في عام 1970 قدمت واحدة من دور العرض السينمائي في مدينة حيفا الساحلية فليماً من أفلام الممثلة النمساوية رومي شنايدر وعنوانه ( المسبح ) شاركته البطولة الممثل الفرنسي ألن ديلون الذي أثار حميمة أداءهما الممثلة الفرنسية الكبيرة سيمون سونريه والتي علقت في عرضه الأول :
المشهد الذي يجمع شفتي رومي وألن هو مشهد غرامي مدهش لم يحسن صناعته فولتير في مدام بوفاري وشكسبير في روميو وجوليت ونابكوف في لوليتاه ..
وكعرض أول توقع صاحب دار العرض أن تمتلئ القاعة برواد السينما كاملة ولمدة أسبوع كأقصى حد …
لكن ورقة كُتبت على واجهة قاعة العرض منعت الناس من مشاهدة الفيلم بالرغم من شوقهم الكبير لرؤية وسيم السينما الفرنسية وهو يُشبعْ الفاتنة الألمانية قبلات من نار وعسل وبرتقالا حيفاويا وهذه الورقة المتطرفة تقول : لاتدخلوا هذا الفيلم ، فهذه المرأة نمساوية ، وفي النمسا ولد النازي أدولف هتلر….!
يهود الشرق وحدهم من تجرؤوا ودخلوا ، والكثير من يهود الشرق جاءوا من وادي الرافدين ..واغلبهم مَنْ هُجرَ مِنْ يهود العراق بعد عام 1948 قد سكن مدينة حيفا .
وفي حيفا اليوم حيٌ صغيرٌ ليهود العراق ومقاهٍ يصدحُ فيها صوت أجمل منشدات العراق اليهوديات في القرن العشرين ( سليمة مراد ، سلطانة يوسف فلفل كورجي ونظمية إبراهيم ).
من بين الذين حضروا هذا العرض .الفنان اليهودي العراقي والملحن الرائد ( صالح الكويتي ) وهو يهودي عراقي وُلد في الكويت 1908ــ 1986 من أب عراقي هاجر إلى الكويت طلبا للرزق وأسمه الكامل ( صالح عزرا يعقوب ) وهو بحق الأب الروحي للحداثة الحضارية في الأغنية العراقية واليه والى أخيه عازف العود ( داود الكويتي ) 1910 ــ 1975. يعود الفضل لهما في إرساء هذا الجمال الحديث في تنويع النغم الموسيقي العراقي وتخليصه من احتكارات المقام والجوزة والسنطور والمقاهي ليطوراه بشجن عصري انبهرت فيه أم كلثوم عند زيارتها العراق وغرفت منه لحناً رائعاً لأغنية بصوتها عندما غنت أغنية ( كلبك صخر جلمود ) التي لحنها صالح الكويصالح الكويتي للفنانة اليهودية ـ العراقية الرائدة سليمة مراد ( 1905 ).
وقد دربت سليمة كوكب الشرق على تعلم نطق اللهجة العراقية الصعبة في كلمات الأغنية ..!
صالح الكويتي وأخيه داود لحقا بهما غبنٌ عجيب ومقصود ولم يشار لهما بحسنة ومديح منذ أن هُجرا من العراق عام 1953 حتى أن المسؤولين في إذاعة العراق وأثناء أرشفة التاريخ الموسيقي العراقي في عصوره التاريخية عام 1973 تعمدوا وعن قصد إلى عدم الإشارة الى هاذين الفنانين وذكرهما وغيرهما من الفنانين اليهود ، وحتما هذا الإهمال وهذا التعسف مصدرهُ أوامر عليا آتية من القصر الجمهوري وبإيعاز من دائرة المخابرات وعقل قومي متعصب كان مسيطرا على ثقافة قيادة قطر العراق وقوميته بالرغم من إن الأرشيف اليهودي بكامل بروتوكولاته وتواريخ وتراثه المحفوظ في القبو السفلي لدائرة المخابرات فيه توثيق دقيق لتلك المسيرة الحضارية المبدعة التي قدمها العقل اليهودي للدولة العراقية الحديثة وقد تم الاستفادة من هذه البروتوكولات والأرشيف في بعض الدراسات القليلة التي نشرت في مجلة آفاق عربية التي أسسها الشاعر العراقي شفيق الكمالي في نهاية سبعينيات القرن الماضي ، واستخدمها أيضا الدكتور فاضل البراك الذي عمل مديرا للأمن العام في حكم صدام في كتابه اليهود في العراق ( وكل الشخصيتين الكمالي والبراك تم تصفيتهما بأمر من الرئيس بتهم تهم الخيانة الوطنية كما تم تثقيف الكوادر المتقدمة في الحزب )
وحتما جميع ما كان يكتب عن القضية اليهودية في العراق كان يخضع لمزاج وثقافة ورؤية البعث للمسألة . وقد وزع كتاب الدكتور البراك حينها بكميات هائلة على خلايا الحزب وتنظيماته مع كتاب آخر تزامن صدوره معه بقصدية ما ، هو كتاب ( محاولات اغتيال صدام حسين ) وكتبه برز) وكتبه برزان التكريتي وكان حينها مديرا لجهاز للمخابرات.
وبسبب عسكرتارية الفن وعيون الرقيب لم يتجرأ احد من مؤرخي التاريخي الفني للعراق ليشيرا إلى هذين الرمزين العملاقين وغيرهما من يهود العراق الذين قدموا رؤيا متطورة لذائقة لم يألفها السماع العراقي في بداية عصر الاسطوانات والبث الاذاعي في ثلاثينات القرن العشرين وقبله . وكان ولاة بغداد العثمانيين لايؤنسهم سوى عزف اليهود وطربهم .
وفي إحصائية بسيطة لهيمنة الذوق الفني اليهودي على المشهد العراقي في بداية القرن العشرين وهي مأخوذة من معلومات وردت في فيلم وثائقي عن يهود العراق بثته قناة الحرة التلفازية نكتشف مايلي :
*كان في ثلاثينيات القرن الماضي عدد العازفين الموسيقيين في العراق 214 عازفاً .خمسة منهم من غير اليهود .
* قراء المقام في بغداد كان من بينهم 21 يهوديا قارئ مقام واليهودي العراقي سلمان موشي هو أول من غنى المقام في تخت ٩ مقاهي وملاهي.
ثلث نوادي بغداد الاجتماعية وملاهيها هي لليهود.
من هذه الإحصائية البسيطة نكتشف هيمنة اليهود على المشهد الإبداعي العراقي في جانبه الفني من غير أن نتطرق إلى إسهاماتهم الكبيرة في جانب الثقافة والصحافة والرياضة والتعليم وعالم المال حيث كان أول وزير مالية في الدولة العراقية هو اليهودي ساسون حسقيل.
عشرات اليهود وأغلبهم من يهود الشرق من حضروا لرؤية الفيلم ليصنعوا متعة المشاهدة الحسية المدهشة في لقاء شفاه رومي شنايدر بفم ألن ديلون متعة في افتراض تخيُل هذه الحكاية وأسطرتها على أساس وجود الملحن الكبير صالح الكويتي من بين مشاهدي هذا العرض يمثل تداخل رؤيا لرهافة روح وحس هذا الحالم الكبير وعلي أن أضع وجه رومي شنايدر في مرايا التخيل وامنحها ثلاث تناظرات مفترضة بين شهوتي لذكرياتها الممتعة كما عجين الخبز المداف بدموع الأمهات فقدن فلذات أكبادهن في حروب المصائب المجنونة وبين دمعة ( صالح الكويتي ) وهو يشاهد الفيلم ويتذكر جمالا شبابيا ساحرا لواحدة صنعت له ذات الفتنة ويقارن ملامحها الشهية البيضاء بملامح هذه الممثلة التي تغرينا عيناها بضوء دهشة من عطر قداح حدائق بيوت الشناشيل التي تفرد يهود العراق ببنائها وانتشرت كمحلات في اغلب مدن العراق واشهرها في مدينة البصرة وفي منطقة البتاوين ببغداد ومحلة التوراة في مدينة الناصرية والتي صارت اليوم نهبا لأوقاف البلديات والهدم ولا احد يفكر بصوت عال ليجعلها تراثاُ لإرثنا المنهوب كل يوم من لحظة دخول الدبابات ونهب المتحف الوطني في منطقة علاوي الحلة وحتى الحفر اليومي المبرمج من قبل اللصوص الأميين والذي يجعلون هجتهم في سرقة الأثر بعض الفتاوى العجيبة التي تقول : كل ما تحت الأرض حلال كسبهُ وجنيهُ من شجر وثمر وكنوز وأثر .
وتلك إباحية شُرعتْ بغير علم ولغايات مقصودة وهم يعلمون أن الأثر ليس ملكاً أحد ، بل هو ملكٌ للأمة بكل طوائفها ومكانه المتاحف والنظرة المتأملة والدرس الثقافي والعلمي وكما يحدث الآن ودون رادع قوي في مواقع سومر وبابل ونينوى الأثرية يمارس النهب والحفر العشاوي بشكل منظم ودون رادع قوي.
سليمة مراد الفاتنة بصوت يتدحرج نجوما على مسامع العشاق ( الأفندية ) ومعتمري ( الجراوية ) صنع للذكريات طريقا الى محنة حلم وتر العود الذي اجبر على ترك مرابعة وامكنة ابداعة والينابيع ليعيش في لحظة من لحظات مدينة حيفا وعرضا مميزاً لفيلم رومي شنايدر مع ألن ديلون وهو يسجل في حدائق جَسدها هاجسا من خصب أنوثة يتدفق منها عبق باريس وكان ومرسيليا ومونت كارلو وليذكر ألن بوسكيه الشاعر الشفاف دهشة قصائده مع عيون رومي ويهتف في أروقة كتاب اللذة من منشورات غاليمار :أن هذا الجسد الحافل بالمسرات يقرب حنان الآلهة إلى رعشة البشر وخواطرهم من باريس حتى آخر قرية همجية في غابات أفريقيا.
في مساحة الخيال بين دمعة ولحظة وداع العراق في تهجير لم يكن لرئيس الوزراء نوري سعيد أفندي أن يرضى ليبعد هاذين المبدعين داود و صالح الكويتي الذي طربَ له الملك غازي وأهداه ساعة ذهبية تحمل اسمه.
وقال نوري باشا : هما ثروة للعراق وشكلٌ رائعٌ لفنه الجديد: ستبقون هنا فهو عراقكم ..!
بقيا خمسة أعوام فقط وفاء للعراق وليس لسدارة الباشا نوري ليدربا أجيالا من الموسيقى ولكي لايموت الحلم العراقي مع سفرهما..!
يتذكر صالح الكويتي وهو يصغي لموسيقى الفيلم التصويرية المأخوذة من الحان كلاسيكية كان يضعها موسيقي البلاط الفرنسي أيام بوربون حيث أقامت رومي شنايدر نشوى المودة في علاقة عاطفية حقيقية مع ألن ديلون ولأربع سنوات وليعترف ديلون على مدى حبه لها وتعلقها بهذه القطة الساحرة بعد مرور أكثر من 25 عاما على وفاتها منتحرة بتناول جرعة كبيرة من الحبوب المنومة وقطعت شرايين يدها في مغطس حمام شقتها ولتغفوا إلى الأبد مع أبدية حزنها الذي لازمها منذ أن توفي ولدها بعد سقوطه من شرفة النافذة على سياج الحديقة الحديدي ليتحدث ديلون إلى صحيفة «لا بروفنس» الفرنسية إنه يحتفظ بصورة رومي الجميلة في مخيلته وبثلاث صور نادرة لها في حافظته، ولكنه كان سيرفض رؤيتها وهي في السبعين من عمرها لو كانت على قيد الحياة…!
يتذكر صالح الكويتي سعادة اللحظة الجميلة عندما كلفه مخرج أول فيلم عراقي ( عليا وعصام ) ليضع للفيلم موسيقاه التصويرية والحان جميع أغاني الفيلم التي دفعت المطربة المصرية نرجس شوقي لتقول له :صالح ألحانك جميلة ورائعة لحن لي .
فلحن لها لحن أغنية جميلة فقدت من أرشيف الإذاعة العراقية ولكنها باقية في أرشيف الإذاعة المصرية .
وصالح ربما أول ملحن عراقي من لحن المقطوعة الموسيقية وهما مقطوعتي ( رقص ناري) ومقطوعة ( ملاقاة الحبيب ).
يقارن اليهودي الطيب لحظة الجمال المتدفق من عيون الممثلة النمساوية وينسى هتافات السينما خارج قاعة العرض ضد بطلة الفيلم ويدرج دمعته إلى شبيه مفترض صنع فيه عشق اللحن وطور قابليته اللحنية إلى مستويات جمالية لم تعشها وتألفها الأغنية العراقية والأذن المرهفة قبل أن يضع عليها كمان صالح الكويتي نغمات نوطها بعناية وحرفية عندما كلفته المطربة سليمة مراد عام 1929ليلحن لها أغنيتها الشهيرة ( كلبك صخر جلمود ..ما حن عليه ).
وعليه أن يتخيل وجه سليمة المشع ببياض غريب ولم تزل فاتنة ومهيمنة بجمالها وصوتها على ليال ملاهي بغداد كلها فمع صخر القلب إلى نبعة الريحان يسجل هذا الشعب المبتلى بعقدة التهجير حكايته ومآسيه وخيبة كهنته ويمتد ظلال الرؤيا الإنشادية من أزمنة الهيكل وطقوس ولاء الروح التوراتية لرغبة موسى ( ع ) بعبور البحر وإنقاذ شعبه من التيه .
صالح وأخيه داود صنعا لحظة اشتياق النغم ولم ينالا مايليق بهما وقد تركا لنا أرثاُ صاخباً من الجمال الرائع وأسسا أول معهد للموسيقى في العراق .
وذاته صالح عاش صداقة عميقة مع الملحن والمطرب الخالد محمد عبد الوهاب وكان له الفضل في بناء الجملة اللحنية لأغنيتين لعبد الوهاب ( أنا والعذاب وهواك ) وأغنية ( يلي زرعت البرتقال ) وليبتسم مع لحن هذه الاغنية حيث انتهى به مكان هجرته وابتعاده عن الوطن الذي عشقه وابدع فيه ليسكن مدينة حيفا وهي ربما هي اشهر مدن الشرق في صناعة البرتقال .
ولنتخيل نظرته إلى الشاشة السينمائية البيضاء التي أمامه يستعيد برتقال اللحظة السعيدة يوم اتصلت عليه سليمة مراد لتقول له : صالح أفندي أريد أن تضع لحن أغنيتي الجديدة.
فتنة اللحظة هذه صنعت أشواق هذا الرجل المعتمر بإبداع روحه ووتر كمانه ليمازج عطر البرتقال بعطر اللحن فتذوب روحه حنينا الى بلاده الأصل..!
يسجل في قاعة العرض السينمائي لحظته المشابهة لكنه يعيش شيخوخة الذكريات ورومي شنايدر تعيش لحظة عطر جسدها النافد إلى جسد ألن ديلون وبالرغم من هيجان المستنكرين لعرض الفيلم كان صالح الكويتي يعيش نسمة الهواء البعيد في العراق الذي لن يراه بعد ذلك أبدا ما دامت السياسة لاتحترم مشاعر الأغنيات في كل عصورها .
بين رومي شنايدر واليهودي ــ العراقي الطيب صالح الكويتي والمطربة سليمة مراد تتهادى أشرعة السفن المحملة بجمال لحظات ما كنا نعيش .
يدفعني الق تخيل اشتياقي لكل الأيام التي كان فيه المذياع يهدينا نسائم صوت سليمة مراد في أغنيتها المجنونة : ( الهجر مو عادته غريبة ..لا ولا منكم عجيبة .)
لأنساب أنا في محبة أسطرة هذا الريبورتاج الموسيقي والحكائي والصحفي وأسرح كأي شاعر شوفيني مع الهوس الروحي لوجع اللذة الجسدية والروحية التي نعيشها بانتظام حلمنا لنعيش بعيدا عن أثار الاغتراب والفقر وشظايا الحروب .
ومع صوتها والأنامل الساحرة لذائقة صالح الكويتي اللحنية أضع انتظام شغفي بأفلام شنايدر وعشقي لها مسارات لطريق حلم يمتد في سيره الأزلي مع حلم نبي اليهود وكاهنه عزرا القديس (العزير ) وقد غادر بابل ليزور مقلديه ورعيته في منطقة أهوار العراق وبلاد فارس وليموت على ضفاف دجلة ، ويبنى له مرقد في ذات مكان رقدته الأخيرة فيما مكان يدعى اليوم ناحية العزير بين العمارة القرنة .
وحتما هذا القديس ( عزرا ) قد كان لصالح الكويتي وأخيه داود معه زيارات مواسم لأعياد اليهود في العراق يتذكرها هذا الرجل الحالم وهو يعتمر سدارته السوداء التي لم ترافق رأسه منذ صباه وحتى مماته … وكأنهما في زيارتهما المتكررة للقديس اليهودي الغافي بمرقده قرب اغفاءة القصب والماء عندما لايبعد هذا القبر سوى امتار قليلة عن ضفاف دجلة القريب من اهوار العمارة وذاتها المنطقة شهدت صراعا طاحنا بين المدافع العراقية والايرانية في حرب الثمان سنوات .وطالما رأيت الشظايا الصعيرة تجرح في جدار المقام وكان الاهالي من زوار المكان الذين يتبركون فيه يغطون اثار الشظايا بالحناء ليخفونها عن ناظر القديس كي لايُفجعْ وهو يراها تجرح خاصرة لحدهْ الابدي .وقد أسهم هذا الضريح في صناعة علاقة مودة مع أمكنة الأهوار وغناءها الرائع عندما لحن صالح الكويتي بعضا من أغنيات مطربين ينتميان بهاجس صوتها وولادتها إلى جنوب هذا المكان وطبيعته الريفية الجميلة هما المطرب داخل حسن والمطرب حضيري أبو عزيز.
في نهاية هذا الريبورتاج أقود نفسي الى تخيل المكابدات الكبيرة في قلب الملحن ومعه اشم عطر الذكريات الرائعة في افلام موسيقى الامس وهي تشدوا بأحلامنا وقراءاتنا ورسائل عشقنا الاول .
تهيم بنا اغاني ذلك الزمن المبتهج بما ترك لنا من ارث واساطير واشواق نحن اليها وسط هوس عولمة الفضائيات والدبابات والاحزمة الناسفة .
وبتخيلي لسيناريو حزن هذا اليهودي المبدع بأصالة رغبته الدفينة ليكون العراق وطنه ولحده ولم يتحقق له هذا فتستعجل الذكريات نهاياتها ويسجل الفيلم نهايته بعزف من كمان موزارت تمنتاه صالح الكويتي ليكون العزف من أوتار عوده.
وفي نهاية الفيلم تسقط من أجفان الملحن اليهودي المرهف دمعة تختلط بسريالية عجيبة بدمعة ألن ديلون وهو يضع باقة ورد على قبر حبيبته رومي شنايدر يوم ماتت منتحرة ……!