يحاول أتباع الإسلام السياسي بشقه الشيعي في العراق المتمثل بمنظومة متعددة العناصر ما بين أحزاب و سياسيين و تشكيلات مسلحة بعناوين دينيه و خطباء منابر و مرجعيات و وكلاء و تقف من خلفهم إيران أن تطمس حقيقة الثورة الحسينية و تسخير ما يرتبط بها من شعائر و عنصر بشري متمثلا بملايين من الزائرين لصالح أهداف سياسية انتهازية في مقدمتها المشروع و الحلم الإمبراطوري التوسعي الفارسي و ذلك من خلال ترسيخ مفهوم خاطئ ذو صبغة و مغزى طائفي و بصورة مقصودة من أن الحسين عليه السلام هو ثائر شيعي ضد يزيد الحاكم السني و إن شعارات الحسين عليه السلام (هيهات منا الذلة …. مثلي لا يبايع مثله ..) التي يحملها الملايين من الزائرين سنويا في لافتاتهم و راياتهم و يرددونها في مسيرهم و في مواكب الخدمة إنما هي تعبير يختص فقط في رفض سلطة أي حاكم سني و عدم القبول بالتذلل له .و بهذه المحاولة الخبيثة فأنهم جعلوا جميع الساسة المفسدين في المنطقة الخضراء ممن ينتمون وفق التقسيم المذهبي للتشيع خارج نطاق الاستهداف من قبل الزائرين و شعاراتهم خصوصاً مع إدخال قضية الصراع مع تنظيم داعش الإرهابي التكفيري ضمن عناصر الشحن الطائفي من خلال احتسابه مذهبياً على السنة .و قد نبّه المرجع الصرخي جموع الزائرين لهذا التحريف و ذكّرهم بحقيقة أهداف الثورة الحسينية التي خرج من أجلها الحسين عليه السلام ضد يزيد الحاكم الفاسد في بعض فقرات بيانه ((الثورة الحسينية …)) بتأريخ 12 صفر 1437 هـ بقوله (( … هل خرجتم من أجل إنسانيتكم وكرامتكم المسحوقة بتسليطكم الفاسدين والسكوت على فسادهم وتضييعهم وسرقتهم لمئات المليارات من الدولارات وإغراقهم للعراق والعراقيين في فتن وويلات وأنهار من الدماء ، وهل خرجتم من أجل القضاء على الفساد بتغيير الفاسدين ، وإيقاف الحروب والصراعات التي افتعلوها ، وكفّ تدخل الدول وصراعاتها وتصفية حساباتها في العراق ..فإذا لم تكونوا خرجتم من أجل ذلك فأعلموا إذن أنكم تخرجون على نهج يزيد في الفساد والإفساد والخضوع والخنوع والذل والهوان … نعم إذا لم تكونوا خرجتم من أجل ذلك فإنه لا يبقى مبرر لرفع شعار الحسين (هيهات منّا الذلّة) ، نعم إنه الجهل والنفاق والتغرير والخداع و الإنخداع والفساد والإفساد….))و على هذا الأساس و المنطلق فإن على ملايين الزائرين الإنتباه إلى حقيقتين الأولى و هي أن خروج الحسين عليه السلام إنما كان خروج المصلح الثائر ضد الحاكم الظالم الفاسد و لم يكن للمذهب أو الطائفة أو القومية أي دخل في حركته عليه السلام و الثانية إن حقيقة الانتماء المذهبي لتنظيم داعش الإرهابي التكفيري لا تمت لمذهب أهل السنة و الجماعة بأي صلة من خلال واقع ملموس وهو أن الأعم الأغلب من ضحاياه في سوريا و العراق و ليبيا هم من السنة .و بهذا فعلى تلك الجموع المليونية أن تدرك أن التوجّه يجب أن يكون إلى المنطقة الخضراء حيث يتواجد الحاكم الظالم (يزيد) و ليس لكربلاء حيث يوجد المصلح الثائر (الحسين عليه السلام) حتى يكون مسيرها حسيني الفكر و المضمون و الهدف و السلوك و التطبيق.