13 أبريل، 2024 5:56 م
Search
Close this search box.

يسرقون الأموال…ويبذلون منها لكسب ولاء الناس ورموزهم!!.

Facebook
Twitter
LinkedIn

حب المال يوهن الدين ويفسد القلوب والمآل والأعمال ، وهو مادة الشهوات ، وسبب الفتن ومفتاحها ، وهلاك الأمم وفسادها، كما ورد عن النبي “صلى الله عليه وآله وصحبه” : (إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم)، وبالرغم مما صدر من الشرع من إرشادات تهذب الإنسان وترسم له الطريق الأمثل في التعامل مع المال والحصول عليه، إلا أن المجتمعات لم تتعظ ولم تعتبر فتحول المال إلى هدف وغاية و ضابطة ومعيار للتقييم والإتباع وهذا هو من منطق الجاهلية ((وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)) (247) سورة البقرة
فغلب الجشع والطمع على النفوس والقلوب وارتكبت المحرمات من اجل المال فهلكت شعوب وفسدت، وتغطرس القادة والزعماء وتجبَّروا، وأذاقوا شعوبهم الذل والهوان حيث بلغت الخطورة ذروتها عندما استشرى هذا المرض العضال بين صفوف الأمراء والخلفاء والزعماء والحكام والقادة ورجال الدين الذين اتخذوا من الدين والسلطة غطاءا ورداءا لكسب الأموال وجبايتها وسرقتها، واستخدامها لخدمة السلطان ومصالحه الشخصية كأن يصرفها لكسب ولاء الناس وشراء الأصوات واستقطاب الواجهات والعناوين الدينية والإجتماعية حتى تنقاد له وبالتالي تنقاد الناس تباعا، ونحن عندما نقرأ التأريخ بصورة دقيقة وبموضوعية وحيادية نجد أن المال والفساد المالي كان الشرارة الأولى لكل فساد وجريمة سواء كان على مستوى القيادات والزعامات أو الشعوب، ومن تلك الشواهد التأريخية ما كشف عنه المرجع الصرخي في المحاضرة الثانية والعشرين من بحث (وَقَفات مع…. تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري)حيث قال:

((نحن نتحدث بواقعية، فالسلطان الفاطمي كان يسرق كل شيء، كما يسرق باقي السلاطين كل شيء، يسرقون كل شيء، ويتسلطون على كل شيء، وبعد هذا يكسبون ولاء الناس وواجهاتهم وعناوينهم ورموزهم، فتنقاد وتقاد الرموز المرتزقة والمرتزقة، فتنقاد الناس ، هذا هو الاسلوب، فكانت الناس تنقاد للحاكم الفاطمي وترتبط به، للعطاءات التي تُعطى من قبله، كما هو واقع الحال في هذا العصر، وفي هذا الزمان، في كل الدول وفي كل مكان)).

وما شاهدنا ونشاهده من خراب ودمار وهلاك حلَّ بالعراق وشعبه هو نتيجة اللهث خلف كسب ونهب وسرقة الأموال والثروات والخيرات والفساد المالي الذي تفشي في كل مفاصل الحياة والدولة من الرأس إلى القدم…

https://www.youtube.com/watch?v=6I_FZJ0bAIM
المحاضرة الثانية والعشرين من بحث(وَقَفات مع…. تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب