23 ديسمبر، 2024 11:20 ص

يستقيم العراق عندما  يكون الوزير بعيراً

يستقيم العراق عندما  يكون الوزير بعيراً

حين أمسكت قلمي لأكتب عما يدور حولي من امور كثيرة اكتشفت انني مخطئ تماماً  حين قررت قبل فترة باتخاذي قراراً بأن اطلق الكتابة عن السياسة طلاقاً كاثوليكياً لا رجعة فيه . تناسيت بقراري هذا انني اعيش في بلد اصبحت السياسة فيه كالأفيون لدى المدمنين او بعبارة اخرى كملح الطعام لا يمكن الاستغناء عنه بأي شكل من الاشكال . لذلك وأنت تراقب المشهد السياسي اليوم وما يدور فيه من سجالات وتناحرات بين الكتل السياسية والحزبية على الارتقاء لهرم السلطة وما يدور بالوجه الاخر من اصلاحات ترقيعية لبلد متهرئ بثوب ويلات الحروب نجد كل فئة تدلوا بدلوها حول جملة من الحلول الاصلاحية لدى الحكومة فمن هنا وكأي مواطن لابد ان اخذ دوري وان اعطي رأيي ايضاً علنا نستطيع اخراج البلد من عنق الزجاجة. فالمشهد السياسي يحتم علينا اليوم ان  نقوم بتغيير  الحقيبة الوزارية الجديدة واستبدالهم بوزراء جدد . لذا فمن رأيي الشخصي والمتواضع ان اقول لهؤلاء ماذا لو تحليتم او اكتسبتم من صفات البعير او الجمل بعملكم القادم ؟ فلا تستغربوا من كلامي هذا وأرجو ان تأخذوا كلامي بمحمل الجد لان هذا الحيوان الضخم والغريب الطباع سبحان الله له صفات غريبة قد تكون اقرب الى جنس البشر فتعالوا نكرسها بمقارنة بسيطة ما بين البعير وسيادة الوزير ان اردنا العمل بنزاهة وشفافية لإرضاء الله والارتقاء بمستوى شعوب العالم المتحضر . فلا تندهشوا او تأخذكم العزة في انفسكم فالله  قد ضرب به مثلاً في كتابة الكريم بقوله تعالى ( وأنظر الى الابل كيف خلقت ) فمن صفات البعير (الجمل) 
كما يسمى هي الصبر على صعاب الامور كما انه يحمل مشاق وعناء السفر تحت لهيب الحر الساطع وتحمله قساوة الصحراء فهل انت مستعد أيها الوزير الجديد ان تتنازل عن غرف التبريد وتنزل الى ارض الميدان للعمل وان تشارك الناس لهيب الحر لكي تشعر وتحس بمعاناتهم عن قرب هذا أولاً, اما من صفاته الاخرى فهي الامانة نعم انها الامانة فالبعير يحمل أسفار صاحبه ولا يخونه فكانت الجمال تسير عدة اشهر محملة بأنواع الذهب والفضة والحرير وهي تأكل الشوك في الصحاري فلا ننسى المثل الشعبي القائل ( البعير يحمل ذهب ويأكل عاكول ) اي انه لا يسرق امانة صاحبه ويهرب بها مثل البعض الى دول الجوار فهل ستكون اميناً على ثروة العراق ايها الوزير الجديد ، اما من اهم صفاته المشتركه مع جنس البشر حنينه الى الارض التي ينشأ فيها سبحان الله بخلقه اي انه يحن الى موطنه الام والى تراب ارضه التي يميزها بواسطة الشم فهل ستكون وفيا لأرضك وحنينك لوطنك وهل ستتخلى عن جنسيتك الاجنبية وترتمي بأحضان بلدك الام . ولا ننسى ايضاً دورك ايتها الوزيرة المرتقبة ان تبوئتي منصباً في حقيبة الاصلاحات الجديدة ولا بد ان نذكرك بان تتحلي بصفة انثى البعير والتي تسمى الناقة حيث تغزل بها الشعراء منذ القدم لرصانة مشيتها وهدوء طباعها اي انهم وصفوا جمال المرأة بأنها( كالناقة ) وان من اهم خصالها ايضاً اي الناقة طهر حلبيها المختلف عن باقي الحيوانات لأنه الوحيد الذي لا يقبل غليانه لشدة نقاوته وطهارته من انواع الجراثيم فنسال الله ان يكون حليبك ايتها الوزيرة الجديدة طاهراً كحليب الناقة وان تعملي بأصلك الطيب لخدمة بلدك والارتقاء به نحو العلا كما ان اسم الناقة اقترن بأسم الله في القران ( ناقة الله ) . 
ويتميز الابل ايضا انها سريعة التعلم والتعود وسهلة التطبع ومن الدلائل ايضا انها لا تبرك ولا تنوخ او تقف إلا اذا سمعت صوت راعيها فنتمنى منكم ايها الوزراء ان لا تسمعوا إلا اصوات راعيكم او قائدكم بالحق وان تتركوا اصوات النشاز من كتلكم الحزبية والتي لا تريد بنا خيراً سوى منافع شخصية لأحزابها . اما الصفة الاخرى والاهم لدى الجمال هي الوفاء ومن وفائها انها عند هطول الامطار تقوم بحماية راعيها من البرد والمطر والدليل انها تفتح قوائمها الامامية من غير العادة ليتمكن من الدخول سبحان الله فنرجو منكم ان تفتحوا صدوركم ايها السادة لتحموا ابناء شعبكم وان تكونوا عوناً له في السراء والضراء فهذه جملة من الصفات قد نغفل عنها نحن بنوا البشر فانا لا اريد التنكيل او التشويه لهيئة البشر حاشا لله ولكن ما اقصده هو الصفات وليست الاشكال لان الله سبحانه وتعالى قد كرم بني ادم في خلقه وميزه عن باقي المخلوقات بقوله تعالى ( ولقد كرمنا بني ادم ) فالتشبيه بالصفات وارد منذ القدم ولا زال وقد كانت العرب تضرب الامثال في الحيوان كان يقول مثلا : هذا شجاع كالأسد او هذا قوي كالحصان او احذر هذا فانه يغدر كالذئب الخ . وأنا اولاً وأخراً بشر قد اخطئ وقد وأصيب ولكن من واجبي المهني ان اذكر والله من وراء القصد .
[email protected]