14 أكتوبر، 2024 9:28 م
Search
Close this search box.

يريدون اللعبة من دون قط

يريدون اللعبة من دون قط

غريب و عجيب هو التحذير الذي أطلقه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من أن اتفاقا حول الملف النووي الإيراني يمكن أن يبرم فقط إذا توقفت الدول الغربية عن “ممارسة الضغط” على طهران، ذلك أن النظام الايراني لم يحضر الى طاولة المفاوضات من تلقاء نفسه وانما قد حضر اساسا بسبب من الضغوط الدولية عليه.

ظريف عندما يؤکد بأنه لايمکن الجمع بين سياسة الضغط و التفاوض، لکنه يتجاهل في نفس الوقت کيف أن طهران تجمع بين سياسة التفاوض و توسيع النفوذ و الحضور في دول المنطقة، خصوصا في العراق و سوريا و اليمن، ولاسيما بعد دخول داعش العراق و إستيلائه على مساحات شاسعة وکيف ان النظام قد عرض مقايضة على الدول الکبرى بأن يساهم في الحرب ضد داعش مقابل منحه تسهيلات محددة في المفاوضات النووية وهو أمر رفضته الدول الکبرى بعد أن رفضت من قبل ذلك حتى إشتراك طهران في الحملة الدولية ضد داعش.

الجديد الذي يطرحه ظريف في تصريحاته الاخيرة هذه، هو انه يريد لعبة القط و الفأر من دون قط، أي أن يسمحون للنظام الايراني يتصرف بالکيفية و الطريقة التي تناسبه و تلائمه بعيدا عن کل أنواع الضغوط و الانظار، وبطبيعة الحال فإنه ليس هنالك من يقبل بهذا المنطق خصوصا وانه يتزامن مع موجة مواقف و تصريحات من جانب قادة و مسؤولي النظام تؤکد جميعها على التعنت و التشدد و التمسك بالبرنامج النووي، وان کل هذا يأتي في ظلال توسع نفوذ طهران أکثر من أي وقت مضى بعد أن وصل اليمن و بلغ حد إختطاف مدير مکتب رئيس الجمهورية اليمنية في صنعاء ذاتها!

الذين راهنوا على خيار المفاوضات مع النظام الايراني و إعتبروه أفضل طريقة و نهج للخروج بحل مناسب للازمة النووية الايرانية، عليهم أن يعطوا تفسيرات لتصريح ظريف و لمواقف و تصريحات قادة و مسؤولي النظام، التي تؤکد على تصعيد ملفت للنظر من حيث التمسك بالبرنامج النووي، والحقيقة أن المفاوضات التي رافقتها سياسة تتسم بنوع من الليونة و التساهل، کانت بنظر الزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي، سياسة فاشلة و غير مفيدة ولاسيما عندما تنتقد السياسة الحالية بقولها:” ان استمرار ماراثون المفاوضات منذ 12 عاما مع هذا النظام بدلا من اتباع سياسة صارمة وتشديد العقوبات تجاهه، يمثل الدخول في نفق لا نهاية له الا القنبلة النووية. وهذا تكرار للسياسات والأخطاء نفسها التي قربت الملالي الى هذا الحد من القنبلة مما يشكل تهديدا داهما وخطيرا للسلام والأمن الاقليمي والعالمي.”، والحقيقة التي يجب عدم تجاهلها، ان النظام الايراني يسعى للحصول على کل الامتيازات مقابل رزمة وعود نظرية تتلاشى کفقاعات کما حدث للوعود التي قطعها على نفسه في الاتفاقية التي وقعها مع وفد الترويکا الاوربية عام 2004، واننا لانرى أي إختلاف بين طهران عام 2004 وطهران اليوم بل وحتى من الممکن إعتبار طهران اليوم اسوأ بکثير من طهران الاعوام العقود الماضية!

[email protected]

أحدث المقالات