23 ديسمبر، 2024 4:09 م

يك حساب

يك حساب

عندما تجاوز ( الكثير ) منا بعض من منجزات صدام حسين وبدأوا يعدّون أخطائه ، وما أكثرها .. حيث قاموا بتجيير تلك الأخطاء والمصائب وفق النهج الطائفي ( الأممي ) المزروع في العراق الجديد ، وحولوها بقصد وخبث الى صفات تلازم اهل سنة العراق ، بانهم اضطهدوا شيعته وهمشوهم واقصوهم وحكموهم بالحديد والنار .. وتلك لعمري اكذوبة العصر ، بل اكذوبة كل العصور ، التي سارع بتبنيها الكثير من قياداتنا الشيعية التي قدمت من خارج العراق وهي تتأبط أجندات اقسمت على تنفيذها وفق مبدأ رد الجميل الى الجهات التي احتضنتهم وآوتهم ( ودربتهم ) طيلة السنوات التي كانوا فيها عندهم .

ومن هذا المنطلق .. والأخذ بنفس الأسباب والسياسات .. فان تصرفات المالكي ودمويته وحربه المتكررة على محافظات اهل السنة بحجة الأرهاب وتهجيرهم وتهميشهم واقصائهم .. جعلت الكثير من السنة واهلهم ان يطلقوا نفس الصفات التي وسموا بها ظلما وبهتانا على شيعة العراق .. بل اضافوا لها ان شيعة العراق تجاوزوا دموية اهل السنة عندما بدأوا القتل على الأسم والهوية .. فهل تلك حقيقة ؟ .. وهل صدام كان يمثل السنة في العراق ؟ .. أم ان المالكي هو زعيم شيعة العراق ؟ .. وهل ضحايا الأنتفاضة الشعبانية هم ضحايا السنّة .. ام ان قتلى الأعتصامات النيسانية هم ضحايا الشيعة .

ذلك وباء الطائفية الذي ضربنا في صميم مكوناتنا الأجتماعية الزاهية ، والذي ارسل الينا من الخارج بحاويات منمقة زاهية جميلة المنظر .. مثلما ارسل الينا فايروس الأيدز في يوم ما من ايام القرن الماضي ، معبأ في اكياس الدم البشري لكي يصيب الكل ، الصغير والكبير ، المرأة والرجل ، الشيعي والسني ، الكردي والمسيحي ، دون تفرقة او تمييز .. واذا حسبنا دموية ما يجري في العراق وفق اجندات اولائك ( المورّدين ) او كما يريدوها فان النتيجة ستكون حتما يك حساب .. أما اذا حسبناها وفق نواميسنا واخلاقنا وشهامتنا وكرمنا وغيرتنا العراقية المشهودة ، فان قاتل السنة والشيعة هو واحد وان دين الله ومذاهبه الكريمة هي براء مما جرى ويجري وسيجري خلال الأيام القادمة .. فهل من منصف ؟؟؟