23 ديسمبر، 2024 7:38 م

يدرككم العقاب ولو كنتم في عروش مشيّدة!

يدرككم العقاب ولو كنتم في عروش مشيّدة!

قال تعالى:(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)وقال:(ولا تحسبنّ الله غافل عما يعمل الظالمون).
جاء في الأثر، الحديث المصطفوي:(من أقتطع حق أمرئ مسلم، أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة، فقال له رجل يا رسول الله ولو كان شيئا يسيرا، قال ولو كان قضيبا من أراك).
روى الشيخ الصدوق في كتابه( ثواب الاعمال وعقاب الاعمال)، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:إن الله عزّ وجلّ أوحى إلى نبيّ من الأنبياء في مملكة جبّار من الجبابرة أن أئت هذا الجبّار فقل له: إني لم أستعملك على سفك الدماء وأتخاذ الأموال وإنمّا استعملتك لتكفّ عني أصوات المظلومين فأني لن أدع ظلامتهم وإن كانوا كفّارا.
عن نفس المصدر أيضاً، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:ما أحدُ يظلم بمظلمة إلاّ أخذه الله بها في نفسه وماله…،.
يحكى أن كسرى أنوشروان كان له معلم حسن التأديب، يعلمه حتى فاق في العلوم، فضربه المعلم يوماً من غير ذنب فأوجعه، فحقد أنوشروان عليه، فلما ولى الملك قال للمعلم:  ما حملك على ضربي يوم كذا وكذا، فقال له: لما رأيتك ترغب في العلم رجوت لك الملك بعد أبيك، فأحببت أن أذيقك طعم الظلم لئلا تظلم.

قيل: أن الناس في زمن الحجاج، كانوا يصبحون ويتسآءلون فيما بينهم، مَن قتل البارحة؟ ومَن صلب؟ومَن جلد؟ وحكي أن الحجاج حبس رجلا ظلماً، فكتب إليه رقعة فيها:قد مضى من بؤسنا أيام، ومن نعيمك أيام، والموعد القيامة، والسجن جهنم، والحاكم لا يحتاج إلى بينة.
قال الهيثم بن فراس في الفضل بن مروان:
تجبرت يا فضل بن مروان فاعتبر
                      فقبلك كان الفضل والفضل والفضل
ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم
                      أبادهم الموت المشتت والقتل
كان يقصد، الفضل بن الربيع، والفضل بن يحيى، والفضل بن سعد.

سوّد الله وجوهكم يا قادة العراق، ماذا جنيتم وخلفتم؟ غير الخراب والدمار، وغير دمعة يتيم، وعويل ثكلى، وبؤس فقير، ودعوة مظلوم، التي لا تصدها، ولا تردها، سياراتكم المصفحة، وحماياتكم المؤلفة، وعروشكم وقصوركم المشيّدة، بأي عذر تواجهون الناس؟!وبأي وجه تلاقون ربكم غداً؟!.
لكن تذكروا صرخة السيدة زينب عليها السلام، بوجه العصاة والمجرمين، الذين قطعوا جميع جسور العودة على أنفسهم، بما أرتكبوه من فضيع الفعال، وشنيع الأعمال، إذ قالت:
(أظننت يا يزيد… أن بنا على الله هواناً، وبك عليه كرامة، وأن ذلك لعظم خطرك عنده؟ فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك، جذلان مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مستوثقة والأمور متّسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، فمهلًا مهلً أنسيت قول الله عز وجل:(ولا تحسبنّ الذين كفروا أنمّا نملي لهم خير لأنفسهم إنمّا نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين).