لم يكن الشعر القديم.. المعلقات والهجاء والمدح والغزل كانت بالنسبة لى الا ظواهر استغنى بها القدماء عن الصحافة والأفلام والمسلسلات وغيرها.. الشعر كان ترجمة لخيال تحده الصحراء والسماء والقمر وأحيانا البحروالحالة الاجتماعية والحروب والتفاخر وكل العادات والطبع الذي كان يعيشه المجتمع حين ذاك والمنقول الينا ولازال الكثير ينطبق علي واقع الحال رغم قرون من الزمن مرت وبقيت بعض الابيات تحكي واقعنا الحالي
المتبنى له بيتان فى وصف مصر والعالم العربي جميعا مازالا صالحين لدراستهما لمئات السنين.. الأول فى وصف الفساد حيث قال
نامت نواطير مصر عن ثعالبها.. فقد بشمن وما تفنى العناقيد..
النواطير هم الحراس أو الشرطة التى خلدت للنوم فاستغل الثعالب ذلك ليسرقوا العنب (أو الثروة الزراعية).. والمصيبة أنهم شبعوا من هذه السرقات ومع ذلك يستمرون فى نهب الثروات التى لا تنفد أبدا (وما تفنى العناقيد).. وهذ مايجري في العراق لا كلل ولاملل ولا شبع يتقيئون منه
والبيت الثانى عن أحوال المصريين ايضا وهو يطابق كل اوضاع البلدان منها ايضا بلدنا المستباح نعم الضحك علي الحال العام مثل البكاء بحزن مفرط مامنه من شفاء
كم ذا بمصر من المضحكات.. ولكنه ضحك كالبكاء..
المضحك المبكي التصريحات المملة من بيع الكهرباء الي الدول المجاورة الي تصريحات ووعود صدعت الرؤؤس منها والتبريرات وشماعة الفشل علي النظام السابق واخرها الادعاء بوقوفهم مع المتظاهرين قولا وفعلا ينظمون طرف مجهول يكتم الانفاس ويقتل بلا رحمة ويخطف المواطن السلمي الذي ينادي بوطن حر مستقل ومواطن يبحث عن قوت يومه بشق الانفس بعد ان فرحت عائلته بتخرجه من الجامعة ليتفاعل مع المجتمع حاله حال من سبقوة ولكن توقف الزمن وانطفئت شمعة النور والامل التي كان يعيشها وارتطمت بجدار صلب لايمكن تجاوزه الا بالرشا او الانتماء الحزبي واصبحت حالته ميئوس منها واصبح عالة علي العائلة المنهكة هي اصلا وكله بسبب عدم المبالات من الحكومات التي ترحل المشاكل والمبررات من سنة الي اخري بحجج الوضع الامني اولا وانخفاظ اسعار النفط وتسديد الديون والميزانية التي لم تختم بحسابات نهائية مبررات شبع منها العراقيين ويعود مرد ذلك الي قيام حكومات تتولي ادارة البلد بعدم اختيار
وزراء ومسؤولين محترفين يحسنون الكلام والتصريحات بدلا من الذين تمتلئ صفحات الفيس بوك بالسخرية منهم ومن تصريحاتهم.. مثلا البرلمان العاجز عن مواكبة الاحداث والمشغول بالصراعات بين الكتل او عدم وجود نصاب كامل وافشال الجلسات بالجلوس في الكافتريا والتي منها يخرج التوافق بدلا من قبة البرلمان ولم نتعرف علي جلسة كاملة طيلة الاعوام التي مضت بنصاب كامل وبدون غياب
وكما بدأت المقال بالشعر، أنهيه أيضا بشعر نزار قبانى مؤكدا أن أى انتقاد ليس بقصد التجريح أو التشويه، كما أن كل إطراء ليس بالضرورة نفاقا.. لكن «الغشومية» فى الدفاع عن رأى الحكومة هو ما يسبب الحيرة ويثير السخرية من وزراء ومسؤولين وبرلمانيين يمكنهم بقليل من الذكاء والاحتراف السياسى الخروج من فخ النفاق الذى يستفز الناس..
يقول نزار:
كفانا نفاق.. فما نفعُهُ كل هذا العناق.. وكل الحكايا التى قد حكينا.. نفاق نفاق.. كفانا نحملق فى بعضنا فى غباء.. نحكى عن الصدق والأصدقاء.. ونزعم أن السماء تجنت علينا.. ونحن بكلتا يدينا دفنا الوفاء.. وبعنا ضمائرنا للشتاء!
عنوان المقال مثل فيتنامي مترجم من الروسية من قبل الاستاذ ضياء نافع والتي ينشرها في مجلة الكاردينيا شكرا له