23 ديسمبر، 2024 2:40 م

“\u064a\u0643\u062f \u0627\u0628\u0648 \u0643\u0644\u0627\u0634 \u0648\u064a\u0627\u0643\u0644 \u0627\u0628\u0648 \u062c\u0632\u0645\u0647”

“\u064a\u0643\u062f \u0627\u0628\u0648 \u0643\u0644\u0627\u0634 \u0648\u064a\u0627\u0643\u0644 \u0627\u0628\u0648 \u062c\u0632\u0645\u0647”

لم يخطر ببال صديقي “أبو عباس” الذي يكبرني سنا والمحال على التقاعد مؤخرا ان يعامل هكذا من قبل موظفي دائرة التقاعد وهو الذي أفنى عمره في خدمة دائرته فلطالما كان الشاي الذي يقدمه متربعا في قلوب ضيوفه رغم إغراءات القهوة فالكل كان ينتظر اطلالته البهية بلهفة لان الجلسة لن تكتمل الا بحضوره ليس فيما يسرده من قصص او ما يقوله من كلام معسول بل بما يقدمه من أكواب الشاي لضيوفه من الوزراء والمسؤولين الكبار سواء من السابقين الذين اضاعوا هوية الوطن وقتلوا شعبه واللاحقين ناهبي “الأكو والماكو” فضلا عن معايشة أكثر من عشرين محافظا

واليوم “أبو عباس ” وعلى الرغم من وساطاته “الدسمة ” التي لم تجدي نفعا قد بات تحت رحمة موظفي دائرة التقاعد فعلى الرغم من مرور أكثر من شهرين على اكماله لمعاملته والتي أرسلت بقرص كما معمول به وحسب التعليمات لكنها مازالت تراوح في مكانها ويصف صديقي العزيز ما لاقاه من مجزعات اسماها ” المجزعات الخمسة ” أولها تبدأ بموظف التدقيق الذي يتبرع لك  مجانا براحة تامة لمدة شهر تقضيها مرغما  وتكون حينها” سائق مخدة ” و”مفلس ” وبعد رحلة الاستجمام يمنحك الموظف الثاني الذي لا يبعد عنه سوى بضعة امتار إجازة اجبارية لمدة أسبوعين ناهيك عن طبيعته التي يمتاز بها وهي قلة الكلام ولا يجيبك  على أي سؤال او استفسار الا عند الساعة الثانية عشر ناهيك عن الاسئلة الروتينية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، وبعدها لاتتفاجئ عندما يأتيك الجواب بفقدان المعاملة واذا مااكملت هذه الرحلة الشاقة وصادف حظك العاثر إجازة السيدة مسؤولة منح الهويات فعليك ان تنتظر طلتها البهية مرغما لعدم وجود بديل عنها في هذا الكون واخرها مرحلة الانتظار لأشهر لكي تستلم اول راتب تقاعدي وقد تغادر روحك جسدك وتذهب بتقاعد  اجباري من هذه الدنيا قبل ان تستلمه او حتما ولابد انك ستصاب بحمى زكام التقشف التي قد تجعلك تبحث عن بدائل للراتب من خلال الاستجداء في الشوارع “ولله يا محسنين”

ومصيبة “أبو عباس” ليست الأولى ولا الأخيرة فالكل سيمر بهذه المجزعات مادامت الأجهزة الرقابية ضعيفة لا تؤدي دورها بشكل صحيح وتعمل وفق المجاملات..!!

اذن ما هو السبب الذي يمنع هيئة التقاعد الوطنية من ان تضع الية جديدة تضمن حق المتقاعد من خلال تحديد سقف زمني لأنجاز المعاملات وموعد تسليم الراتب للمتقاعدين الجدد خاصة وان رئيسها كان قد أعلن عبر وسائل الاعلام وفي أكثر من مناسبة عن تحديد مدد انجاز المعاملات التقاعدية ولكن دوائر المحافظات لا تلتزم بتلك المواعيد وتحت ذرائع شتى، اذن ما لذي تغير نتمنى متابعة ما يقوله المسؤولين  وإمكانية تنفيذه على أرض الواقع لا مجرد تصريحات لا ترقى للواقع بشيء ، من خلال ارسال لجان سرية بين فترة وأخرى لمتابعة دوائر التقاعد في المحافظات ومدى التزامها بالمدد المحددة لإنجاز المعاملات ومحاسبة المقصرين لكي لا يبقى المتقاعد المسكين تحت رحمة ” الديانه ” والمؤجرين لأنه اضحى “يركض والعشا خباز” و “الله الساتر من تاليها ” وبذلك تحفظ ماء وجهه وترد جزء من الدين له وما ضيعه من سني عمره في خدمة هذا البلد “مو تاليها تعبه  يروح بوله بهوره ” نتمنى ان تجد تلك المناشدات اذان صاغية بحيث لا تجعل الموظف الذي يقدم خدمة لوطنه يصاب بإحباط جراء شعوره بأن هذا المصير المؤلم بانتظاره شاء أم أبى وكأني به كصاحب المثل القائل ” يكد ابو كلاش وياكل ابو جزمه  ” والله من وراء القصد …!!!