23 ديسمبر، 2024 7:57 ص

يقتل القتيل القتيل ويمشي في جنازته

يقتل القتيل القتيل ويمشي في جنازته

من الصعب على النظام الايراني أن يقنع العالم ببراءته من قتل رجل الدين الهارب غلام رضا منصوري، ولکن في نفس الوقت هناك إجماع غير عادي بشأن إن النظام متورط في الجريمة خصوصا إذا مالاحظنا ماقاله المتحدث بإسم وزارة الخارجية الايرانية في وصف وفاة منصوري بأنها أشبه بـ”الانتحار”، کما إن حسام الدين آشنا، مستشار حسن روحاني، في تغریدة له، قارن وفاة منصوري بوفاة سعيد إمامي، نائب وزير المخابرات السابق، وأحد المتهمين فيما عرف حينه ب”جرائم القتل المتسلسل”، في السجن. الى جانب إن قوات الحرس الثوري أعلنت في عجالة من أمرها ونقلا عن ماسمته”خبير في الشٶون الدولية”:(يجب البحث عن رأس خيط القضية في أوساط المعادين للثورة والمنافقين”منظمة مجاهدي خلق کما يصفها النظام في وسائل إعلامه” الذين كانوا منجرحين من القاضي منصوري) والانتباه جيدا الى إن منصوري کان قد أعلن الاسبوع الماضي:” لدي الكثير لأقوله” ويبدو واضحا بأن هناك خيطا واضحا يقود الى طهران سواءا الى دهاليز قوة القدس الارهابية أو وزارة الامن الايرانية أو کلاهما معا!
الاتهام الذي سارعت قوات الحرس الثوري الى توجيهه لمنظمة مجاهدي خلق، لايبدو إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، الذي تنخرط مجاهدي خلق کأبرز فصيل فيه، وجد صعوبة في الرد على ذلك الاتهام المستعجل جدا من أمره حيث سخرت لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب في هذا المجلس في بيان لها من هذه التهمة بقولها:” هذه السرعة في العثور على رأس خيط افتراضي، تذكرنا بسرعة عمل خامنئي بعد التفجير في حرم الإمام الرضا في 20 يونيو 1994 حيث نسب خامنئي شخصيا الحادث بعد ساعة من وقوعه إلى مجاهدي خلق !” وذکرت اللجنة في بيانها هذا من إنها:” قد كشفت في بياناتها الصادرة في أيام 13 و16 و18 يونيو عن خطط ومشاريع استخبارات قوات الحرس فيما يخص غلام رضا منصوري وأكدت: «تحت وطأة العقوبات وكورونا، يتفاقم الصراع بين العقارب داخل النظام حول قضية الخلافة (ما بعد خامنئي) ويذهب عناصر وأفراد جدد ضحايا وكبش فداء»”، مع ملاحظة إن بيان لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، قد إتهم النظام نفسه وبصورة مباشرة بتلك الجريمة بقوله:” ؤكد كل الأدلة والقرائن بأن غلام رضا منصوري تم القضاء عليه بالأساليب التي تحترف بها أجهزة استخبارات النظام الإيراني وتعيد إلى الأذهان مسلسل أعمال القتل وتصفية جسدية لعناصر مثل سعيد إمامي ومسعود دليلي وكذلك اغتيال مسعود مولوي.”، ومما لاشك فيه يظهر موقف النظام الايراني کما نلاحظ ليس ضعيفا وإنما هزيلا ولاسيما وإن له ماض صار معروفا للعالم کله بشأن طرقه واساليبه في تصفية حساباته مع الذين يقفون ضده!