22 ديسمبر، 2024 3:55 م
يوماً ما…
ستزهر الأشجار في حديقة منزلك…
وسيعود الضياء يملأ غرفتك…
يوماً ما… ستعود شاباً فتياً قوياً، وسيسترد جسدك عافيته…
يوماً ما… ستبسط كفيك مجدداً لرب السماء بعد أن عكفتها هموم الدهر سائلاً إياه إجابة دعوتك…
يوماً ما… ستأخذ مصحفك الصغير بين ذراعيك مجدداً لتكمل ختمتك…
يوماً ما… ستقف بطولك أمام المرآة تصفّف شعرك وحدك مرتدياً أبهى ما عندك…
يوماً ما… ستعود تقود السيارة بنفسك، وستنتقي سيارة جديدة تليق بهيبتك…
يوماً ما…
ويوماً ما ستسكن بيتاً جديداً كما أردت دائماً… لكنه ليس بيتاً من طابوق وأسمنت وتراب…
بل بيتاً لبناته من ذهب وفضة والخدم يتحلقون من حولك يتسابقون لخدمتك…
يوماً ما…
يوماً ما سنأتي جميعاً لزيارتك… نقبل رأسك ويديك ووجنتيك وعينيك وقدميك… نقبل آثار مشيتك…
يوماً ما سنجالسك… نستمع لحديثك الشهي مجدداً عن سنوات خلت… عن مغامراتك…
يوماً ما ستعود الضحكات لوجهك المتعب وأنت تتذكر مواقف مرت بك…
يوماً ما…
يوماً ما سيأتيك الأحفاد تباعاً صغاراً وكباراً للفوز بقبلاتك ومبسمك…
يوماً ما ستوزع الأعطيات على الأطفال مبتهجاً ومرحباً بهم كعادتك…
يوماً ما…
يوماً ما سيكون مجلسك جامعاً للأعمام صغيرهم وكبيرهم كعادتك…
وستنتشي بدخان سيجارك… لكنه لن يكون دخاناً يضايق الجالسين من حولك…
يوماً ما…
سنسألك كثيراً عن أشياء خفنا أن نسألك عنها في الدنيا… لكننا لن نسألك عما كان يؤلمك…
بل سنسأل عن مصدر قوة صبرك وجَلَدَك..
يوماً ما…
اللهم حقق لنا أمنياتنا… فحسن ظننا بك يفوق ما قدمنا من عمل…
وأنت عند ظن عبدك بك..