كثيرا منا يتسائل لماذا يشيب راس العراقي قبل غيرة وتظهر عليه اعراض التقدم في العمر سريعا مقارنة بغيره من الشعوب الأخرى و وفي الحقيقة فان الجواب وجد قبل سنوات عديدة لكنه يترسخ كل يوم , ففي هذا البلد الغني بخيراته الفقير برجاله كل شيء يسير بالمقلوب , الان وصلتاني رسالة من صديق عزيز لا اشك في وطنيته يتحدث عن ان العراق وهو صاحب اكبر احتياط نفطي في العالم ورابع منتج , يستورد ما يقرب من 3 مليار دولار سنويا من المشتقات النفطية , في الوقت الذي لا تكف وزارة النفط عن التبجح بانشاء المصافي ليلا ونهارا , فما الداعي لهذا الا ان هناك من يستفيد من عقود انشاء هذه المصافي التي للأسف تحال الى شركات لا تعد من بين الشركات الكفوءة في هذا الميدان , والحديث في هذا المجال يقودني الى فكرة حاول الخبير جبار اللعيبي على قصر فترة استيزاره النهوض بها لولا انه جوبه بمعارضة كبيرة ناشئة من كون اغلب الطبقة السياسية ان لم تكن بأجمعها لا تريد لهذا البلد النهوض لان أبقاء العراق معتمدا على غيره من دول الجوار ومستوردا دائما لكل شيء حتى وصل الامر لاستيراد الحصى والرمل فضلا عن الاسمنت , جبار اللعيبي حاول انشاء مصفى الفاو , هذا المصفى كان يمكن ان يوفر فرص عمل لما يقرب من 20000 الف مواطن عراقي فضلا ان مهمة المصفى الرئيس هي التصدير ليحتفظ العراق بعملته الصعبة التي تذهب للاستيراد لمواد ومنتجات يفترض بالعراق بما هو عليه ان يكون مصدرا لها , انم موقع المصفى محدد بدقة تمكن العراق من دخول السوق العمالية للمشتقات النفطية بقوة غير ان هذا المشروع في قاموس السياسيين الذين يدينون بالولاء لكل بلد الا بلدهم العراق يشكل كفرا وخروجا عن طاعة صاحب الطاعة, لا اريد التحدث اكثر عن فساد الساسة العراقيين فرائحتهم ابشع من ان اتحدث بها فهي منتشرة في طول الأرض وعرضها ويعرفها القاصي والداني و لكني اود ان الفت نظر القارئ الكريم الى ان هناك في البلد من يستحقون منا كل الدعم والمؤازرة بما يمتلكون من حس وطني وروح خلاقة مبدعة تحاول جاهدة على مساعدة البلد على النهوض من كبوته الطويلة , مشكلة العراق ليست بامكانياته ولا في اهله لكن في طبقة سياسية ابعد ما تكون عن إدارة بلد بحجم العراق و طبقة لا تفقه من السياسة والاقتصاد والدين الا ما يملى عليهم من اربابهم خلف الحدود لذا تجدهم يضعون مصالح دول أخرى قبل مصلحة وطنهم ثم مصالحهم الشخصية وفي سبيل تحقيق هذه الغايات المعيبة تجدهم يضعون الفاشل خلف دفة القيادة من اجل ان يعم الفشل ارض الرافدين , والا بماذا نفسر استمرار العراق باستيراد المشتقات النفطية منذ 1ذ7 عاما والى الان من دول اقل منا في مواردها النفطية والغازية , بما نفسر اقصاء الخبير جبار اللعيبي من إدارة وزارة النفط الا لانه كان ناهضا ساعيا لتحويل العراق من مستورد الى مصدر خصوصا ان جبار اللعيبي يعيش خارج عبائة هذا البلد او ذاك , بم نفسر تسليم خور عبد الله مقابل حفنة من الدولارات و بم نفسر افشل مشروع مصفى الفاو و بم نفسر , استمرار العراق اكبر مستود في كل شي حتى في الرمل والحصى من قبل كل شركاته , ويتخاطر لذاكرتي ان الوزير الحقيقي هو من يستطيع قلب الواقع لصالح بلده , حين صار اللعيبي وزيرا للنفط اعطى مهلة لكل الشركات النفطية المتلكئة والخاسرة مهلة لا تتعدى 6 اشهر لتحسين الأداء والا فانه سيكون مضطرا لهيكلة تلك الشركات وهو ما حفرزها على تكثيف الجهود وان تكون شركات ناجحة وخيرؤ مثال على ذلك شركة ناقلات النفط العراقية وشركة الحفر وهما دليل حي على حنكة الوزير وفاعليته , فلم نرا اللعيبي يهتم بمصوره الشخصي كما يفعل رئيس الحكومة الحالي وبعض وزرائة الذين يبدوا انهم لم ولن يصدقوا ان حظ هذا الشعب العاثر جعلهم وزراء برغم سمعتهم السيئة جدا و البلد لا يبنى بالتصوير ولا بالكاميرات ولا بمواقع التواصل الاجتماعي و البلدان تبنى بالتخطيط والعمل الدؤوب أيها النوام