8 أبريل، 2024 10:48 م
Search
Close this search box.

يطلب ما لايملك

Facebook
Twitter
LinkedIn

 التاريخ يحمل في طياته القصص والعبر الكثير، وخير مانستدل به في هذا الموضوع القصص القرانية التي أنزلت على نبي الرحمة وخاتم الانبياء محمد ابن عبد الله – ص- ومن بين اهم تلك القصص والايات القرانية المنزلة قصة نبينا نوح-ع- الذي لبث في قومه مدة طويلة تجاوزت عشرة قرون إلاّ خمسين او بزيادة او نقصان ، وفي هذه الفترة كان هذا النبي الامين الصادق يدعو قومه للاصلاح وعبادة الله الواحد الاحد ، ولكن لم يستطع على الرغم من أنه بذل جهدا عظيما في الليل والنهار؛ لغرض أن يصل الى اصلاح قومه اجمعين ، ولكنالذين امنوا به وبدعوته قلة قليلة من الناس هذا مابينه القران الكريم .
اذا من اصعب الامور على بني البشر هو الايمان بالرسول ودلالتنا على ذلك الانبياء والرسل الموجودين في القران بحوالي 25 نبيا ورسولا ، ويوجد كثير من الانبياء لم يذكرهم القران ، ونتيجة هؤلاء الانبياء لم يصلوا الى ان يؤمن بهم الناس جميعا وقسما منهم فرغ صبره ، وهو نبي الله (يونس) ، وقسم من هؤلاء الانبياء دعوا رب العزة ان ينزل بقومهم العذاب ؛ منهم قوم عاد
وثمود وغيرهم. ان هذه  القصص مثبتة لمن اراد ان يفكر ويتقي ربه ، وقبل هذا وذاك كان الشيطان للانسان عدو مبينا هذا نص صريح في كثير من ايات رب العالمين جل شأنه ، ونحن كبشر موجودون على الارض كخلفاء للعبادة واعمار الارض والتراحم فيما بيننا ؛ لكوننا مسلمين والمسلم من سلم الناس من يده ولسانه ، وهناك قول للنبي – ص- مفاده ” ان من غشنا ليس منا” اي ان الغش ممارسة غير محمودة وسلوك قبيح والمواطن العربي دائما يطمح الوصول الى مصاف الامم ؛ لكي يكون شهيدا على الامم التي تحيط به ؛ كون عز شأنه جعلنا امة وسطا لنكون شهداء على الناس ، وليكون النبي علينا شهيدا ، ولكن اين نقف اليوم من هذا الامر؟! اولا الامة العربية تعد من الامم المتخلفة اقتصاديا والمفككة اجتماعيا وان اغلبية الدول العربية تسعى الى قمع المواطن من خلال حكوماتها او النظام الملكي او نظام المشايخ ، فقد طل قبل سنوات مايسمى بالربيع العربي ابتدأ بتونس وانتهاء في ليبيا ، وقد كان اغلبية المواطنين يهتفون كلا للاستبداد ، الموت للديكتاتوريين ..نريد الحرية والسلام..ولكن ماذا حصل ؟! ان هذه الدول منذ ان رفعت هذه الشعارات وفعلا قامت بالتغيير ، ولكنها الى هذا اليوم في حالة قتال وهذا يصف بعض رجالات الدولة بانهم ارهابيون ، وذاك ينعت بعض الاحزاب بانها تسعى لجعل البلبلة في البلد باجندة خارجية ، فقد سقطت الكلمات من اعلى سلمها المقدس الى ارتب واوضع كلمة تطلق في الشارع ، فالمناضل اصبح ارهابيا ، والارهابي اصبح مناضلا ، وهذه الكلمات تتلاعب بها وسائل الاعلام المرئية والكل يصر على ان صناديق الاقتراع هي السبيل الوحيد للعيش الكريم ، وسناخذ تجربة بلدنا الذي استنزف دماء ودماء ولم ير المواطن من خلال نزف الدماء اي توقف لهذا النزف على تعاقب عدة انظمة ولفترات طويلة ، ودخول هذا البلد حروبطويلة وطاحنة مع دول الجوار والاعتداء على الشقيق ، وبعد ذلك جاء التغيير واغلبية المواطنين كانوا يرون في التغيير الحالة المثالية حتى يبصروا الديمقراطية ويمارسونها فعليا وتعاقبت الحكومات والوزارت ابتداء من مجلس
الحكم والى يومنا هذا ، وحصلت انتخابات واتت بناس منتخبين من قبل الشعب وهذا هو رأي المواطن وحقه واستحقاقه في الذين يعتقدون انهم من يمثل موقفه وتجربتنا في العراق اتت بالصالح ودون ذلك ؛ لانها تجربة فتية واليوم ونحن نعيش في وسط عملية اعلانية في الانتخابات المقبلة والكل يدلون بدلوهم ، ولكن الاغرب من الغريب جميع المرشحين قاطبة تلمح وجوههم الابتسامة في اشراقة لامل جديد عراقي قسم منهم اعضاء في البرلمان الحالي والاخر في السابق والاخر في الحكومة الحالية والكل وحسب شعاراته يدعو للاصلاح وهذا شيء حسن ، ولكن لنا تجربة عشناها في قوت ابناء شعبنا وهي الميزانية العامة ونحن اليوم في شهر نيسان ولم تظهر اي بارقة امل على اقرار الميزانية التي هي قوت الشعب ، ولا داعي لذكر تفاصيل ومجريات التجاذبات اليومية على وسائل الاعلام بين السلطة التنفيذية والتشريعية والمحللين من البرلمانيين ومن عامة الشعب والمتخصصين وجميعا محتاجون الى التمعن الحقيقي والتأمل ومتابعة هذه التسميات التي تحمل في طيتها تسميات احزاب وائتلافات وكتل دينية وتيارات ومستقلون ، ولكن هناك بيان لقيمة الانسان ان كان في فكره او برنامجه الانتخابي وهو ماذا قدم للناس ؟وهل سوف يقدم
الاكثر اذا وصل الى قبة البرلمان ام انه جاء لغرض المنفعة الشخصية والذاتية ؟
فاذا جاء من اجل هذا او ذاك ، فالمواطنون سوف يكشفونهم وخير دليل على ذلك ان قسما من البرلمانيين في جلسة برلمانية خاصة على التصويت لقانون التقاعد الموحد انهم صوتوا لرواتبهم ومصالحهم المستقبلية حسب مايعتقدونه انه من استحقاقهم على الرغم من ان جميع المحافظات خرجت للتنديد في ذلك ، وكذلك بيانات المرجعية التي اعلنت ان هذا الامر لايجوز ، فلابد للمواطن ان يتبصر ؛ لان صوته امانة وان يحسن الاختيار ؛ لان اختياره الصحيح سيجلب منفعة عامة تشمل الجميع ويستفيد منها الجميع لان هذا امر مصيري يحتاج منا ان نفكر به طويلا لا ان يتثاقل البعض وراء الاعلانات التلفزيونية وبعض الهدايا والاكراميات التي يقدمها بعض من هم يسمون انفسهم مرشحين فاستحلفكم بالله اذا كان اول مايقوم به هذا المرشح اعطاء الهدايا
للمواطنين من اجل ان يكسب اصواتهم ، فماذا يعمل اذا اصبح عضو في البرلمان؟؟!!!!!!

*[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب