لم يكن يعلم احد من شعبنا التركماني وفي حسبانه إن تاريخ العاشر من حزيران سوف يكون يوما اسودا مظلما لنا وهو سقوط الجغرافية القومية التركمانية بيد قوى الشر والظلام داعش من شمال توركمن أيلي مدينة تلعفر التركمانية ارض الأحرار أحفاد ثورة العشرين و صناع التاريخ مرورا بالمناطق التركمانية في الموصل وفي كركوك بقرية البشيرالفدائية الجريحة وفي طوز خورماتو بقرى البيات عموما منها براوجلي الشهيدة وناحية شان امرلي رمز الصمود التركماني بوجه أعداء البشرية والإنسانية من قبل شيبتها الأبطال وأطفالها ورجالها الشجعان وبشيوخها ونسائها الذين كتبوا تاريخا جديدا للتركمان بالنصر في التاريخ العراقي الحديث لتبقى وقائعها شاخصة في أذهان وعقول الأجيال التركمانية القادمة بحفاظ أهالي هذه الناحية التركمانية على ترابهم لكي لا يدنسها الظلاميون بأبسط ما يملكون من مأكل ومشرب لمدة شهرين وانتهاءا بسقوط ديالى وخاصة المناطق التركمانية فيها .
حيث بدأت بعد هذه الأحداث الدامية موجة من النزوح التركماني تختلف عن سابقتها تماما منذو الحروب التي عشناها بعد سنة 2003 لتشمل هذه المرة جميع المناطق التركمانية والتي بدأت معها الويلات والماسي فأصبح شعبنا يفترش العراء بين هنا وهناك وبقي بين رحمة هذا وذاك لا يجدون الأكل والشرب الكافي لسد عطشهم وليشبعوا بطونهم من الجوع ناهيك عن المضايقات التي تعرضوا لها في السيطرات بين الموصل واربيل وكركوك .
وكان السبب الرئيسي لدخول داعش إلى المناطق التركمانية أولا قبل المدن الأخرى وذلك لعدم امتلاك أهاليها السلاح واخذ الدعم الحكومي الكافي الذي نوه به جميع السياسيين التركمان سنة وشيعة مسبقا لكان جاءت دون جدوى إلا بدعم محدود بين الحين والأخر .
فقد جاء الدواعش هذه المرة بأفكار وأجندات مختلفة تماما فزرعوا بذور التفرقة بين أبناء القومية التركمانية الواحدة التي عاشوا لطوال سنيين معا دون أية مشاكل مذهبية بينهم مستغلين لقسم من العقول المتحجرة ضعفاء النفوس نفذوا بها سياساتهم وغايتهم فأردوا عزل التركماني السني من التركماني الشيعي لكن فشلوا وشعبنا التركماني قاموا بصفعهم وأذلوهم ودمروا بها مخططاتهم الشريرة .
فقامت بعد هذه الظروف حركة شعبية تركمانية مسلحة من قبل شباب التركمان الأبطال في طوز خورماتو وكركوك بناحية تازة خورماتو المدينة التركمانية الثانية الذي صمدت في وجه الدواعش وقدموا شهداء فدائيين من اجل بشير وناحيتهم ومن اجل الحافظ على امن كركوك من المنطقة الجنوبية لمنع تقدم الدواعش فحملوا السلاح قبل الكل وقبل تشكيل الحشد الشعبي العراقي إلا أن أسسوا الحشد الشعبي التركماني وقاتلوا وقدموا التضحيات والشهداء فحرروا براوجلي الشهيدة وامرلي الصامدة وقرى البيات منها ناحيتي ينكجة وبسطاملي ومازالوا يجاهدون لتحرير قرية بشير التركمانية الجريحة .
ولنرجع إلى موضوعنا الرئيسي واليوم وبعد تحرير تكريت وأطرافها وخاصة قرى البيات في الطوز ومنها هاتان الناحيتان فرجع أهالي تكريت بدماء الحشد الشعبي وخاصة بدماء شباب الحشد الشعبي التركماني ومن أهالي طوز خاصة فامنوا لهم الطريق وقاموا بحمايتهم وأوصلوهم إلى منازلهم امنين سالمين وعندما يطرح الجميع مسالة موضوع نازحي ينكجة وبسطاملي بشان إعادتهم إلى منازلهم الجميع يقف بالضد من هذا الأمر ولا سيما قسم من المسؤولين التركمان ذو شخصيات مهمة ومؤثرة في الساحة الذين هم من أهل الحل والحكمة لحل هذه المشكلة متهمين أهالي هذه المناطق بأنهم من انظموا إلى الدواعش الأنذال وبايعوهم والكل يعلم حق المعرفة واليقين إن هناك كانت فئة قليلة جدا من الناحيتين ممن انخرطوا في صفوف هذه الجماعات الإرهابية وان جميع الأهالي قد غادروا منازلهم تاركين ممتلكاتهم وبيوتهم خلفهم بعد سيطرة داعش عليها .
وأريد أن اعلم كيف ميز الحشد الشعبي العوائل الإرهابية المؤيدة لداعش من أهالي تكريت من النازحين من العوائل الرافضة لها مع احترامي لأهالي تكريت الشرفاء الذين وقفوا أيضا ضد هذه الجماعات الإرهابية واعدا داهم كانت بالآلاف أي واقع نحن نعيشه ألان هل من المعقول أن نمنع عودة الآلاف من التركمان إلى منازلهم بحجة هذه الفئات القليلة الضالة بها وماذا نقول عندما يسال الغرباء والآخرين منا من هو المانع هل نقول هو أخيه التركماني أيضا نعم وقعت نار في أرضنا فحرقت الجميع وليس طرفا معيننا منا الكل تضرر من هذه الأحداث الدامية وعلينا أن نتصرف بعقل وحكمة قبل أن تذهب بنا وتولد منها مشاكل أخرى يصعب السيطرة عليها لاحقا وتزرع الحقد بين الأجيال التركمانية .
وكما أريد أن اذكر هؤلاء المسؤولين التركمان الذين يقفون اليوم بالضد من عودة هذه الأهالي هل نسيتم بأنكم من حضر الملتقى التركماني الذي انعقد بتاريخ السادس من كانون الأول للعام الماضي وصوتم فيه وبالإجماع على فقرة النازحين والمهجرين التركمان والتي كانت بما يلي
وفي شأن النازحين والمهجرين التركمان :
– تقرر تأمين عودة النازحين التركمان إلى مدنهم وقراهم المحررة ، وعدم السماح لأية جهة كانت بهدم وحرق بيوت وممتلكات ممن لم يثبت تورطه في الأعمال الإرهابية لتنظيم “داعش” .
وتشكيل لجنة لمتابعة الأمور المتعلقة بالنازحين التركمان في عموم العراق لتحسين وضعهم ألمعاشي والعمل على عودتهم إلى مناطقهم الأصلية ./
فأين انتم وموقفكم من هذا أيها السادة المسؤولين التركمان هل قمتم بأداء واجبكم وحل هذه المشاكل بعد مرور سنة عليها ولا سيما هي محصورة بين قوسين (المشاكل التركمانية في المناطق التركمانية ) ولاسيما أيضا هي قرار حكومي صادر من مجلس الوزراء ومن لدن السيد الدكتور رئيس وزراء العراق حيدر ألعبادي وبتأييد الأطراف السياسية جميعا وخاصة الشيعية منها بعودة جميع النازحين من الأهالي إلى مناطقهم بعد تحريرها من قبل الجيش والحشد الشعبي
فعلى المسؤولين التركمان حل هذه القضية قبل أن يصلهم الأمر بحلها من قبل الحكومة العراقية وعندها ماذا سيكون موقفهم هل يستطيعون الوقوف ضد الحكومة
التي هي لا تمتنع عن عودة أي من الأهالي بشرط ممن لم تتلطخ أياديهم بالدماء بالأحداث الجارية وهذه يجب أن تطبق على أهالي ينكجة وبسطاملي
فنرى بين الحين والأخر هناك بعض من الشخصيات التركمانية تتعنت بشان هذا الأمر ويريد أن يبقى الوضع على ما هو عليه هو عزل التركماني الشيعي عن أخيه التركماني السني كما أرد أن يفعلها داعش لإمرار مخططهم الخبيث فنحذر هؤلاء من ذلك وان استمروا على هذا النهج فسوف نأخذ بحقهم كشعب تركماني شيعة وسنة نظرة أخرى وهي نظرة العدو ولن نرحب بهم بأي مجالس تركمانية إن حضروا بها لان فقط هناك الأعداء دوما يفرق بين الشعب الواحد للوصول إلى مبتغاهم
ومن هنا أناشد روؤساء عشائرنا التركمانية الأصيلة في براوجلي الشهيدة وعشائر قرى البيات عموما وامرلي خاصة بضرورة عقد مجلس عشائري تركماني لاحتواء هذه الأزمة الذين هم أعمدة قومنا وحلها من اجل أن لا يبقى الأحقاد سارية بين أبناء العمومة الواحدة ناهيك عن التزاوج الحاصل بينهم بين شيعي وسني لنكون نحن المثال الأول بهذا بين العشائر العراقية الأخرى وكما ادعوهم أن لا يفسحوا المجال للمتعصبين لكل الطرفين أن يازموا المواقف والتي هي ستحل لا محال لها وعلى العرف العشائري في حين عجز السياسيون بذلك نعم أن من قدم شهداء فراقهم سيكون صعبا عليهم نسال الله لهم الصبر والسلوان وان شهدائنا في جنات النعيم
وأود أن أقول لكل من يريد اسكات صوت الجبهة التركمانية العراقية في طوز خورماتو فهو واهم ولن تستطيعوا ضرب قاعدتها الجماهيرية أينما كانت فهي أول من وصلت دوما لحل مشاكل الطوز والقرى التركمانية والذي كان على رئسها شهيد الراية التركمانية القائد الشجاع علي هاشم مختار اوغلو رحمة الله ورضوانه عليه مع رفيق دربه الشهيد احمد عبد الواحد قوجا والذي ألان يكمل طريقه أخيه الحاج هيثم مختار اوغلو فالنواة التي أسسها شهيدنا الراحل لن تنتهي وستستمر أعمال الجبهة التركمانية في خدمة الجميع دون تفرقة بين شيعي وسني
وادعوا السادة نوابنا التركمان جميعا ممثلينا في مجلس النواب التحرك والعمل على جمع روؤساء العشائر التركمانية لتلعفر في مجلس واحد للاتفاق على كيفية تحرير تلعفر ونبذ الخلافات وحلها من ألان حتى لا نقع في مشكلة تشبه مشكلة بسطاملي وينكجة .
وعلى شعبنا التركماني أينما كان أن يفكر بمستقبل أولاده وأجياله ليؤمنوا لهم مستقبلا خاليا من الدمار وبعيدة عن الدماء فما وقعتم انتم به وعشتم بها لا تجعلوها تقع بين أبنائكم فجميعنا مغادرون هذه الدنيا لنضع لنا تاريخا ابيضا يذكرنا به الجميع بالخير لا بالشر في المجالس المقامة ولا تنسوا أن هذا تاريخ يكتب وسوف لن يرحم أحدا لكل من أراد التفرقة بين الشعب التركماني الواحد وعذرا على الإطالة أيها السادة القراء لان القلم يكتب جراحنا التي هي أصبحت لا تعد ولا تحصى.