احتمال تكون طبقة السياسيّين ,سواء الّذين حملتهم الدبّابة الكافرة أو من ركبوها وهي تحتل أهمّ عواصم التأريخ تأثيرًا بوجدان الزمن.. بغداد ..احتمال غير قادرون وليس بإرادتهم مغادرة مناصبهم في الوقت الحالي أو التنحّي عن برنامجهم “السياسي” الملقّن شرط من شروط بقائهم في السلطة كما فهمه الشعب العراقي من خلال أدائهم السلطوي الأعرج طيلة 12 سنة سرقت من عمر العراقيين باتوا يتحسّرون على أيّام الحصار ولا يُتركوا لعاديات دول حقيرة أو كبيرة حاقدة يتلاعبون بمصيرهم طيلة سنوات ما بعد الاحتلال .. يبدو لي أنا على الأقل أنّ هناك تأنّي أو تريّث يأخذ بعض الوقت لحين إعداد الولايات المتّحدة طبختها الجديدة الّتي فاحت رائحتها من خلال التدخّل الروسي العسكري المباشر في سوريا ويلحقه حاليًّا من أيّام قليلة تحرّك صيني عسكري أيضًا قد ,وكما يخيّل لي, أنّ “إفراغ أكبر كمّيّة من السكّان وامتصاصها” لتحويلها لساحة تصادم عسكري كبير ..عنوان مقالي هذا لا علاقة له بتقديم نصيحة لأناس يجب محاكمتهم لينالوا عقابهم الّذي يستحقّونه على تدمير وقتل شعب العراق ونهب ثرواته وآثاره وسرقة بنوكه وملياراته “الانفجاريّة” وغيرها ..ثمّ أنّ المحاكمة راحة لنفس المتّهم لو ناله العقاب بدل تأنيب الضمير القاسي المقبلون عليه الّذي هو أشدّ فتكًا من عقوبة الإعدام نفسها ,والدليل الراحة وانطلاق اللسان الّذي بدا عليه الرئيس العراقي صدّام حسين وهو يتلقّى مصيره المحتوم “كراحة لا شعوريّة” ..
فشل أداء “الدين السياسي” في أدائه السياسي أو الإداري والخدمي في أكثر من بلد اعتلى سدّة الحكم فيه انعكس على مصالح الدول الغربيّة الكبرى ومنها الولايات المتّحدة وبدأت هذه الدول تتلقّى مردودات عكسيّة ممّا أنبتت لم تتوقّعها ..وجلّ من لا يخطئ وإن عظم وتجبّر.. فها هي دول الغرب الغنيّة تحاول امتصاص الكوارث الّتي تركها تدخّلها المباشر والغير مباشر في دول تختلف طرز حياتها عنهم ,راضية مرضيّة ,كانت بلدان آمنة لولا التدخّل الغربي عبر عقود طويلة من السنين بالتدخّلات الغير مباشرة عبر الانقلابات العسكريّة أو الانقلابات الربيعيّة أو التدخّلات العسكريّة المباشرة كما حصل للعراق أثّرت على التعاطي المتبادل المعتاد في كلّ المجالات وحاقت به انكسارات اقتصاديّة حادّة هي أحد أهم أسباب بداية فتح أبواب جحيم لا تطيقه إدارات الغرب ..
الّذين تركوا المنطقة الخضراء مبكّرًا ك “كبّة” والسوداني والسامرّائي وغيرهم وغادروا العراق نشهد لهم ونرفع قبّعاتنا لهم على عمق إدراكهم من الّذي يغلي تحت حمّام المنطقة الخضراء قبل أن ينفجر بهم مرجل التسخين وعرفوا أنّ الّذي يجري “لعبة” وصراع خفي غير الظاهر للعيان تجري مجرياته بين جهات سياسيّة “عقائديّة” انضربت مصالحها وبين جهات كلّ همّها “تلقينها الدرس” مع ذات الجهات الّتي كانت تشكّل عمود الاتّزان القوي في المنطقة والاتّفاق أو بدون اتفاق بحسب ما تمليه الضرورات وليس الأمر يتعلّق بتحرير وما إلى ذلك.. لا أريد “توجيه النصيحة” كي لا أبدوا بمقالي “التخويف” لخدمة آخرين لكن حتّى لا يفقد الجدّيّة ولكنّ أيضًا ,ولا أخفي “التشفّي” هو التشفّي ذاته كمقدّمة لإعلان ابتهاج علني على كلّ من آذى العراق والعراقيين ,وهو في نفس الوقت تعبير سعادة قد نقبل عليها عن اندحار التخلّف واندحار حملات الاتّجار بقضايا سامية في الوجدان البشري كان من يمثّلوها بوجوههم الكالحة أحد أهم مصادر ارتفاع الضغط المستمرّ ومؤشّر على وقاحة جديدة من نوع آخر يمكن أن يحملها الزمن بين طيّاته..