8 مارس، 2024 7:37 ص
Search
Close this search box.

يحتضر الوطن .. عندما يصبح ” الوطن ” مجموعة مكونات

Facebook
Twitter
LinkedIn

العراق كأنموذج
أستهلال : هذا المقال ، أصلا توجيهه للعامة ، وليس للمتخصصين والأكاديميين ! ، ولكن لا ضير من أن يطلع عليه الكل .
1 . بعيدا عن كل التعريفات الواردة في المصادر ، ولتقريب المفهوم للعامة – أن الوطن : أرض وشعب ، يمكن أن يكون هذا الشعب ، متعدد الأديان والمعتقدات والأثنيات والقوميات .. ، ولكي تكون هذه الفسيفساء في خدمة النظام الوطني / جمهوري كان أو ملكي أو أمارة .. ، فيجب أن يضع الشعب كل مرجعياته ، المذكورة في أعلاه ، بعيدا عن حساباته ، خاصة عندما يتطلب الأمر مصلحة الوطن ، لأن مصلحة الوطن يجب أن تكون هي الأول والأخير في أتخاذ أي قرار .
2 . ولكن الوضع والحال وكل المواقف مختلفة في العراق – الأنموذج لعنوان هذا المقال ، فالمكونات السياسية تتحرك وفق مرجعياتها الطائفية والمذهبية والولائية ، وأصبح المتداول مقولات ، مثلا : البيت الشيعي ، المكون السني والمكون الكردي .. وأضيف أليهم التشرينيين والمستقلين ، مع مرجعية شيعية رمزية في النجف ، أما المسيحيين / الذي نعتهم نوري المالكي لجهله بالتاريخ ب ” الجالية ” ، والأزديين وغيرهم فشبه مهملين ومهمشين ، والأنكى من كل ذلك ، الشيعة متفرقين وكذلك السنة والكرد . من جانب أخر ، أصبح لكل مكون أجندة خاصة به تخدم دول أقليمية قبل مصلحة العراق ! .
3 . أضافة لكل هذا ، هناك العديد من المليشيات والمجموعات المسلحة / معظمها ، تأتمر بأوامر أيرانية ، لذا أصبحت سلطة الدولة / كجيش وشرطة وقوات أمنية .. ، تكون مقيدة ومحجمة الدور ، وذلك لقوة وفاعلية المليشيات التي تملك العدة والعدد ! ، أضافة للسند الأقليمي / وبالأخص المد الأيراني .
4 . لذا بهكذا تركيبة / أنفة الذكر ، التي بني عليه النظام في العراق ، لا يمكن أن يكون القرار السياسي في العراق مستقلا خالصا لخدمة العراق ، وذلك لأن هذا القرار تتحكم به مصالح ولاء هذه المكونات السياسية لأجندتها الخارجية ! .
5 . أي بمعنى أخر ، العراق الوطن – أرض وشعب ، لا يشكلان أي أولوية للتيارات السياسية المنطلقة من هذه البيوتات والمكونات الطائفية الحاكمة بعد عام 2003 ! . لأجله في العراق ” كل يغني على ليلاه ” ! .
خاتمة : الطغاة .. حين يستذكرون طقوس مقتل الأمام الحسين بن علي ، في واقعة الطف ، ويبكون ويلطمون لمأساته ، والذي كان أستشهاده في سبيل أعلاء كلمة الحق ، وقول ” لا ” للظلم والطغاة – لكن واقع الحال فالطغاة وأحزاب الأسلام السياسي والمليشيات الطائفية يتاجرون بدمه .. عندما يسرق رجال الدين الشعب بأسم الدين ! .. عندما تصدر القرارات والتوجيهات من خارج العراق – والطغمة السياسية ما عليها سوى الأمر والطاعة ! ..عندما تكون تشكيل الكابينات الحكومية / معظمها ، بيد الجارة أيران .. وعندما تكون المكونات بأختلاف عقائدها وأنتمائها المذهبي ولائها لأجندة أقليمية .. وحين يكون العراق مجموعة مكونات وبيوتات متناحرة وفق مصالحها .. لما سبق وغيره ، فسوف يحتضر : وطن أسمه العراق .

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب