23 ديسمبر، 2024 10:58 ص

يتناسى المسؤولون عن أزمة التصعيد بين الإقليم الكردي والمركز في العراق أنهم كانوا  ‘حصان طروادة’ الذي مزق خاصرة العراق، وأنهم أيضا ‘دافنيه سوة’.

يتناسى المسؤولون عن أزمة التصعيد بين الإقليم الكردي والمركز في العراق أنهم كانوا  ‘حصان طروادة’ الذي مزق خاصرة العراق، وأنهم أيضا ‘دافنيه سوة’.

لا أدري ماذا يستفيد العراقيون من تصعيد الأزمة الراهنة بين الاقليم الكردي والمركز غير القلق المستمر من حرب يشنها العراق نفسه، وتمزيق عُرى علاقة تاريخية بين العرب والكرد وبقية القوميات، عدا الدمار والخسارة الاقتصادية، وزيادة عدد الأرامل والأيتام، وتأكيد حاجة “المقاولين السياسيين” من جديد للوصاية الاميركية؟!

ألا يخجل هؤلاء “الساسة” أن يتحولوا من “حصان طروادة ” استعانوا بالقوات الأميركية وأخواتها لإسقاط نظام صدام، حالمين بالجلوس محله، الى حربة في خاصرة العراقيين، تمزقهم جغرافيا واجتماعيا؟

وعلى ذكر “حصان طروادة”.. كنت قبل سقوط النظام، أظهر بشكل شبه يومي في قناة “سحر” الايرانية، التي كانت تستضيفني في حوار مفتوح على الهواء، معارضا لفكرة تعاون المعارضة الاسلامية مع أميركا. وفي إحدى تلك الحوارات التي كانت تثير غضب “المتصدين” لقيادة تعاون شيعة العراق مع أميركا، وصفت الراحل آية الله سيد باقر الحكيم بعد أن كشفت انضمامه للمشروع بأنه سيكون “مجرد حصان طروادة”.

طبعا هذا الوصف سبب لي مشاكل مع “إطلاعات” حيث استدعتني وزارة الاستخبارات وأبلغت بالحرف الواحد بأن السيد اشتكى علي عند الولي الفقيه علي خامنئي، وأنا بين أمرين: اما ألا أتحدث ضد المشروع الأميركي، أو أتحدث لكن علي ألا أتعرض للسيد الحكيم بالاسم. وقد وافقت على الخيار الثاني “چفيان شر لملا عليوي” ولكنني كتبت مقالا ذكرت فيه التهديدات والضغوط علي لأسكت وذكرت في نهايته “مِقبضُ السيفِ مُدانْ لا لأنّ القتلَ محظورٌ ولكنّ الذي يُمسكُ بالسيف جبان”.

كنت أنشر معظم مقالاتي والاعلان عن برنامج “قضية ساخنة” على موقع “النهرين” العراقي الذي كان له فضل السبق في تكوين رأي عام عراقي معارض للتعاون مع أميركا، وأصبح فيما بعد من مؤيدي المشروع الأميركي، وقام برفع كل مقالاتي من أرشيفه، ومنها طبعا مقال “السيف المدان”.

وقد اغتيل الحكيم بعد بضعة شهور فقط من سقوط صدام، وأُسدل الستار على رحيله، وسجل الاغتيال، كما يحصل في كل الاغتيالات، ضد القاعدة وفلول حزب البعث.

ولأنني مثل عتّابْ.. كصوا خشمه وما تابْ، فقد كتبت مقالا عن الاغتيال بعنوان: “فتش عن أميركا”، نشرته في جريدة (الزمان) – العدد 1599 – التاريخ 1 – 9 – 2003.

وأكشف هنا أنني كنت اتصلت من البصرة بنفس المسؤول الأمني الذي كان استدعاني قبل السقوط، وهددني بشأن اعتراضاتي في قناة سحر (وهو نفسه من ألغى بطاقتي الصحفية لأغادر إيران)، ورجوته أن تحول إيران دون دخول الحكيم الى العراق عندما علمت بقراره العودة، وتوقعت اغتياله، قبل أن تبدأ القاعدة وفلول صدام العمليات الارهابية.

يا جماعة الخير: العراق.. ها أنتم تقاسمتموه، وكل من يحود ال كرصته، فلماذا هذا الصراع على قوات دجلة وكل هذا التحشيد العسكري؟ هل بالفعل لعبة انتخابية لرفع رصيد طرفي النزاع، وان الجماعة “دافنيه سوة” ومال اللبن للبن ومال الماي للماي؟ أم أن هؤلاء القوم، ولا أستثني أحدا من الرؤوس، مثل السبع.. لما يشيب.. تقشمره الواوية؟

وأتمنى أن تحذروا من أبو الويو لأنه “ماكو زور يخله من الواويه”

مسمار:

“لقد أبلغ آية الله الراحل الحكيم الاميركيين قبل استشهاده بأن سياستهم في العراق خاطئة وان تعاملهم مع الواقع العراقي غير منطقي، وحمل عليهم بشدة في خطب صلاة الجمعة التي أقامها كأسلوب جديد للمقاومة”. “وحذر رحمه الله (..) من ايجاد صراع شيعي ـ شيعي وصراع سني ـ سني في العراق وأشار الى (دوائر) تعمل على ايجاد صراع عربي ـ عربي لأن الأمة جميعها مستهدفة للايقاع بشيعة العراق في صراع (ونحن نعمل بجد من أجل مواجهة هذه المخططات).

“فتش عن أميركا”. جريدة (الزمان) – العدد 1599 – التاريخ 1 – 9 – 2003.