لا نعلم هل العراق بحاجة إلى أزمات داخلية وطائفية سياسية، وأزمات خارجية مع دول الجوار والمنطقة حتى يصرح معتمد السيستاني في قضاء علي الغربي يوسف العلاق أمام جمهور كبير من الناس بأن العدو الأكبر ليس داعش بل هو الكورد وتركيا والسعودية، أم أن قدر العراق هو أن يتحكم بمصيره الانتهازيون والوصوليون الذين لا يعوا ما ينطقون، ,ليس لهم هدف إلا إرضاء أسيادهم وتحقيق مصالحهم، بعد أن خانوا الوطن و الشعب ، وارتموا في أحضان الفرس المجوس وعمائمهم الشيطانية، التي اتخذت من الدين وسيلة للوصول إلى مأربها ونزعاتها الشخصية. أمور كثيرة وخطيرة يكشف عنها هذا الكلام الغير مسؤول و أبرزها وأخطرها هو اتهامه لتركيا على أنها عدوة للعراق ودورها يصل إلى مرحلة يكون أخطر من دور داعش الإرهابي في العراق وهذا في طبيعة الحال يأخذنا إلى عملية اختطاف العمال الأتراك على يد مليشيا ما يسمى بحزب الله المنضوية تحت تشكيلات الحشد الشعبي الذي تأسس على خلفية فتوى السيستاني، والعلاق يعتبر من قيادات هذه الميليشيا حتى انه يقدم نفسه على أنه قائد سرايا الميليشيا في قضاء الحمزة الغربي ولا يخفى على الجميع إن هذه الميليشيا تعمل ، بإمضاء مرجعية النجف و فتوى شرعية، فبعملية حسابية بسيطة وهي عندما تكون تركيا هي العدو الأكبر من وجهة نظر معتمد السيستاني فبالتأكيد أنها ستكون تحت مرمى تلك المليشيات التي تحركها إيران وفتوى السيستاني وهذا يعني أن العملية كانت مدبرة ومخطط لها في سراديب الفتوى لخدمة مصالح إيران وعمائمها التي تتحكم في بلاد الرافدين.
في المقابل لا يخفى على المتابعين إن الخلاف الإيراني التركي في العراق حاصل ويدخل ضمن حسابات إقليمية كبيرة لا مجال لذكر فواصلها وحصرها في هذا المقال ثم إذا كان العدو ليس “داعش” بل هو الكورد والسعودية وتركيا كما يقول العلاق، فلماذا اصدر السيستاني فتوى الجهاد الكفائي زاعما أنها صدرت من الوحي الإلهي، فزج الناس في معارك طاحنة لا نهاية لها، نتيجتها الخسارة ومزيد من الضحايا، وعمل على تركيز الحقن الطائفي وتسلط المليشيات المجرمة وتكريس النفوذ والهيمنة الإيرانية على العراق وشعبه وثرواته.