إن عبدا , وكلنا عبيد الله والسلطان , وإن العبد أخو العبد يساويه في الغباء ويعاكسه في ألولاء ,
أرسله أهله لشراء ( الخلال) والخلال هو التحول الرابع في مرحلة تكوين التمر , فهو (طلع) ثم ( حبابوك)
ثم (جمري) ثم (خلال) بعدها (رطب) وأخرها (تمرا ) .
عاد العبد بسلة الخلال , يسير في الطريق وهو يغني بنفس طيبة وإذا طابت ألنفوس غنت ( مال العبد نايلون … ومال الوصيفة كركري ) .
ولم يشعر العبد إلا وهو واقع في حفرة عميقة لا يستطيع الخروج منها لوحده أبدا , صاح العبد , استنجد , حاول الخروج
بلا فائدة تذكر , فالحفرة عميقة وجدرانها قائمة .
مرت ساعات ثقيلة وهو يصيح ويستنجد بلا فائدة , جاع العبد فلم يكن معه إلا سلة الخلال , فراح يأكل منها بنهم الخائف
وهو يرجوا الأمل , ليس من المهم معرفة شكل من ينجده , ولا لونه ولا عرقه , ولا إن كان يحمل جوازا دبلوماسيا أو عاديا , ومن غير المهم إن يكون أمريكيا أو روسيا أو حتى صينيا أو حتى من الشيشان .
يتمنى , وهو يأكل الخلال حتى أوشكت السلة على النفاذ , ثم أصاب العبد الوهن من كثرة الصياح والاستنجاد , وتخمته من كثرة أكل الخلال فتشوش عقله فأخرج ( مال العبد نايلون) من سرواله وبال على بقية الخلال في السلة , ثم نام ..
وبعد ساعات أستيقظ من نومه مذعورا , جائعا , ولم يكن أمامه سوى سلة الخلال التي بال عليها قبل إن ينام , لا مفر
أخذ واحدة وهو ينظر إليها , أنها نظيفة فهي من نخلة بستان الانكليزي , ووضعها في فمه , ثم أخذ أخرى لازالت بقايا
البول عليها مسحها وقال , أنها ليست نجسة فهي من نخلة بستان الأمريكي . أما هذه فهي طاهرة جدا لأنها من بستان (السيد) وكما تعرفون إن السيد لم يكن فيه يوما أية (لولة) .
وعاد الكرة مع بقية الخلال المنقوع بولا , هذه من بستان السعودي نظيفة , هذه من بستان التركي جعلها البول تصبح رطبا لكنها ليست نجسة , وهذه , وهذه … حتى بلع الخلال النجس كله .
وقيل في الأخبار إن العبد لازال في الحفرة ينتظر الفرج أو من يرمي له بحبل أو درج .