19 ديسمبر، 2024 1:03 ص

يولسيس المندائي …!

يولسيس المندائي …!

1

لم يكن يولسيس حالما كما الماء في اغتراب طفولة النخل والبط ومثقال الذهب.

لكنه رضى برحلته وانتهى فيه فصلا من نسيان وطنه ..

هو لم ينساه .

لكن الأبناء نسوا …

يتذكروه فقط بلغة الفايكنك أو شكسبير أو هنود حمر ملبورن ..

وتلك محنة الآباء ..

عندما يتذكر المندائي صورة شبابه ..

رقة ..

وانتماء ..

وعيد خليقة ..

وقداس ماء على دجلة والغرام الفراتي في سوق الشيوخ.

ذهبت

قرى الخرائط لم تعد تحلم ..

سوى بأبنائنا واغتراب الهوية ..!

 

2

 يحيا ..

لم يكن أوربيا ..

يحيا لم يكن يتخيل أن قارة اسمها استراليا موجودة على الأرض.

لكنه يتخيل ساحة البيت ..

وسرب من البط يمشي الهوينة بين الظل وطفولتنا ..

تراتيله حبلى بالدموع ..

بالمواويل .

أبناؤنا نسوا الصيف في قيظ ميسان ..

لكن الآباء يتذكرون……….!

 

3

سأرحل بعد أن انتهى وقت تعميد النبؤة

لم يعد المكان صالحا للمعيشة ..

متى اعرض قلائدي وبتوت البنات..

ملثم يأتي ..

يسرق واجهة المحل ..

ويرشني بالرصاص…….!

 

4

صورة المندائي في شبابه ..

الحياة هناك ..

قدر طبيخ ..

وحكاية ..

ورسالة حب الى معلمنا ماركس..

قرأنا كل الكراسات..

كل التعاويذ

كل آيات عينيكِ..

وليت أبناؤنا يقرأون ..

لكن درس الحساب عندهم الآن ليس أهم من رقصة راب في شوارع استكهولم..

هذه المحنة ..

لايفسرها سوى أغنية بطور الصبي ينشدها لكم من الناصرية جبار وينسه..

والآن أن تجمع جيمس جويس ..ومطرب الطور السومري بقصيدة..

هو انتصار لكم يا أصحاب ثياب الرستة البيضاء…!

 

لاهاي 2014