(يعرض لك بضاعته من بذور الحنطة ويبيعك بذور الشعير) هذا احد الامثال الشعبية العراقية، الذي يتحدث عن الغش والخداع، الذي يتخذه الكثير في وقتنا الحالى، وهو احد الامراض التي بدأت تنتشر عن اغلب السياسيين، وهو العمل بوجهين، وجهه امام الاعلام ووجهه في خلف الاعلام.
(التيار الصدري) منذ فترة وهو ينادي بالاصلاح, ومحاسبة السياسيين الفاسدين, وابعاد الحزبية عن التدخل في عمل الجهات الحكومية والتنفيذية، وهذا في ظاهره امر حسن، والكل يتمناه لأنه يسهم في اتاحة الفرصة امام التنفيذيين لأداء دورهم بالوجه الصحيح.
في احد اقضية محافظة ذي قار، هناك رجل يتولى منصب القائم مقام، وهو شخصية جادة، شاب طموح يسعى سعي حثيث للنهوض بواقع المدينة، بالامكانيات المتوفرة لديه، مع الاستعانه بإمكانيات دوائر الدولة، كدائرة البلدية, ودائرة الماء, ودائرة المجاري, وباقي الدوائر الخدمية الاخرى، وان مدراء تلك الدوائر متعاونين معه، بعض الشيء، في القضايا الخدمية وحسب امكاناتهم المتوفرة، ومن الاسباب الرئيسية التي تقف عائقاً امامه، هو عدم وجود تخصيص مالي للقضاء منذ توليه المنصب في كانون الثاني ٢٠١٦، الى يومنا هذا، وهذا الوضع عام في كل المحافظات العراقية.
من خلال متابعتنا لصفحات التواصل الاجتماعي، نجد الكثير من مواطنين المدينة يثنون عليه لما يقدمه من خدمات للمدينة، وإن كان بعضها بسيط، لكنه لم يدخر جهداً في سبيل ابناء القضاء، فتراهم يقدمون له الشكر والامتنان، ويعون له بالتوفيق والنجاح، وهذا ما ينعكس ايجاباً على عمله وما يقدمه من خدمه اتجاههم، وهذا هو واجبه الشرعي والقانوني الموكل اليه، فهم يمتنون له ويثنون عليه من باب الاحترام والتقدير.
لكن المعانات الاكبر هي ما يمارسه بعض اعضاء مجلس النواب, واعضاء مجلس المحافظة، ومنهم نواب وأعضاء (التيار الصدري) بالخصوص، لأنهم يحاولون فرض بعض الارادات، لمكاسب حزبية وانتخابية، وذلك بتحينهم الفرص لبعض القضايا التي تمس المواطن، ومنها ما حدث في اليومين السابقين.
حيث عمل القائم مقام برفع بعض التجاوزات، لأصحاب البسطات على الارصفة قبل حوالي الشهر، ونقلهم لساحة قريبة عن مكانهم السابق، تبعد ما يقارب (١٠٠) متر عن مكانهم الحالي، مراعياً في ذلك الجانب الانساني اتجاههم, وإتجاه عوائلهم، فقامت احدى النائبات من ذلك التيار، وخلال اليومين السابقين، بجلب باعة جدد لتضعهم مكان الباعة القدامى، مما اثار حفيظتهم، بالمجيء بآخرين في مكانهم السابق، فما كان من القائم مقام الا ان يتخذ اجراء صارم بحقهم، وذلك بمنعهم من اخذ المكان لسببين رئيسيين، اولهما هو تنفيذ قرار رفع التجاوز, لفسح الطريق امام المارة، والثاني لمنع التصادم بين الباعة، وهذا الذي اراد ان يحدث لولا تدخل الأخير في الوقت المناسب، وإلا لحدث ما لا يحمد عقباه، مما دعى الاخرين لإستخدام اسلوب ليّ الاذرع، بالعمل على تأليب الشارع، بصورة مباشرة من خلال بعض الأساليب كالاتصالات الهاتفية، وغير مباشرة من خلال الهجوم من قبل الموالين لهم، عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي، للضغط على الحكومة المحلية، للعدول عن قرارها، والسبب هو عدم انصياعها لرغباتهم في مخالفة القانون، من اجل المصالح الشخصية والحزبية.
السؤال لماذا نجد التيار الصدري يعمل بوجهيين؟ حيث ينادي امام الاعلام انهم دعاة الاصلاح، وإنهم يسعون الى ابعاد الحزبية, والمصالح الفئوية على حساب مبدء الخدمة، ومن جانب آخر يحاربون المسؤولين الحكوميين والتنفذيين، لعدم امتثالهم لرغباتهم الشخصية.
السؤال الآخر: هل “السيد الصدر” يعلم بما يجري خلف الكواليس، في تلك المدن البعيدة؟ هل يعلم ان شعاراتهم زائفة وإنها مجرد شعارات رنانة وبراقة في الظاهر، ومكذوبة وعفنة من الداخل، هل يعلم السيد الصدر بأن اتباعه يتحدثون مامه بشيء؟ ويعملون خلف ظهره شيء آخر؟ ام هو يعلم بكل هذا ويسكت، خشية من فقدان الجمهور، او حسب ما يقول المثل الشعبي (يراويك حنطة ويبايعك شعير)، نتمنى ان تصل الرسالة الى دعاة الاصلاح، لأن مشروعهم هو عبارة عن دعوى لا اساس لها من الصحة والتطبيق، فإنها لو كانت حقيقية لما استغل هؤلاء نفوذهم وسلطتهم في تحقيق ما يربون اليه.