كان للتصنيع العسكري ومنشآته في زمن صدام دور كبير في ادامة زخم حروبه الرعناء وخسر العراق الكثير من امواله على هذه المنشآت ولكن بعد نفوق حكم صدام رأينا هذه المنشآت تفكك وتباع الى الاردن بواسطة عصابات المناطق التي كانت فيها واغلبها كان مرتبط بالقاعدة ولتمويلها وبسكوت مطبق من قبل الحاكم بريمر وبعدها حكومة علاوي تزامنت مع حملات أغتيال منظمة للخبراء في الصناعة العسكرية من مهندسين وفنيين الذين رفضوا الهجرة الى الخارج والعمل في منظومات صناعية تابعة لدول غربية واقليمية ، أما عمال هذه المنشآت الذين أغلبهم لديهم خبرات كبيرة في هذا المجال فقد ركنوا في بيوتهم مقابل رواتب رمزية ومن كان حظه جيد (دبر واسطة) وأنتقل الى وزارة أخرى ، ففقدنا طاقات ضائعة لم توجد الدولة ووزارة الصناعة حل لهم ، والتي أستلمتها عائلة الكربولي ضمن المحاصصة لتجعل منها منجم الذهب الذي بنت عليه أمبراطوريتها وبزمنها تحولت هذه الوزارة بدل أستيعاب البطالة وأمتصاص العمالة المقنعة أصبحت عبئاً على باقي الوزارات وتحولت مصانعها الى بنايات للبطالة مع تقادم عمر الياتها ومكائنها وتعرضها للتآكل والقدم والصدأ دونما وجود خطة أستراتيجية لاستثمار هذه المصانع وتصاعدت الدعوات الى بيع هذه المصانع الى القطاع الخاص وفعلا بيعت الكثير منها بسعر التراب ناهيك عن توقف بعض المصانع رغم أنتاجياتها بحجة عدم وجود جدوى أقتصادية بتوفر البديل المستورد وفي الفترة الاخيرة عادت الحياة الى بعض المصانع بجهود الادارة الجديدة للوزارة ، واليوم نحن نمر بمرحلة تفرض علينا نوع خاص من الحروب مع عصابات لها أساليب خاصة تختلف عن الحروب النظامية وتحتاج هذه المعارك الى انواع معينة من الاسلحة والتقنيات والمعدات فرضت نفسها في هذه المعارك وكانت الحاجة الحافز الاكبر لابتكار أنواع عديدة من الاسلحة تتناسب مع هذا النوع من المعارك من قبل أشخاص عاديين ولكنهم مبدعين أبتكروا أسلحة مسيرة عن بعد وأليين وطائرات مسيرة ودبابات صغيرة ناهيك عن التدريع المتقن للأليات وصناعة بنادق القنص بعيدة المدى والصواريخ بكل انواعها والقنابل اليدوية كل هذا بأمكانيات متواضعة وبسيطة وبورش عادية فلماذا لا تقوم وزارة الصناعة باستيعاب هذه القدرات بفتح مصانع وورش لمثل هذه الصناعات العسكرية بدل أستيرادها بالعملة الصعبة وتوفير فرص عمل لجيوش العاطلين واستيعاب الفنيين في فصائل الحشد الشعبي وتحويل المصانع الراكدة الى منتجة تدر على الدولة الموارد المالية خاصة أن الحروب القادمة ستكون ضمن هذه النمطية الجديدة وتغادر نمطية الحروب التقليدية مع اليقين أن الحروب هو قدر هذه المنطقة ومخطط لأستدامتها من قبل قوى الاستكبار الغربي والعداء الاقليمي ولن تهدأ هذه المنطقة وستبقى على صفيح ساخن الى ماشاء الله فعلينا أن نعمل ضمن ( وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة ) لحماية أنفسنا وتحصين دفاعاتنا وما دامت الخبرة متوفرة والمنشآت قائمة نحتاج الى تخطيط من الجهات صاحبة القرار وتنبيه من الجهات التي يسمع صوتها كالمرجعية وضغط من قبل الجهات السياسية المتنفذة كالتحالف الوطني وباقي القوى والاحزاب ضمن دائرة البرلمان وتبنيه كرأي عام من قبل الجماهير والناشطين الاعلاميين . ودمتم سالمين .