وسط معاناة كبيرة، يعيشها العراقيون، بين صور النزوح والتهجير، وحالة القلق، بشأن الإقتصاد العراقي، وميزانيته المتقشفة، وبين القتل والتفجير والسبي، الذي أخذ منا ما أخذ، حتى رمينا أحلامنا تحت وسائدنا، فباتت لا تهمنا مفردات المشروع، والمواطنة، والقيم، والحقوق وكأن العراق يعيش زفافاً فوضويا في كل شيء، مع أنه يعيش، تحت بحيرات من النفط والمعادن الأخرى، التي أصبحت مصدر رزق للفاسدين دون الشعب!
تشابكت كلها مع بعضها، كأن العراق أمسى كرة من الخيوط، يلعب بها مجموعة من جرذان السياسة، وجرذان الدين، فحللوا وحرموا بما تقتضيه مصالحهم، بعيداً عن ديننا الحنيف.
البناءالسياسي في المشهد العراقي، شهد إنقساما تعديدة، أدت الى بلورة فكرالتهميش، والإقصاء، والمذهبية، والطائفية، فالتفجيرات التي شهدتها مناطقنا، بعد إستتباب الأمن فيها، ماهي إلا محاولة نكرة، لإثارة التوجهات نحو توقف الحياة، بأيشكل من الأشكال، وذلك ببث الرعب في الأسواق الكبيرة، أوالمقاهي التي تستقطب أعداداً كبيرة، من الناس المتنوعين طائفياً، كأنهم يريدون أن يخضعوا الناس، لإقامة جبرية باطنية المنشأ، ظاهرية المخاوف.
بعض من المتأسلمين يحسبون، أن الدين يحتاج الى قارئة فنجان، لكشف الطالع، وخاصة الذين أمسوا السبب في القتل والخراب، الذي عم على البلد بأجمعه، والنتيجة مؤلمة، غرسها أصحاب الصنمية الفكرية، المتحجرة من صعاليك داعش، وذؤبانها الجبناء، الذين يريدون إسلاما إجرامياً، مع سبق الإصرار والترصد، وغاياتهم معروفة، وهي تسويق الإسلام،على أنه دين إرهابي، تم تأسيسه على السيف، وقطع الرقاب.
بين الفينة والأخرى، تستيقظ الخلايا الإرهابية النائمة، من جحورها القذرة، لتنفذ مخططاتها الأكثر قذارة، لزعزعة الاستقرار، وبث الطائفية من جديد، فهم يعتمدون على الدين، بإرهابهم الفكري المتمحور، حول سياسة الدم، والنحر،والسبي،تحت مسمى الجهاد، فالحور العين بإنتظارهم، ألا تباً لهم ولما يصنعون.
ختاماً: داعش وخلاياه المغرر بهم، يحتاجون للتحدث علناً في مسرح الأحداث، فلا يجدون سوى المفخخات، والأحزمة الناسفة، هدايا ترسلها للأبرياء، ليتعلموا الصمت، ويطيروا بلا أجنحة من عالم الأرض، ويحسموا أمرهم، وفقاً لدولتهم اللاإسلامية المزعومة، التي تنادي بأن لا دين غير دينهم،والإرهابالفكريلنيموت،إلاإذاماتالدين!ولا صنم سوى الخليفة البغدادي عليه اللعنة، فموتوا أنتم، ودينكم المزعوم الذي تدعون.