18 ديسمبر، 2024 9:30 م

يحق لعمار.. ما لا يحق لغيره

يحق لعمار.. ما لا يحق لغيره

يروى ان شابا كان يتعرض لأعراض الاخرين بالسوء, وكلما تقدم شاب لخطبة فتاة من المنطقة, ذهب اليه واخبره انها فتاة غير صالحة وان الزواج منها يمثل وصمة عار.. بل لا ينفك عن الخوض في أعراض أصدقاءه وزوجاتهم, فيطعن بهم وخياراتهم!
في مرة من افعاله تلك وكان يتكلم بين أصدقائه عن إحدى الفتيات, حيث ادعى انه على علاقة غير شرعية بها, وكان يفتخر بذلك وكأنه حقق فتحا مبينا.. ولم تمضي فترة الا وكان هذا الشاب قد تزوج من تلك الفتاة التي كان يطعن بشرفها بين اصدقاءه؟!
كان الأولى بهذا الشاب ان يصمت بعدما تزوج هذه “سيئة السمعة كما هو وصفها” لكنه ولكي يغطي على سوء فعله، اخذ يتهم الجميع ويخوض في اعراض العوائل الشريفة صاحبة السمعة الجيدة، حسب قاعدة أن عمت المصيبة هانت!
في الشأن السياسي وبالخصوص قبيل الانتخابات, تكون هناك حملة تسقيط الكتل السياسية بعضها للبعض الآخر, ويصل الأمر حد الطعن بالأعراض والاتهام بالخيانة, بل وربمابعض الشخصيات السياسية تخرج في الإعلام, وتتهم البعض الآخر بالقتل والإنتماء لداعش, فيشتعل الشارع بالجدال والنقاش والاتهامات وينقسم وتزرع الاحقاد والفتن..
ما ان تنتهي الانتخابات حتى نجد ذلك الخصم ” الذي كان يوصف بأنه القاتل والخائن” يجلس كتفا بكتف مع من كان يتهمه, والغريب عندما يسأل يجيب وهو يبتسم, بأن لا عدو دائم في السياسة, او يكون صفيقا قبيحا أكثر، فيستخدم المثل الذي ينطبق عليه هو لا غيره “بأن السياسة عاهرة”
عمار الحكيم ينفرد ربما عن باقي السياسيين, بانه لم يتهم احد بعينه بأنه داعشي او قاتل علنا, ودائما يقول ان القضاء هو الفيصل في هكذا امور.. لكنه في نفس الوقت لديه خطوط حمراء عمن تحوم حوله الشبهات الكثيرة, فلا يتحالف معه, بل ورفض الجلوس معه الا عندما تثبت براءته, رغم أن ذلك قد يخسره سياسيا ومن حيث الحكم والمناصب، بل وصار عرضة لهجمات هؤلاء ومن تحالف معهم.. والتاريخ حافل بالشواهد عن السياسيين الذين تحالفوا مع الشيطان من أجل السلطة, وبالتالي جر البلد الى الخراب..
من خلال متابعة مواقف كافة السياسيين, نستطيع القول ان لعمار الحكيم حقا معقولا في الجلوس مع الجميع, لأنه لم يتهمهم يوما في الإعلام, ومع ذلك لم يفعل.. في حين ليس من حق غيره الجلوس والتحالف، مع من كانوا يسمونهم بالقتلة والدواعش, ومع ذلك غالبا ما كان فعلهم يخالف قولهم.
لا بد من السؤال.. هل أن الشعب يستطيع أن يرى حقيقة أن البعض يستغلهم و يشحنهم طائفيا وقوميا, لأغراض انتخابية فقط, والبعض الآخر طوال السنوات الماضية كان صادقا مع نفسه وجمهورة؟