كثير من الأمثال تضرب ولا تقاس، لكن في العراق تضرب وتقاس في مواقع عديدة، وخاصةً في الأروقة السياسية، والحكومية بعد سقوط النظام البعثي عام 2003؛ التي صار كل شيء فيها مباح، تحت يافطة الديمقراطية التي اتى في جلبابها الموت، والفساد السياسي، والاخلاقي..
يبدو ان ساسة التشبث اصبح كل شيء لديهم مباح، بشرط ان لا يتقاطع مع مصالحهم الحزبية، والشخصية، ويصنفون الشعب العراقي حسب ما يرونه مناسب الى كابينتهم، ويفصلون، ويلبسون ما يشاؤون؛ في ظل شعب اصبح نصفه اشلاء، والنصف الاخر ايتام، وارامل، وشحاذين في التقاطعات، والساحات العامة؛ لا تعنيهم الامور، او معرفة مرساها..
فقد اصبحوا ولاة على امورنا ما يقارب العقد من الزمن، حتى تعاقدوا مع الموت، والفساد الاداري، والمالي، والسياسي، وعاشوا العزلة الدولية، والإقليمية، والوطنية طيلة هذه الفترة، وجعلوا التناحر الطائفي، والسياسي، والاقليمي؛ هو صاحب المشهد الاول، الذي من خلاله جعلنا نصنف في مقدمة الدول بالفساد المالي، والسياسي..
لغة التسقيط، والتشويش على الشعب العراقي، اضحت سمه يتسم فيها اولئك الذين يرفضون المشاركة مع الاخرين؛ التي دعت اليها المرجعية الدينية في النجف الاشرف مرارا، وتكرارا، وكأنما في اذانهم وقرا لا يسمعون، وعلى اعينهم غشاوة لا يبصرون؛ الا الامور التي يرونها مناسبة لهم، وذات منافع شخصية، وحزبية..
اكذوبة الأغلبية السياسية، التي طالما تبجح بها هؤلاء الساسة طيلة هذه الفترة، منذ الاشهر التي سبقت الماراثون الانتخابي في 30 نيسان من هذا العام، والتي انطلت على كثير من ابناء الشعب العراقي، وتناسوا ان العراق فيه ثلاثة مكونات رئيسية، لا يمكن تجاهل احدها، او تهميشها، باي شكلاً من الاشكال..
صناع المشاكل، والازمات، وتجار السياسة، نجدهم في كل زمان ومكان؛ حتى اصبحوا اليوم من مسلمات الامور، تارةً نجدهم متخاصمين، وتارةً اخرى نجدهم متسالمين، حسب ما تلتقي مصالحهم في سطراً واحد، كمثل امرأتين يتزوجن برجلاً واحد، ويتسمين” الشرائج” يتخاصمن على زوجهن في الليل، ويتصالحن في النهار..
الشراكة تعني المشاركة الواسعة لجميع أطياف، ومكونات الشعب العراقي، والشريجة تعني المخاصمة، والحقد، والبغضاء، وهذا ما وقع فيه بعض ساسة العراق؛ الذي رفضوا مفهوم الشراكة، وقبلوا بمفهوم” الشريجة”، الذي جمعهم تحت سقفا واحد، ومديرا واحد؛ في كثير من المواقع في الحكومة الجديدة…