها وعندها يجب أن تنصرف لأمورها و مشاکلها و ازماتها الخاصة التي يعاني منها الشعب الايراني، وعندها فإنها ستواجه نفس مصير نظام الشاه، ولذلك فإنها تفضل الهروب للأمام من خلال هذا النهج و الاسلوب الطائفي المشبوه الذي تصدره لدول المنطقة، ومن هنا، فإنه وکما أکدت الزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي، لايوجد من حل لهذه المشاکل و الازمات إلا بقطع أذرع طهران و إسقاط نظام الملالي، وهو خيار عملي و واقعي يتم تفعيله و تنشيطه من خلال دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية و الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي له خصوصا وإن الانتفاضة الاخيرة قد أثبتت و أکدت هذه الحقيقة، ومن دون شك فلن تنعم المنطقة بالامن و الاستقرار طالما بقي هذا النظام، ويوم تنعم المنطقة بالسلام و الامن و الاستقرار الحقيقي فليس هناك من أدنى شك بأن النظام الايراني قد صار في خبر کان!