11 أبريل، 2024 3:05 م
Search
Close this search box.

يولد العراقي وهو مديون !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

في بلد مثل العراق يمتلك كل الثروات الطبيعية ومن بينها النفط التي قرأنا عنها وسمعنا بها من دون ان نتلمس فوائدها ،لابد ان تصدمنا المعلومة التي طرحت في مؤتمر عن ( السياسة التجارية والاصلاح الاقتصادي ) نظمتها وزارة التجارة جاء فيها ان ( الطفل العراقي يولد مديوناً 3000دولار ).
معلومة خطيرة جاءت في اطار ما طرح في المؤتمر من مشاكل وتحديات اقتصادية تواجه العراق ومن بينها( حجم الدين العام للعراق داخليا وخارجيا البالغ 110 مليار دولار ) اضافة الى ما تستنزفه نفقات ومصاريف ورواتب الرئاسات الثلاث الخيالية التي اعتادوا ان يودوعوها في بنوك بالخارج وتخريب وتدمير للقطاعات الاقتصادية ومنها المصانع الحكومية والخاصة واهمال القطاع الزراعي وغير ذلك من المشاكل التي تجسد مستوى الفساد الكبير في عراق ما بعد الاحتلال الاميركي .
على من يقع اللوم في تبديد اموال العراق ونهبها في مشاريع وهمية و( كمشنات ) لصفقات مشبوهة من دون محاسبة احد من حيتان الفساد ؟! سؤال يطرح نفسه بالحاح ..هل اللوم علينا كمواطنين لاننا صبرنا طويلا ، ام على طبقة سياسية تسيدت وتحكمت فخانت الامانة وما يقتضيه شرف المسؤولية ؟!
الجواب واضح وعبر عنه المواطن في اكثر من مناسبة .فبعد ستة عشر عاما لم يعد هنالك من لايطالب بتغيير حقيقي يأتي على جذور الفساد من اساسه والا فان ازماتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية تبقى مستمرة .

ان يولد الطفل العراقي وهو مديون وصمة عار في جباه سياسيين صدعوا رؤوسنا بوعود لمحاربة فساد هم اصلا اساسه ، فصاروا عرضة لتهكم مواطن ملتاع يلعنهم كل ساعة وهو يجد نفسه عاجزا عن توفير لقمة عيش كريمة لاطفاله او شراء دواء بل اننا بتنا نسمع عن بيع اباء لابنائهم لتوفير مبالغ علاج لزوجته او احد افراد عائلته ! فما اقسى ما نمر به من ظروف .. ليس في ما نقول مبالغة او تهويل فشخصيا اعرف قابلة مأذونة ارتضت ان تتبنى فتاة منذ ولادتها هي الان شابة في ربيع العمر حيث توسلت والدتها تخليصها منها لانها عاجزة عن تربيتها بسبب فقر حالهم كما ان ابنها هو الاخر قبل ان يربي رضيع تركته امه وهي تبكي لانها لا تستطيع توفير الحليب له !!
ما يمر بنا تعجز عن وصفه الكلمات وتبكي له القلوب قبل العيون ، من دون ان تلوح في الافق بارقة امل في معالجة حقيقية لواقعنا المتردي .. ما دام ليس هنالك من يمتلك شجاعة اتخاذ قرار جريء ضد كل فاسد .
المسؤولون في وطني وكما يبدو مطمئنون فلا يبالون لا بتظاهرات سلمية ولا بصرخات الارامل واليتامى والمساكين .. فهم يعرفون حجم ما يتعرض له المواطن من قهر وضيم ولا نتجنى على الحقيقة اذا قلنا انهم سببها .. لكنهم لايبالون بل ان الوقاحة بلغت عند بعضهم باتهام كل صوت معارض لممارساتهم وسلوكياتهم بانواع التهم!ولقد بات الحديث عن الفساد مكررأ ومموجاُ من كثرت ترديده منذ ما بعد 2003 الى الان .. فهل من صحوة شعبية كبيرة تقض مضاجع الفاسدين ؟!
الطفل العراقي يولد مديونا فياعاركم ايها السياسيون الفادسدون يا لعاركم !

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب