23 ديسمبر، 2024 2:10 ص

يسالوني لماذا الحشد الشعبي هو من يحقق النصر …

يسالوني لماذا الحشد الشعبي هو من يحقق النصر …

لي صديق ملحد من أصول عراقية في استراليا ، يطالبني بان أتخلى عن دعم الحشد الشعبي العراقي في مواجهة داعش كي ترضى عنا ماما أمريكا ودول المحور النفطي و تقوم هي بمهمة تحرير العراق من الحشد و داعش معا. لم يعلم هذا الصديق أن داعش وأخواتها و منذ ٢٠٠٣ يذبحون العراقيين مثل الأضاحي و يحرقونهم في كل مكان و زمان و عيون حبيبته أمريكا تشاهد ارتالها من بعيد و هي تضحك .كيف يريد لي أن أتخلى عن الحشد الشعبي المقدس و أثق في ( حليفتنا أمريكا) التي جعلت من العراق ( صينية الأرض ) يشعل من أجساد أبناءه الشهداء شموع زكريا آناء الليل وأطراف النهار. استسلمت الحكومة العراقية بحسن نية لوعود العم سام في معركة الرمادي فالتهم شيطان الخليفة هذه المدينة مثل ذئب غادر يلتهم شياها أغفلها الراعي ، و نحن في ذهول. ومن قبلها ، مرت أرتال داعش من تحت الأقمار الصناعية الأميركية التي ما من حدث صغير أو كبير إلا و تلتقطه كاميراتها و طائراتها و مجساتها الاستخبارية العديدة ، و تغافلت عن مؤامرات دول الجوار بدءا من تركيا و انتهاءا بأصغر مشيخة للنفط والبترول و الرمال وهي تتآمر على مدار الساعة على أمننا.

أنا شخصيا التمس له العذر ، فمثله الكثيرون ، قد أكون منهم ، اكتشفوا الآن أن المسيرات الحسينية التي كان إخوتنا وآبائنا يحيونها مشيا على الأقدام لمئات الكيلومترات والتي كنا كمثقفين نخبويين نسخر منها بصمت و نحن نحتسي الكابتشينو و نقرا أشعار درويش وننظر لما قبل الميتافيزيقا و ما بعد الحداثة في مقاهينا المرهقة بالدخان الأزرق ، وهي ، إضافة لجانبها الروحي ، تدريبات تعبوية لملحمة الحشد الشعبي المقدس و مقدمة يتكامل فيها الزوار و أصحاب المواكب البسطاء من مجرد عوام و سوقة و مسحوقين آلى ملائكة الله في الأرض التي تقبر شياطين داعش آلى الأبد.

أضاعت علينا أجهزتنا الأمنية التي دربها الاميركان من جيش و شرطة و صحوات وأخواتها خمسة محافظات قبل أن يرتد ألينا طرفنا ، خسرنا كامل ومحافظة نينوى ، و تقريبا كل كركوك ، و أكثر من ثلاثة أرباع صلاح الدين و حزام بغداد و جرف الصخر ، وهاهي الانبار بدون الحشد الشعبي تذهب أدراج داعش وخليفته بناسها و مؤسساتها وأسلحتها التي تكفي لاحتلال عشرة بلدان بحجم مشيخة قطر!! آي أن أجهزة الحكومة الرسمية تهزم في كل مواجهة مع داعش ! و لكن المبذرة على برلمانها و رئاساتها و بغدادتخسر عليه حكومة أنبدون الشعبي الحشد قبل عقابو حشده ، ينتصر الحشد دوما على داعش و يذيقهم هوان الدنيا المتقشفة على شعبها تكريت ومسح حرر لنا كامل حزام بغداد و كل جرف الصخر و كامل محافظة ديالى و ف الآخرةوها هو يزحف نحو الحويجة و الانبار بخطى حثيثة! الدموع عن أعين ذوي شهداء سبايكر ،

وحين هزمت الرؤية الحكومية الأمريكية في الرمادي جاؤوا إلى الحشد عشاءا يبكون !

لماذا إذن لا تحول حكومة بغداد أموال الميزانية المخصصة للدفاع و الداخلية إلى الحشد ؟ لكنا حررنا كامل العراق بأقل تكلفة على الإطلاق لأشرس حرب تحرير على الإطلاق و ( طكة نازل ) أم أن هناك كتل سياسية تريد ( حصة ) من مقاولات الدفاع و الداخلية ؟

ومن المضحك انك تجد لدى الحشد الشعبي تخطيطا للمعركة و قيادة أركان و استطلاعا واستحضارا لبيئة ميدان المعركة و تقسيما للواجبات و المهمات دقيق جدا ولم نخسر على

تسليحه فلسا و لا على مقاتليه راتبا ، بينما جيش الوطن الذي خسرنا عليه المليارات و يقوده ضباط تتعارك على أكتافهم الرتب يقاتل بطريقة (دكة عشاير( .

و برغم ملايين ساعات البث الفضائي العربي الذي يحاول إن يشيطن الحشد الشعبي ويصوره على انه النظير الشيعي لداعش ، و جيوش الدعايات و الإشاعات العربية والمحلية ، فإننا نجد أن المدن التي يدخلها حشد الله الشعبي تتحرر و المدن التي يمسكها الجيش تسقط ؟

لدى فصائل الحشد الشعبي المقدس خبرة في حرب العصابات و المدن احترفوها في أيام المقاومة ضد المحتل الأمريكي ثم في معارك الدفاع عن المقدسات في سوريا ، حيث كانت سوريا تشكل جبهة حرب و ساحة تدريب على التكتيكات القتالية المتطورة في نفس الوقت . كما أن مقاتلي الحشد الشعبي لديهم إخلاص عقائدي على مستوى القيادة والأفراد، أما في الأجهزة الحكومية ، فقد يتوفر الإخلاص لدى اغلب المنتسبين من صغار الضباط والمقاتلين ، لكن في القيادات المتحكمة يتقلص بسبب التدخل السياسي وأجواء المحاصصة والتوازن . وهذا الأمر أيضا ساعد الحشد على أن يخلو من المندسين ممن ينظرون للجنود على انهم ارقام و أموال يفكر كيف يستفيد منهم.

الحشد الشعبي لا ( يبيعون ) مقاتليهم و لا يتركون خلفهم اسري ولا جثث شهداء ، في المقابل ومن خلال اعترافات أم سياف زوجة ابي سياف القيادي الكبير في تنظيم داعش ، تبين أن هناك قيادات على مستويات متقدمة في الجيش العراقي تتواصل سرا مع داعش وتقوم (ببيع) المواقع والجنود والأسلحة . قيادات الحشد الشعبي مطهرون من رجس صدام وعقد التقاليد العثمانية التي تسربت للجيش العراقي، فتعالي الضباط على الجنود الموروثة من الجيش العثماني ، يستبدلها الحشد الشعبي بروحية الأخوة فتجد اكبر قائد مثل أبي مهدي المهندس وهادي العامري يجلسون على الأرض وياكلون مع اصغر مقاتل في الحشد الشعبي. إضافة إلى صدق العقيدة ، فالحشد الشعبي يضم عراقيين عجنوا بطين الأرض و حنطة سنابلها ،لبوا نداء الوطن والمرجعية بدون مقابل ، و استطاعوا كسر سطوة داعش في كل معركة دخلوها معه ، يكفي فخرا ان داعش لم ينكسر الا على أمام جباههم الفضية الناصعة الطهر.

ولمن يقول انه تشكيل طائفي ، فان الحشد الشعبي نجح في كسر حاجز الطائفية فاصبح تشكيلا متعدد الطوائف يضم مختلف القوى و تشترك فيه مختلف شرائح المجتمع العراقي ، فهو يحتوي على تشكيل للمسيحيين العراقيين باسم اسمه كتيبة بابليون يقوده الشيخ ريان الكلداني ، وافواج سنية عديدية من الجبور عصائب العلم ، و قوة الشهيدة امية الجبارة بقيادة شيوخ الحبارة ، وثلاثة أفواج من بدر العلم ، وفوج التاخي ، و فوج جبور الحواري ، كما يضم قوة من عشيرة الجيسات في بيجي ، وكذلك قوة كبيرة من عشيرة العبيد بقيادة شيخ العشيرة شخصيا ، يضم أيضا افواجا عديدة من الشبك وعددا من أفواج

* التركمان من تلعفر و من امرلي الصمود ، ومن قرية بشير الشهيدة و من قضاء طوزخورماتو ، وكان ينتمي اليه ايضا فوج ايزيدي بقيادة قاسم ججو و حيدر قاسم ججو وهما ناشطان من الجنسية الالمانية من اصل عراقي ، وكان بادئ ذي بدء قد اعلن ان قوات الحشد الايزيدي تابعة للحشد الشعبيلكن البيشمركة اعتقلت قاسم ججو واجبروه على الادلاء ببيان يعلن فيه الانضمام الى البيشمركة الكوردية .

وفي خضم التمدد الداعشي نحو المناطق الرخوة إقليميا ، يجب علينا الا نتكل الا على انفسنا في مواجهة هذا التنظيم ، فالمجتمع الدولي لم يستطع حمايتنا من القتل اليومي بمفخخات داعش، ولم يستطع حماية الشعب السوري من الإبادة الجماعية التي ترتكبها الجماعات السلفية من داعش

الى النصرة الى احرار الشام ، ولم يعمل أي شيء لليبيا التي تحولت الى معسكر تدريب كبير للمتطرفين، وهاهي الصومال تعيش في جحيم الفوضى.

بدون الحشد الشعبي سنؤكل كلنا تباعا ، سيان كنا ليبراليين او إسلاميين ، سنة كنا او شيعة او مسيح او أقليات أخرى .

وللحشد الشعبي أقول

أيها الحشد الشعبي يا مواكب الحسين خاب و الله من تخلف عنكم و أمن من لجأ إليكم و فزتم والله فوزا عظيما.

لا حل لشياطين داعش إلا ملائكة الحشد الشعبي. رفعت الأقلام و جفت الصحف.