18 ديسمبر، 2024 10:11 م

يجب احترام علم الاقتصاد

يجب احترام علم الاقتصاد

في العالم المتقدم ، يعتبر علم الاقتصاد من أخطر العلوم واكثرها اهمية .
كتابات الاقتصاديين الروّاد غيّرت العالم وغيرت النظم الاقتصادية والسياسية وأثًرت في العلاقات الدولية.
العالم لايتنازع من اجل خلاف طبي او كيميائي او فيزيائي.
لُب النزاعات الدولية هو المصالح الاقتصادية والهيمنة على الاسواق الخ ……
لدينا، يعتبر الاقتصاد ميدان لاضرورة له ولايكترث أحد بمهنة واختصاص الاقتصادي.
اصبحت ادارة الاقتصاد مهمة السياسيين الجهلة وبعض خطباء المنابر وأدعياء الدين والوعظ ، اضافة الى بعض الاعلاميين عديمي الأهلية .
اصبحوا هم ، وليس القوانين والقواعد الاقتصادية، من يحدد مايجب القيام به وماهو حرام او حلال ومايجب ان تقوم به الحكومة.
أخذوا يهيّجون ويحمّسون الجمهور الجاهل من خلال طرح افكار سخيفة ولاقيمة علمية لها ويطلقون اتهامات باطلة ضد اجهزة الدولة .

امس ارسل لي صديق فيديو تتحدث فيه مقدمة برامج عن دور زيادة احتياطي البنك المركزي في ارتفاع التضخم في العراق !! وتعتبر ذلك هو السبب وراء التضخم.
زيادة الانفاق الحكومي يرفع من معدلات التضخم في بلد مثل العراق لاتوجد لديه مرونة في الجهاز الإنتاجي كي يستجيب لنمو الانفاق ، بل قد لايوجد فيه جهاز انتاجي اصلاً بل آلة استيرادية جبارة ساحقة.
من اين جاءت هذه السيدة بتلك النظرية البائسة ؟
ومن قال لها تلك المعلومة ؟
سبب التضخم الاساسي هو خفض قيمة الدينار تجاه الدولار بنسبة ٢٢% قبل عام ، مما رفع الاسعار بنفس النسبة على الأقل، خاصة وان كل شيء مستورد من الخارج تقريباً.
وهذه نسبة عالية جداً وتعتبر بمثابة ” صدمة” للاقتصاد وارادت من خلالها ، اضافة لزيادة ايراداتها النفطية مقوّمة بالدينار، تقليص استهلاك السلع المستوردة وخفض الرواتب بكل اشكالها وجعلها اكثر واقعية بعد الزيادات التي قررتها احدى الحكومات السابقة ، عندما تجاوز سعر النفط المئة دولار ، وفي خطوة شعبوية ارادت السلطات من وراءها زيادة شعبيتها وتقديم نفسها كحامي لحقوق واستحقاقات الشعب ( قال احد المسؤولين في ندوة تلفزيونية على أثر تلك الزيادات، مانصّه :نريد الناس أن تأكل )…
وعندما اقول ان الرواتب غير واقعية فأنا لا اعني ان الناس لايستحقون تلك الرواتب ، بل اعني ان الوضع الاقتصادي لايتحمل تلك الرواتب في ظل الاعتماد الكامل على ايرادات

النفط التي تتأرجح باستمرار حسب تقلبات اسعار البرميل، مما يجعل الحكومة عاجزة عن دفع الرواتب من ناحية ، ولاتملك اي هامش يوظَّف لاغراض استثمارية وفي تطوير البنية التحتية، من ناحية اخرى.
كذلك فأن من اسباب الموجة التضخمية عالمياً هو ارتفاع اسعار الطاقة مؤخراً مما زاد من تكاليف الانتاج والنقل ، وحصلت مشاكل عالمية في سلاسل التوريد ادّت الى زيادة الاسعار والتضخم في كل دول العالم تقريباً وشهدت اوربا والولايات المتحدة معدلات تضخم غير مسبوقة منذ عشرات السنين.
لكن يبدو ان مذيعي التلفزيون لهم رأي آخر في تفسير التضخم.