7 أبريل، 2024 6:38 ص
Search
Close this search box.

يلمعون ببدلاتهم ومسخَّمين بعلاقاتهم !

Facebook
Twitter
LinkedIn

كثيرون من السياسيين الفاسدين رضوا لانفسهم سوآتهم من دون ان تعرب افواههم انهم حقا سلكوا سبل الغواية والفساد وكانوا بكل شيء لا يملكون من البَرَج سوى اسماء والقاب وبدلات , ولما يرى احد ان فيهم شيئآ من هذا القبيل تراهم يديرون عنه العيون او يخرجون عليه قبل النقناق وطلعة الفجر او عند دعج الليل بكل قادح مؤجج ويقولون له :
“هذا مقال سمج عليك فيه حرج
تقتلنا ظلما ولم تثبت علينا الحجج ” ( ابو نؤاس )
ثم يعودون الى بيوتهم فيخلعون كل دم احمر واسود , ويغسلون الأيدي ويتناولون المخرفج في جو من الأرَج ولا ينظرون الى المرآة ويرون السخام والحجج ويأسفون كم البسوا الحق بالباطل وتنحوا عنه وانحازوا الى الكَرَج .
وكثيرون أيضآ من السياسيين الفاسدين المرّاق تراهم يسعون الى العلى كأنهم في سباق , مكحَّلي الآماق وعند استجلاء العيون لاتجد في بريقها اي مصداق , سوى دبيب الثمالة من الخمر في مخارم الليل , يأكلون مال الفقير قبل انتهاره ويزهون به بلا خجل وقد جبلوا على الامر القبيح والتمثيل بكل جيد وصحيح , وهم لا بسمت الأخ ولا الصديق ولا بقلب الكلب او البغل ولا في وجوههم سوى سخام التعالي سجية من اهل السفل ,
تراهم في امور الحياة خَتْل ما بهم غير القباحة والخلل
لايرحمون الناس اذا تولوا وعهدهم للفقراء زيف أمل
و الناس جبلوا ان ترى الناس بالذي تمتلك ايديهم , فمنهم من ارضعه الدهر مرّ الشراب لكنهم سعوا مع الساعين صادقين غير قانطين فانصفوا وما ركنوا للضلال ولم يكونوا ظالمين , ومنهم من اطعمهم الدهر شهدا وزبدا في قصور العز والجاه وحين تولوا الحكم صاروا فراعنة سنينا في زمام الناس وكانوا بتقسيم الحقوق دون فعل الشهد والزبد , يصنعون البلايا لهم لكي لاينهضون ليبقوا هم الاعلون , حتى تمادوا بالارض عامدين وطفح الكيل وخاطبهم الناس :

قد بلانا زماننا بأناس لا يعون الهدى ولا يفقهونا
هم احط الورى شعورا ولكن حسبونا لسنا بهم شاعرينا
يلبسون الوداد ثوبا ولكن تحته شر ما كما القالونا
سيرى المفسدون ان ليس هذا يوم يخفى في مثله المفسدونا
ماهم في الأنام الا بقايا قوم لوط في الارض متركينا (عبد المحسن الكاظمي)

إضاءات :

البَرَج : الجميل والحسن الوجه
النقناق : الدجاج
دعج الليل : سواده
المخرفج : احسن الغذاء
أرَج : نفحة ريح طيبة
الكَرَج : الفساد
مخارم الليل : ساعاته الأولى
سَمْت : هيئة ووقار
خَتْل : خداع

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب