9 أبريل، 2024 3:08 ص
Search
Close this search box.

يكفي استنكار … يكفي نفاق … يكفي كذب … الشعب يذبح

Facebook
Twitter
LinkedIn

لست من الذين يعلمون الغيب او (فتاح فال) او حتى اعمل في الاستخبارات او الامن الداخلي ، لكني كنت على يقين ان عيد الفطر سوف لن يمر دون ضحايا وقرابين، تدفع من اجل بقاء سين وصاد ، بقاء النكرات ، بقاء الامعات ، بقاء السراق ، بقاء الفاسدين، عذراً فانا اليوم بعيد عن الدبلوماسية ، بعيد عن الكلام المنمق، لانني شاهدت دماء تراق من ابرياء، ذنبهم وجريرتهم انهم ولودوا في العراق.
اليوم وبعد اداء صلاة المغرب في احد مساجد بغداد توجهت وكعادتي في كل عيد الى بعض الاصدقاء لكي ابارك لهم واتمنى لهم الصحة والسلامة، خرجت وبمعيتي احد الاخوان، وبمجرد الخروج من المسجد دوى انفجار صك اسماعنا وبدا كأن الارض تتحرك من تحت قدمي ، لم ادرك ما حدث، كون الصوت المدوي اوقف جميع حواسي، عيني لم تبصر طريقي … الدخان والاتربة تصاعدت في السماء، رائحة البارود والديناميت واللحم المشوي حبست انفاسي …في قرارة نفسي وكأن نفسي تحدثني ان انفجار وقع، ولم اعرف هل انا مجروح مصاب او فارقت الحياة، حيث انعدمت المشاعر، افقت من تساؤلي على صوت احدهم وهو يقول سلامات سلامات …تمعنت وفتحت عيني ووجدت نفسي ملقاً على الارض …والى جنبي العديد من الاجساد ، لم ابقى لاتأكد منهم ، حيث حملتني قدماي الى داخل المسجد اغتسلت بحثت على رفيقي الذي كان بمعيتي وجدته يبحث عني خارج المسجد…شاهدت التراب والدماء على وجه … دققت النظر جيدا …وجدته سالما معافى والحمد لله…وبعد الجلوس لفترة واستعادة الوعي بشكل جيد …خرجت واطلت بنظرة سريعة على الشارع المجاور …وجدت كأن يوم القيامة قد حل…دماء…اجساد مقطعة…اتربة…اناس تتلوى من شدة الالم …جثث متفحمة …بادرت بتقديم المساعدة…حالي كحال بقية الاخوان …حيث كانت تقف السيارات لحمل ما تستطيع حمله من الجرحى …الموتى، طبعا لا توجد اسعاف…لا سيارات اطفاء…ولا قوات امنية…
على اية حال ..عدت الى المنزل …والمفاجى التي ضربت اسماعي ان قائد عمليات بغداد والمتحدث باسم الداخلية يقول ….ان عدد الضحايا 2 والجرحى 28 فرد فقط.
لا استطيع ايجاد كلمات معبرة …لكن استطيع القول … ان الكذب والنفاق …والدجل ..والخداع والضحك على الذقون …وصل الى اقصى ما تصل اليه الخسة والنذالة …في اطناب هذه الحكومة …نعم سوف يخرج علينا بعد ساعات احدهم ويقول انه يدين ويستنكر …ويقول احدهم ومن حزب اخر …ان هذا من فشل وعلى الحكومة ان تستقيل…مع العلم انه مشارك بهذه الحكومة التي نعتها بالفاشلة….اذا كانت فاشلة لماذا انت مشارك فيها….اعتقد الجواب واضح وجلي…المنصب والامتيازات تستحق التضحية…ويظهر اخر ومن حزب اخر انه يدين ويستنكر ويحمل الحكومة الفشل…يا اخي انت عضو وصاحب كتلة في البرلمان وقد صوت حزبك وكذلك كتلتك على هذه الحكومة …واخر واخر   …
اقول، هذا هو النفاق …هذا هو الضحك …على البسطاء والسذج…نعم سوف تستغل هذه الدماء لدعاية انتخابية او لانه حزب او تيار فلاني لم ينل حصة من كعكة العراق …يريد ان يتكلم بحق يراد به باطل …هذا هو الكذب والدجل…
على العموم …فأن هذه الدماء والدماء التي سوف تسيل قريبا …يتحمل مسؤوليتها 3 جهات لا غير….
اولا
القيادات السياسية والدينية
لان القيادات السياسية وجميعها لا استثني منها احدا…همها وهدفها تحصيل المنصب والمكاسب والكرسي والوزارة ….نعم تذرف دموع التماسيح …نعم تتباكى على دماء ابناء العراق …لكن ما هو الحل …انكم قيادات ولديكم مسؤوليات …يجب ان تعطوها حقها …لا لذرف الدموع او الاستنكار …فكل قيادة سياسية تظهر على وسائل الاعلام تذرف الدموع وتحمل سين وصاد المسؤولية ….اعلموا انهم مشاركون في الجريمة …
القيادات الدينية والمراجع …مع احترامي وتقديري واجلالي لجميع القيادات ومن كافة الطوائف والاديان …لكن كلمة الحق وبهذا الاستهتار الواضح بالدماء …يجب ان يكون كلامي صريح ومحدد وواضح…نعم تتحمل القيادات الدينية ما يحصل وما سيحصل …ان جميع ما يتحدث بهم مثلوا المراجع الدينية او حتى البيانات التي تصدر من مكاتبهم هي فقط الإدانة ..والدعاء للقتلى بالجنة …هذا هو واجبكم …هذا هو تكليفكم الشرعي… هذا اقصى ما يمكن ان تنطقوا به… او يظهر احدهم ويتحدث بطلاسم ومغيبات ..وما بين السطور….وكأن الوضع بحاجة الى دبلوماسية ومحاباة…
 
ثانيا
الشعب العراقي بشكل عام بكافة اطيافه …فلا يعقل السكوت على هذا الوضع…نعم يهدد المالكي او توابعه من هم معرفون للجميع بالتنكيل او ضرب التظاهرات …كما حدث بالحويجة…لكن لا يستطيع المالكي ان يقف امام الشعب باجمعه وبتوحده …
ثالثا
الجيش العراقي …القيادات الامنية…لا يمكن ان تكون جميع القيادات الامنية والعسكرية العراقية عميلة او لا تبالي بدماء العراقيين…انا على يقين ان هناك الكثير من القيادات تعض على اصابعها من الغيظ ..على هذا الوضع…ولكم اسوة حسنة بالجيش المصري…بالرغم من اختلاف الحال والملاحظات على الحالة المصرية…لكن الاطار العام …الجيش بحاجة ان ينصف الشعب…
 
في الحديث شجون وشجون …لكن المقام لا يتسع

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب