22 ديسمبر، 2024 10:30 م

التكتيك الذي تتبعه اغلب الدول المارقة لغرض تبيض صورة الحكم الشمولي من خلال اقامة نظام قائم على الموالات والمعارضة وهذا الأسلوب اتبعه نظام حسني مبارك طيلة ثلاثين عام الذي اعتبر منظومة الحكم عبارة عن دائرة نصفها المولات المتمثل بالحزب الوطني والنصف الاخر المعارضة التي تتمثل بالأحزاب الاخرى وهذا النصف الاخير يقع تحت إشراف الدولة ويمول من قبل الدولة ومن يخرج عن هذة الدائرة يلاقي الويل والثبور .. ونفس هذة الخدعة اتبعها نظام طهران الذي يشمل المحافظين والمتشددين بينما في كثير من الاحيان نجد المحافظين اكثر تشدداً من خصومهم المتشددين مما يعني كل طرف يكمل الاخر في عملية تجميل للنظام على اساس انها نظم تمارس الديمقراطية وتعمل بالتعددية .. وما يهمنا اليوم في العراق هو الأسلوب الجديد الذي ظهر بمجئ السيد الكاظمي بانه رئيس الوزراء الوحيد من غير المنتمين للاحزاب السياسية في العراق بالرغم من تنصيبه كان من جوف تلك الاحزاب وبطريقة مخاض مخالفة لما كان يحصل في السابق على اساس انه فرض عليها كما يسوق .. هذة الصيغة الجديدة كانت لغرض الفرز بين طرفين احدهم يمثل المتشددين والاخر يمثل الاصلاحيين وفق النموذج السياسي في ايران بينما في الحقيقة تكرار تجربة الحرس الثوري لان حكومة الكاظمي جزء من العملية السياسية الشاملة التي روضت جميع المشاركين فيها تحت رحمة الاحزاب المهينة على الدولة التي تعمل برعاية وإشراف إيراني بحت خصوصاً الديكور السني الذين باعوا شرفهم وابناء جلدتهم من اجل المناصب والمنافع الشخصية لذلك ممن يأمل ويتصور ان الكاظمي في حالة صراع عقائدي وفكري وسياسي وامني مع هذة الاطراف فهو واهم لان ما يحدث مسرحيات لخداع الناس ظاهرها فرز من هو متشدد ومن هو الاصلاحي وباطنها لكل طرف دور للتغطية على الاخر لتمرير اجندة واحدة تصب في خانة مشروع ولي الفقيه مما يعني ان خلاف الكاظمي مع الميليشيات المنفلتة هي بالأساس للتغطية على ميليشيات الحشد الشعبي المعروفة بالاسماء التي تم تشكيلها وفق قانون وتحت إمرة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة والمراد لها ان تكون نفس نموذج الحرس الثوري الايراني الذي يسفك ويقتل ويضطهد المعارضين لذلك ليس اعتباطاً تمركز تلك الميليشيات في مناطق معينة من العراق لأغراض التغيير الديمغرافي وان عدم تسمتهم بالاسماء الحقيقية بالرغم من كونهم ميليشيات معروفة لدى الاجهزة الحكومية وذلك ليس من باب الخوف وانما من باب التغطية على الجرائم التي يقومون بها وايضاً إيهام الناس ان الاجهزة الحكومية الامنية ضد من يقوم بتلك الافعال الاجرامية وهي من سكات تغطي عليهم في لجان تسويفية وتصريحات نارية لان اغلب مكونات تلك الاجهزة هي من نفس الاحزاب التي مررت الحكومة وانشأت تلك الميليشيات وان الغالبية من ضباطها من الدمج المخترقين إيرانياً ومن التوابين والمسفّرين الإيرانيين الذين تم منحهم الرتب العالية، لذلك ان ما يحصل هي عملية تبيض وجه طرف حكومي مناهض لطرف مبهم لكي يلاقي الطرف الحكومي الدعم والتأييد من الشعب لمواجهة هؤلاء المنحرفين بينما الجميع يعلم هؤلاء جزء من الدولة وتسليحهم من الدولة ورواتبهم من الدولة وتحركاتهم والعجلات التي يتنقلون بها من الدولة وانهم تحت غطاء الدولة الا ان ما يحصل من شد وجذب ليس الا مسرحيات وضحك على المغفلين بأن هناك طرف اصلاحي وآخر متشدد بينما الاثنين ولد من رحم واحد وكل طرف يغطي على الاخر والخطورة تكمن في ان الكاظمي ينفذ مشروع تفريش الدولة بأسلوب ناعم ومخادع من خلال تسويف جرائم الميليشيات الموالية لأيران التي تقوم بتطهير عرقي وطائفي منظم والتي تعمل تحت امرته لهذا يسافر وهو مطمئن بالرغم من الظرف العصيب الذي يمر بالبلد لان الغرض من سفرياته تخدير الدول التي تطالبه بتفكيك تلك الميلشيات كما يفعل في الداخل .