23 ديسمبر، 2024 7:05 ص

يحدث في زمن الإسلام السياسي.. يسرقون حاويات النِّفايات..!

يحدث في زمن الإسلام السياسي.. يسرقون حاويات النِّفايات..!

شرّ البلية ما يُضحك.. وما أكثر البلايا في بلاد اسمها العراق..! وما أشدّ البلايا التي تُبكي وتُضحك في الآن عينه في هذي البلاد التي اسمها العراق..!
النجف وكربلاء من أقدس مدن البلاد. المنطق يقول إنّ مَنْ تُعهِّد إليهم إدارة المدينتين ومحافظتيهما يتعيّن أن يُختاروا بعناية، لضمان أن يكونوا ممّنْ عرفوا بالنزاهة والرصانة والموقع الاجتماعي الباعث على الاحترام، احتراماً وتبجيلاً لثلاثة من الأئمة الأكثر قدسية عند الشيعة، هم الإمام علي بن أبي طالب والإمام الحسين بن علي والإمام العباس بن علي. مختلف أنظمة الحكم التي مرّت بها البلاد، على سوئها، راعت هذا الأمر عند تعيين المسؤولين الحكوميين والبلديين الكبار في المدينتين.. حتى نظام صدام التزم بهذا في معظم سنواته.
الآن تأتينا من النجف وكربلاء الأخبار عن بلايا تُبكي وتُضحك… من الوزن الثقيل، فالقبب السامقة لمراقد الأئمة الثلاثة لم تكفِ لردع الفاسدين والمفسدين وإثارة الخوف، أو أقلّه الحياء، في نفوسهم للحدّ من فسادهم.
بعد مسلسل طويل ومثير استمرّ منذ بداية العام، انتهت منذ يومين قصة مطار النجف، بإطاحة إدارة المطار(المحاصصاتيّة على صورة مجلس المحافظة المحاصصاتي) وإلحاق سلطته بسلطة الطيران المدني مؤقتاً ريثما تجد الدولة صورة حال لهذه المؤسسة التي لم يحل الإمام علي، بكلّ قدسيّته وجلال قدره، دون أن يخترقها الفساد مثل صاروخ عابر للقارات. الآن ننتظر لنرى ما إذا كانت الحكومة الاتحادية ستضع للمسلسل النهاية السعيدة المنتظرة بتقديم الفاسدين والمفسدين إلى العدالة، أم أن تبويس اللحى الحزبي والعشائري والمذهبي سيترك مفعوله الفعّال المُجرَّب، لتُسجَّل قضايا الفساد ضدّ مجهول أو مجهولين، فيما يبقى الفاسدون والمفسدون على فسادهم الذي يتحدّون به الإمام علي وقبّة مرقده، فضلاً عن الدولة والمجتمع.
في الوقت عينه تتفجّر وقائع قصة بليّة مضحكة مبكية أخرى في مكان أقرب إلى قبّتي الإمامين الحسين والعباس من مطار النجف إلى قبة مرقد الإمام علي. ففي كربلاء سرق”مجهولون”بغمضة عين (!) نحو ثلاثة آلاف حاوية نفايات كانت بلدية العاصمة الإيرانية طهران قد أهدتها إلى بلدية كربلاء لضمان ألّا يتّسخ الزوّار الإيرانيون قاصدو كربلاء، بعدما عجزت سلطات كربلاء عن إبقاء المدينة نظيفة وصديقة للبيئة، خصوصاً في مناسبات الزيارات التي تتحول فيها المدينة إلى مكبّ كبير للنفايات ولا تستطيع بلدية المحافظة الغنيّة حلّ هذه المشكلة!.. (فتّشوا دائما عن الفاسدين والمفسدين)!
المهمُّ أنَّ حاويات النفايات اختفت عن الأنظار بلمح البصر. المشكلة أنّ السرّاق اختطفوا الحاويات من دون نفاياتها.. لو كانوا سرقوها بنفاياتها لكان المصاب أقلَّ وطأة..!!!!