23 ديسمبر، 2024 1:48 م

يمعنون في تدمير حاضرَنا وماضينا

يمعنون في تدمير حاضرَنا وماضينا

ما فتأت الأقلام الخيره الشريفه المنحازه لقضية الشعوب التي رزحت تحت وطأت الأطماع الخارجيه وسطوة الحكام عملاء القوى الكبرى الحاقدين على شعوبهم في منطقتنا تكتب بحروف تقطر ألماً على محنة شعبنا العراقي التي لا يريدون له أن يخرج من أزماته وعثراته إلا مثخناً بالجراح لا يقوى على إصلاح نفسه وتضميد جراحاته .
كثيرة هي الأسباب التي تثير كوامن الحسد والغيض ضد بلدنا وشعبنا سواء كانت من دول المحيط الأقليمي ، أو الدول الكبرى التي لم تكف يوماً عن بذل الجهود لرسم مخططاتها لتعزيز نفوذها بأي شكلٍ من الأشكال ، فالعراق من ناحية المساحه يعتبر واحداً من الأقطار الكبيره في المنطقه بمساحته التي تبلغ 437،072 كيلو متراً مربعاً وعدد سكانه 35 مليون نسمة ، ويعتبر من إحدى دول غرب آسيا المطله على الخليج ، أما من الناحيه الديموغرافيه ، فنسيجه الأجتماعي المتكون من أعراق متعايشه متحابه منذ مئات السنين ، رغم كل المحاولات لتعكير صفوَ هذه العلاقات الأجتماعيه المتناميه على مرّ العصور . إلى جانب هذه الميزات الفريده فإن هذه الأرض تزخر بالخيرات التي يفيض بها النهران الخالدان دجله والفرات ، حيث كانت هذه الأرض تشكل سلة غذاء تزيد عن حاجة شعبنا آن ذاك ، فضلا ًعن الأحتياطي النفطي الذي يفوق كلَّ التقديرات التي يسيل لها لعاب كل الدول الطامعه ، إلى جانب الموقع الجغرافي المتميز الذي يربط شمال غرب آسيا بجنوب شرق أوربا ، مع ما يمتلكه من ثروه بشريه زاخره بالطاقات الخلاقه المبدعه والذكاء اللافت . هذه الميزات وغيرها جعلت من هذا البلد ساحة للصراعات والحروب سواء كان على نطاق التأريخ القديم أو الجديث .
إن هذه الميزات التي من النادر أن تتوفر لشعب آخر أضرت بشعبنا بدل أن تكون مصدراً للرفاهيه وبناء الأنسان حضارياً وضمان مستقبل أجياله اللاحقه . إن ما حبته الظروف الحياتيه من ميزات لا تتوفر لدى الغالبيه من دول المنطقه من حيث المساحه الواسعه والغنيه بتنوعاتها وخصوبة تربتها ووفرة مياهها ، وثروتها البشريه المتعددة الأجناس والمتميزه في محيطها الأقليمي ، إضافة إلى مخزونها النفطي الذي أختلفت التقديرات العالميه بشأنه ، هذه الميزات ينبغي لها أن تكون ضمانه لمستقبل أجيالنا وبناء غدنا ، بدل إهدار هذه الثروه بهذا الشكل المؤلم ، حتى صرنا اضحوكه للعالم .
إن أستعراض جملة الأفعال الضاره ضد بلدنا وشعبنا والمدروسه بعنايه يظهر أن وراءها هدف مرسوم تقف وراءه جهات تعمل على تنفيذ أخطر مخطط لتفتيت الكيانات الكبرى في المنطقه وتقزيمها وإغراقها بالفوضى لأطول فتره زمنيه ممكنه ، كي يسهل بالتالي إفراغها من مستلزمات وجودها ككيانات فاعله في مجالها الحيوي ، ومن ثم توجيهها نحو الوجهه التي يريدونها ، وقد يبرزهنا سؤال أوعدة أسئله عن المغزى أو الهدف الذي يتوخونه من هكذا إستراتيجيه رُسمت لشعوب هذه المنطقه ، حيث لا يخفى على كل لبيب ، أن طبيعة المتغيرات وتسارعها تقتضي رسم المناهج اللازمه للحفاظ على مصالحهم لمساحه زمنيه قد تمتد حتى منتصف القرن الحادي والعشرين ، لذا نراهم اليوم يمعنون في هتك وإستنزاف وتدمير الشعب العراقي ، وما تدمير الآثار والمعالم التأريخيه التي مرت عليها آلاف السنين ، وحبس المياه إلا جزء من تدمير الماضي والحاضر لشعبنا العريق .