دعوات كثيرة وجهت إلى الجيش العراقي من اجل العودة إلى مركز محافظة الانبار وبعض المناطق الساخنة في المحافظة مثل قضاء الفلوجة وتأتي هذه الدعوات في ظل العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش في الصحراء الغربية ..وبعد أن إزالة الحكومة المحلية في الانبار خيم المعتصمين والتي مضى عليها أكثر من عام ..وبعد اعتقال النائب احمد العلوني من قبل جهاز مكافحة الإرهاب ..وفي أجواء مثل هذه الأجواء الشديدة التوتر يعد دخول الجيش إلى المدن الآمنة والتي تنتشر فيها العصابات الإرهابية خطر كبير قد يهدد بنشوب حربا طائفية لا تخمد عقابها …
تريد الجماعات المسلحة جر الجيش العراقي إلى داخل المدن الآمنة وبالتالي جعلها ساحة حرب لا يسلم منها البريء قبل المتهم فظلا عن تعطيل الحياة وتدمير المؤسسات العامة.. وهذا ما تطمح أليه العصابات الإرهابية المجرمة من اجل أعطاء مبرر لأهل السنة لإعلان التمرد والعصيان وحمل السلاح بوجه الجيش.. وبالتالي الدخول في نفق الحرب الأهلية والطائفية والتي من المتوقع أن لا تبقي للعراق باقية في حال نشوبها أعاذنا الله منها, فلا رابح في مثل هكذا حروب ومتوهم كل من يقول بأنه قد ينتصر هذه حقيقة يجب علينا أن نعيها هذا اليوم أكثر من أي يوم مضى ..
أن الغاية من دخول العصابات الإرهابية إلى الشوارع العامة هو من اجل حدوت الحرب الأهلية , ومن اجل ذلك يجب على قيادة الجيش العراقي أن لا تمنح العصابات الإرهابية هذه الفرصة الكبيرة والتعامل مع أزمة محافظة الانبار بطرق أخرى غير طريق دخول الجيش إلى مراكز المدن….
الشيء الملفت للانتباه هو أن عمليات ثار القائد محمد لم تأتي بأي نتائج واضحة بل على العكس من ذلك أدت إلى انتشار كثيف لعناصر الجماعات الإرهابية وبشكل يقول عنه سكان محافظة الانبار بأنه مرعب ؟؟ والشيء الآخر أين التنظيمات العشائرية التي صرفت عليها الحكومة أموال طائلة وقدمت لها تسهيلات وتنازلات كبيرة من اجل الوقوف بوجه الإرهاب ؟؟
أين قوات الأمن الداخلي من شرطة محلية واتحادية وبعض فرق الجيش المتواجدة أصلا في محافظة الانبار ؟؟
ومن هنا فان كل ما يصل من الانبار يبدو غير واضح ومعلوم وكأن هذه المحافظة باتت عاصمة للجماعات الإرهابية ولم يبقى على إعلانها عاصمة للدولة الإسلامية سوى دخول الجيش وفض الاعتصامات وإزالة الخيام !!فكل شيء غريب ولا يوجد له تفسير منطقي.. فمتى كان دخول الجيش وقتل الجماعات الإرهابية يؤدي إلى الانتشار المكثف للعصابات الإرهابية ؟؟اللهم آلا أن تكون هذه الجماعات المسلحة قد تشكلت من أبناء العشائر الغاصبة على سياسية الحكومة وتلبية لدعوات الجهاد القادمة من السعودية وغيرها ..لكن هذا الاحتمال يبقى بعيدا جدا بسبب أن اغلب أهالي محافظة الانبار هم بالواقع في قبضة العصابات الإرهابية ويطمحون للتخلص من قبضته بكل الوسائل المشروعة بل وحتى غير المشروعة من جراء معاناتهم الكبيرة .
.أن التفسير المنطقي لما يحدث في الانبار هي أن العصابات الإرهابية لا تشكل رقما كبيرا لكن لها القدرة على فعل أي شيء بأهل الانبار وإرغامهم على ما تريد هذه العصابات المجرمة .. واكبر شاهد على ذلك قطع الكهرباء عن الفلوجة الليل الماضي بطوله وانتشارهم بشكل كبير في الشوارع من اجل دخول الجيش وتدمير المدن ..بعبارة أخرى يريدون تقديم الانبار كبش فداء للحرب الطائفية التي يراد منها تدمير العراق.. وعلى هذا على أهلنا في الانبار الالتفات الكامل لما يدور حولهم وعدم الوقوع في شراك هذا المخطط الإرهابي, بالوقت الذي نحذر فيه الجيش من الدخول إلى المدن وتحديدا إلى الرمادي والفلوجة والتعامل مع الأزمة بمنظار آخر وعلى وجه السرعة وتجنب إزهاق الأرواح البريئة وتدمير المؤسسات العامة ..
أن السعودية اليوم كالأسد الجريح بعد أن خسرت حلفائها الغربيين وتحديدا الولايات المتحدة, الآمر الذي جعلها تلعب بأوراق خطرة من اجل قلب المعادلة وتغيرها باتجاه ما تصبوا أليه.. ومن هذه الأوراق إشعال الحرب الطائفية في العراق بما يؤدي إلى تغير مجريات الإحداث إلى جانب آل سعود بشكل كبير وبالتالي تمرير مشروعها في المنطقة بدون الحاجة إلى مساعدة الغرب ..وفي ضوء المجريات المتسارعة على الساحة العراق اليوم يحتاج إلى رص الصفوف والوقوف في جبهة واحده ضد الإرهاب والقوى الإقليمية الطامحة إلى تدميره.. فالوحدة هي الضمان لخروج العراق من هذا المأزق الكبير