22 ديسمبر، 2024 11:52 م

إن عبدا , وكلنا عبيد الله والسلطان , وإن العبد أخو العبد يساويه في الغباء ويعاكسه في ألولاء ,

أرسله أهله لشراء ( الخلال) والخلال هو التحول الرابع في مرحلة تكوين التمر , فهو (طلع) ثم ( حبابوك)

ثم (جمري) ثم (خلال) بعدها (رطب) وأخرها (تمرا ) .

عاد العبد بسلة الخلال , يسير في الطريق وهو يغني بنفس طيبة وإذا طابت ألنفوس غنت ( مال العبد نايلون … ومال الوصيفة كركري ) .

ولم يشعر العبد إلا وهو واقع في حفرة عميقة لا يستطيع الخروج منها لوحده أبدا , صاح العبد , استنجد , حاول الخروج

بلا فائدة تذكر , فالحفرة عميقة وجدرانها قائمة .

مرت ساعات ثقيلة وهو يصيح ويستنجد بلا فائدة , جاع العبد فلم يكن معه إلا سلة الخلال , فراح يأكل منها بنهم الخائف

وهو يرجوا الأمل , ليس من المهم معرفة شكل من ينجده , ولا لونه ولا عرقه , ولا إن كان يحمل جوازا دبلوماسيا أو عاديا , ومن غير المهم إن يكون أمريكيا أو روسيا أو حتى صينيا أو حتى من الشيشان .

يتمنى , وهو يأكل الخلال حتى أوشكت السلة على النفاذ , ثم أصاب العبد الوهن من كثرة الصياح والاستنجاد , وتخمته من كثرة أكل الخلال فتشوش عقله فأخرج ( مال العبد نايلون) من سرواله وبال على بقية الخلال في السلة , ثم نام ..

وبعد ساعات أستيقظ من نومه مذعورا , جائعا , ولم يكن أمامه سوى سلة الخلال التي بال عليها قبل إن ينام , لا مفر

أخذ واحدة وهو ينظر إليها , أنها نظيفة فهي من نخلة بستان الانكليزي , ووضعها في فمه , ثم أخذ أخرى لازالت بقايا

البول عليها مسحها وقال , أنها ليست نجسة فهي من نخلة بستان الأمريكي . أما هذه فهي طاهرة جدا لأنها من بستان (السيد) وكما تعرفون إن السيد لم يكن فيه يوما أية (لولة) .

وعاد الكرة مع بقية الخلال المنقوع بولا , هذه من بستان السعودي نظيفة , هذه من بستان التركي جعلها البول تصبح رطبا لكنها ليست نجسة , وهذه , وهذه … حتى بلع الخلال النجس كله .

وقيل في الأخبار إن العبد لازال في الحفرة ينتظر الفرج أو من يرمي له بحبل أو درج .