لا اظن بوجود برلمانيين في العالم أجمع, ينافسون أعضاء مجلس النواب العراقي في التفنن بابتكار الخدع السينمائية امام جمهورهم الا القلة القليلة منهم من كان همه ولازال بناء العراق عبر مشروع وطني عابر للطائفية يجمع كل المحافظات. بل أشهد, أن نوابنا هم عباقرة العصر في هذا المجال. وأخر هذه الافلام قانون الانتخابات الذي ولازال معطلا وسجالاته ربما لن تنتهي قريبا رغم اننا نسمع عبر وسائل الاعلام ان رئاسة البرلمان عازمة على اقراره بأسرع وقت ولكن الاخوان وأكرر بعضهم من اللذين يريدون البقاء على كراسيهم وكأن لم يلد العراق غيرهم ويريدون البقاء على صدورنا جاثمين اربع سنين اخرى لايهمهم الدم العراقي الزكي الذي يسال هنا وهناك وعلى مدار الساعة ليلا نهارا دون أن يحرك لديهم الاحساس بمسؤولياتهم المفترض تأديتها.
قبل أيام, استرعى انتباهي مطالبة أحد النواب بأقرار قانون انتخابي معين او تأجيل الانتخابات لمدة متفق عليها. ولأني لا أستبعد موافقة الكتل السياسية على هذا الطلب, تنفيذا لشعارها العتيد: “ماكو غيرنا بالساحة, بس غمضوا عيونكم عن سوالفنا”. إلا أنني كنت أتمنى لو أن النائب وجه مقترحه بتبني خطط تنمية تساهم في اخراج العراق من الواقع الحالي خطط تنمية اقتصادية تساهم بأيجاد فرص عمل للشباب العاطل الذي وللأسف اصبح فريسة سهلة للارهاب سواء عن طريق تجنيده او عن طريق سفك دمه بالعمليات الاجرامية.
هناك فرضيتان قائمتان الاولى ان يتم تأجيل اقرار القانون وبالتالي تأجيل الانتخابات فالمطلع على الوضع السياسي يعرف جيدا أن الخلافات حول قانون الانتخابات بين الكتل السياسية مفتعلة لان هناك اتفاقا مسبقا يتضمن عدم اقرار القانون وبالتالي العودة للقانون القديم وتاجيل الانتخابات بحجة الوضع الامني وأن هناك اتفاقا خلف الكواليس لتاجيل الانتخابات بين زعماء ثلاث كتل سياسية لمدة ستة اشهر او عام، لاجل اعادة هيكلة كتلهم لكونها فشلت في تقديم شي للناخب الذي عانى الامرين للوصول الى الحبر البنفسجي راسما احلام لن يراها بوجود مثل هؤلاء.
اما الفرضية الثانية فهي الدفع بأتجاه اقرار قانون يضمن بقاء العديد من الفاشلين بحجة المقاعد التعويضية وعدم فسح المجال امام نخب كفوءة لديها القدرة على بناء العراق او الاعتماد على شريحة الشباب المتطلع بشغف للمساهمة في انقاذ مابقي من العراق ان كان قد بقي شي من هؤلاء؟؟؟ رغم ان موضوع المقاعد التعويضية قد يمنح الفرصة للبعض من الكفاءات الذين ليس لهم ثقل عشائري او وراؤهم احزاب كبرى في الوصول الى سدة البرلمان والمساهمة ببناء العراق ولكن يبقى السؤال هل نضمن ان هذه المقاعد لن تباع كما حدث في الانتخابات السابقة.
أتصور بأن الفترة الممتدة من الان إلى موعد اجراء الانتخابات ( هذا ان حدثت طبعا ), هي فترة طحن للعراقيين, فالتفجيرات تصطف وراء بعضها من دون فترة راحة ونسأل الله ان يحفظهم جميعا, ونتمنى على الجميع ادراك حقيقة واحدة ومهمة وهي ان وسيلة انقاذهم الوحيدة الاصطفاف حول مشروع واحد يجمع عمر بحسين وعلى بأبو بكر وفاطمة بعائشة ليجلسوا بمدرسة واحدة ينظرون كيف يبنى أباؤهم العراق ليعود من جديد للواجهة اقتصاديا وعلميا كما عهده الجميع سابقا عندما كانوا ينظرون له مثال يحتدى به ,مشروع يأخذ بنظر الاعتبار مصالح كل مكون لتوفير بيئة حاضنة لهم لا حلبة صراع وأقتتال دائم.
ذلك هو الحل ولاشيئ سواه.