11 أبريل، 2024 5:26 م
Search
Close this search box.

يوريكو كويكي في الانبار!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

تعلمنا من خلال قراءتنا في في كل صفحات التأريخ القديم والحديث فأن التجارب المريرة هي التي تخلق مجتمعا متطورا وناضجا وواعيا, وفي ضوء ما تفرزه هذه التجارب والمراحل العصيبة يتم أختيار الأشخاص الانسب وألاصلح لقيادة مفاصل المجتمع المختلفة. وما مر به مجتمع الانبار من انتكاسات معروفة للجميع من تحديات ومؤامرات وتهجير ونزوح, يجعل الدولة مام مسؤولية مضاعفة في أختيار من هو الانسب لقيادة الدوائر المختلفة في مرحلة حرجة وحساسة بعد تحرير مدن الانبار من عصابات داعش الاجرامية, وأن يكون الاختيار مبنيا على أسس وطنية رصينة بعيدا عن محاصصة الاحزاب وسطوة العشائر وبعيدا عن صفقات مشبوهة وأتفاقات جانبية معروفة المقاصد, خاصة وان المجتمع والناس يعانون أزمة نفسية حادة ويحتاجون الى نوع خاص من المسؤولين الذين يجب عليهم قراءة تجارب دول مرت بفترات عسيرة من تاريخها, ثم بفعل نوعية من المسؤولين استطاعت أن تنهض مجددا وتحتل الصدارة عالميا في كل مجالات الحياة. كما حصل مع اليابان بعد خروجها خاسرة من الحرب العالمية الثانية, حينما شكلت لجنة خبراء سميت لجنة ( سابورو اوكيتو_ لجنة المسح الخاصة) أخذت على عاتقها وضع سياسة من ثلاث مراحل انتشلت واقع اليابان المؤلم ورفعته الى قمة الاقتصاد العالمي وقللت نسب البطالة العالية وفتحت أفاق رحبة للعقول اليابانية وما زالت توصيات اللجنة معمول بها الى يومنا هذا. وبنفس الاسلوب تعاملت المانيا بذكاء بعد خروجها منهارة من الحرب العالمية الثانية وقامت بدراسة عدة خطط للنهوض بالمانيا حتى انها تعاملت مع خطط الد أعدائها الامريكان, حيث وضعت نصب أعينها خطة ( مورجينتاو) وهو وزير المالية الامريكي الذي اقر خطة تحويل المانيا الى بلد زراعي, ثم استفادوا الالمان من الاموال الامريكية حسب خطة المارشال التي ابدعوا بتوجيهها واستغلالها الامثل لبناء مشاريع ضخمة نهضت بالبلد بعد أن خاف الامريكان من عودة النازية مجددا الى المانيا لذلك أغدقوا المساعدات التي نهضت بالمجتمع الالماني المنهك. علينا ان نعمل على اعادة تأهيل المجتمع نفسيا واعادة برمجة عقلية الناس لتغير مفاهيم خاطئة تسببت وما زالت بكوارث وقادتنا الى التهلكة , علينا استخدام اعلام مركز وواعي لتغير مفاهيم العشائرية والحزبية والمناطقية الى مفاهيم الاكفأ والأنسب والاكثر عطاء وقدرة على خدمة الناس. علينا دراسة الاسباب التي أدت الى الانجراف خلف افكار التطرف والارهاب ومعالجتها والبحث عن تلك النوعية من الكفاءات التي اثرت البقاء والصمود في فترة سيطرة الارهاب على المدن, حيث يجب غربلة كل المناصب والمسؤوليات وأخضاعها لقانون البقاء للذي اظهرالشجاعة وقاوم بصوت عال ولم يتخاذل ويهرب الى دول الجوار ويتخذ مصلحته وأرباحه هدفه الاول, وان نتقصى جيدا عن تلك الفترة في من أدى الامانة ومن خانها, من صمد ومن هرب . علينا أن نأخذ تجارب الاخرين الراقية بالحسبان, ونسأل أنفسنا كيف نولد الكهرباء من ربطات العنق؟؟, يبدو السوأل غير منطقي أول وهلة, ولكنك حين تعرف أن وزيرة البيئة اليابانية (يوريكوكويكي) لاحظت أن معدل استهلاك الكهرباء في تزايد, ولذلك ابتدعت خطة من شقين ألزمت الحكومة على تنفيذها: الأول أمرت موظفي القطاع الحكومى والخاص ومن ثم عموم المواطنين أن يثبتوا منظم درجة حرارة المكيفات على 28 مئوية, وعدم خفضه درجة واحدة, والشق الثاني: طلبت من الحكومة أن تأمر موظفيها عدم ارتداء ملابس رسميه مع ربطات العنق في أوقات الدوام وأستبدال ذلك بملابس قطنية خفيفة تساعد على تحمل درجات الحرارة. كانت الخطة بشقيها بشعة لكنها حققت نتائج مذهلة, حيث وفرت 210 مليون كيلو وات في الساعة وادت الى أنخفاض 460 الف طن من انبعاثات غاز تاني اوكسيد الكاربون المنبعث من المكيفات.
علينا أن نأتي بعقول كعقل اليابانية يوريكو التي أصبحت بفضل ذكائها وزير دفاع اليابان, لا أن نأتي بمن تخلى عنا وقت المخاطر ووقت احتياجنا اليه, ليصبح الصبح عليه في منتجعات تركيا يتزحلق على الثلج ويزحلق المسؤولية الى غيره ويعود مساء ليقف مبتسما أمام نافورة اربيل وقلعتها بينما الناس تسكن الخيام ويعصرها الفقر ويقتلها الحسرة والحرمان والالم !!!.
وألف تحية لمن وقف بكل شجاعة مع أهله ولم يهرب ويتخاذل, وسجل موقفه القوي في انصع صفحات التأريخ الخالد, التأريخ الذي لن يرحم انصاف الرجال وأشباههم وأشباحهم !!!.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب