22 ديسمبر، 2024 8:42 م

يحاربون الكفر …ولايخافون الموت

يحاربون الكفر …ولايخافون الموت

لقد اثبتت قدرة العقل المؤمن بدينه وبوطنه على اتخاذ القرار الصائب في الاوقات الحرجة وما تحقق بشأن الحرب الدائرة رحاها في مناطق مختلفة ضد الارهاب بخطط استراتيجية واستخباراتية متقدمة هي جزء من تلك القرارات الحكيمة وما الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة الباسلة المشاركة في جبهات القتال إلا مؤشر مهم عن قرب هزيمة الارهاب المتمثلة بداعش وبقايا البعث والذين غرر بهم والمتحالفين معهم حيث تلقوا مؤخراً ضربات قوية من هذه القوات البطلة وهذا ما يجعلها ان تفتخر بقدراتها في الرد والمواجهة  في المعركة التي يخوضها العراق نيابة عن الامة لانها تواجه فكراً منحرفاً يحاول الاطاحة بسمعة ديننا والاساءة لمقدساتنا وحضارتنا وتاريخنا المشرق.كما لاننسى مقاتلي الحشد الشعبي الذين يبلون بلاءً حسناً في قتالهم وهم في مقدمة المعارك يداً بيد مع اخوانهم المقاتلين يحاربون الكفر ولايخافون الموت.

ان الضربات الموجعة التي وجهتها القوات الامنية الغيورة بعد استبدال خططها التقليدية القديمة ومباغتت داعش في جرف الصخر تستحق الثناء والتقدير لانها قضت على احلامهم في السيطرة على محاور مهمة قريبة وتمثل خطوط متقدمة لداعش كان يبني اماله عليها لتكون نقطة انطلاق لاختراق مناطق حساسة ومهمة في بغداد وكربلاء والنجف الاشرف والديوانية ولتقطع طرق الامداد عن الوحدات العسكرية المتقدمة في المنطقة الغربية .

لقد وسعت هذه الانتصارات الحدود الامنية حول مدينة بغداد ودحرت فلول قوى الشر من عصابات البغي والاجرام وحررت العديد من المدن في ديالى فضلاً بتحرير مناطق اخرى من تكريت ومن اطراف نينوى(زمار والقرى التابعة) بمساعدت القوات الكوردية ( البشيمركة) الغيارى تضاف الى تلك الانتصارات…

بالرغم من ان الامكانات العسكرية المتوفرة حالياً لدي القوات المقاتلة غير متكاملة و لاتشكل قوة ضاربة فاعلة على مستوى المعركة الشرسة التي تخوضها ضد هذه العصابات إلا ان العزيمة والارادة هي التي دفعت بهذه القوات لكي تنتصر وبخارطة عمل مشتركة للقوات الفاعلة على الارض والعمليات هذه وفرت الفرصة التاريخية للتوحد بوجه هذه الحركات الشريرة وان يتسامون فوق اختلافتهم ونزاعاتهم لمواجهة العدو المشترك والذي لايعرف الانسانية ولايفرق بين فئات الشعب العراقي المختلفة لاديناً ولا قوميتاً ولامذهباً… وعدم وجود اختلافات او تفاوت في الاراء بشان الاستراتيجية ضد هذه العصابات المجرمة والتوافق على دحرها من العوامل المهمة لهذه الانجازات الكبيرة حتى لايكون لها مكان على ارضنا والحرص على ان يكون الحل الامني بيد العراقيين انفسهم ساهم بشكل لايحتاج الى الشك بما تحقق و ان حسم المعركة اصبحت قريبة جداً في ظل المعطيات الحالية والتي تتحقق يومياً من خلال التضحيات الجسام التي تقدمها القوات الامنية والتشكيلات الساندة معها لانها تخوض غمار حرب وجود وببسالة رائعة وتدافع عن ارضها مما يتطلب من الجميع الوقوف معها والسعي الى بناء نظرة استراتيجية جديدة شاملة للمؤسسة العسكرية واعادة بنائها وتخليصها من النواقص وتسليحها وغلق الثغرات على اساس تجسيد الكفاءات والاخلاص والتجربة بعد ابعادها من العناصر الفاسدة والمترهلة وتسليحها بالعقيدة الوطنية بعيدة عن التسييس والتعصب الطائفي والعنصري.لان تاريخ قواتنا المسلحة حافلة بالعطاء والولاء ملتزم بالمهام والواجبات التي يكلف بها.

ان الارهاب خطر يهدد الجميع والتصدي له يتطلب الانفتاح على تشكيل اوسع جبهة داخلية مناهضة وبناء تحالفات وطنية متينة وتفعيل طرق التشاور مع مختلف قواه السياسية ومكوناتها الحريصة على مسيرة البلد وامنه واستقراره عبر تحريك المؤتمرات المرشدة لتحقيق وتثبيت اطر المصالحة الصادقة الحقيقية وابعاد المسيئين  لان الارهاب لايمكن الانتصار عليه بالسلاح فقط يجب ان يكون الفكر الى جانبه.

كما ان المنطق يتطلب الاعتماد على قوى الخير والاتكال على الله اولاً وعلى قواتنا المسلحة ثانياً بدلاً من الاستنجاد بالقوات الخارجية لان القوات المسلحة العراقية ذو خبرات قتالية لمشاركتها في العديد من الحروب والمعارك ويحملون غيرة وشهامة مشهودتان لحماية ارضهم وبخبرات متراكمة خلقتها الظروف السابقة وكذلك ضعف الروح المعنوية لدى العصابات الارهابية بعد الانكسارات المتتالية التي منيت بهاعلى ارض المعركة ..

ان المواطن حين شعوره بالمسؤولية الملقات على عاتقه يستوجب منه الوقوف ضد الشر والدفاع عن ارضه ووطنه ويضعه نصب عينه لانه ملك للجميع و يتطلب الى التكاتف والتازر ونبذ الفرقة والابتعاد عن تهميش الاخرين كما ان الشعور بالمسؤولية يتعين على كل افراده ان يكون عيناً ساهرة والتمتع بحس وطني وامني حريص على مصلحة الوطن وتجاه افراد المجتمع وشعبنا والحمد لله شعب واحد لايمكن لاية قوة في العالم اختراقه ولايمكن من زعزعة وحدته.