20 أبريل، 2024 3:07 ص
Search
Close this search box.

يتفل بلحية السلطان

Facebook
Twitter
LinkedIn

وهذا يضرب للمقتدر الذي يستطيع ان يفعل اي شيء، ويحكى في هذا ان رجلين تخاصما في المقهى، فتفل احدهما بلحية الثاني، فذهب المجني عليه الى القاضي، فأحضر القاضي الجاني، وقدم المجني عليه شكواه واشهد الجالسين بالمقهى  على فعلة خصمه، فقال القاضي للجاني: لماذا تتفل بلحيته، فقال الجاني: استطيع ان اتفل بلحيته ولحية الاكبر منه، حتى بلحيتك انت مشيرا الى القاضي، وانا امتلك فرمانا من السلطان بموجبه استطيع ان اتفل بلحية اي شخص، ثم اخرج ورقة مطوية وسلمها للقاضي، ففتحها القاضي ورآى فيها خمسين ليرة ذهبية، فطوى الورقة ووضعها بعبه، والتفت الى المدعي وقال له: اذهب الى بيتك ولاتأتي على ذكر هذه القصة، ( تره هذا يكدر يتفل بلحية السلطان، مو بس بلحيتك وبلحيتي)، وبحسب حكايتنا هذه فان رئيس اقليم كردستان الذي انتخب رئيسا مدى الحياة سيتفل بلحية السلطان العثماني على اساس الاتفاق الذي جرى بين عبدالله اوجلان واردوغان ورئيس الاقليم، حيث سيستقبل بموجبه هذا المسعود اربعين الف مقاتل من حزب العمال التركي وسيوطنهم في الاراضي العراقية، وسيسعى الى طلب حصصهم التموينية من حكومة بغداد التي لم تعرف منين تجيها الكفخة، وهي لاتفعل شيئا سوى ان تصد الضربات، حتى صار المثل يضرب عليها لا لها: ( طكني وشكفته)، وهذا رجل كان يتفاخر بمآثره، ويحكي قصة آخر كان يكيل له الضربات وهو يفتخر انه كان يصدها ولم يتأثر منها، فقالوا له الم تخش ان ضربة من هذه الضربات تفلت وتنهي حياتك، فصمت.
ان قضية مسعود واضحة للعيان ولاتحتاج للشرح، سيلوي ذراع حكومة بغداد، وسيشجب من يشجب ويستنكر من يستنكر، وبعدها تعبر القضية، ثم يتجه بهذه القوات المدربة ليتفل بلحية اردوغان، ولسنا حزينين على هذا بقدر حزننا على سيادة العراق التي انتهكت والمجازفة الكبيرة التي يجازفها مسعود ليعرض الكرد العراقيين الى الابادة، فتركيا لديها سوابق في ابادة الشعوب، والضحكة الفقيرة التي يضحكها اردوغان ربما ستنقلب الى صرخة مدوية تأتي على الشعب الكردي بالويلات، اضف الى ذلك ان الاتفاقات الجانبية التي يجريها رئيس الاقليم لاتحظى بموافقة الشعب الكردي ولاحتى البرلمان، ولكنه يفرضها فرضا، حيث رئيس الحكومة ابن اخيه، والثقل الاكبر يمثله حزبه، وبعد هذا كله فهو لايسأل عما يفعل وهم يسألون، لم نكد نخرج من ازمة القضايا المعلقة بين حكومة بغداد وحكومة الاقليم، حتى خرج لنا مسعود بأزمة كبيرة سيطول الجر والعر فيها، وهذا الامر محسوب بدقة متناهية، لقد صار رئيس الاقليم يطمع باكثر مما كان يطالب به، ولو ان سياسيينا محنكين ومجربين لأعطوه الاقليم منذ اول يوم دخلت فيه القوات الاميركية في بغداد، وارتاح العراق المتبقي من هذه الاعمال العدوانية التي تؤكد وجود بصمة مسعود عليها لا لشيء وانما لأختفاء القاعدة في كردستان، وابتعادها عن الاعمال الارهابية هناك، في حين ان الدك صار جميعه على بغداد لأزهاق روحها، ولتبقى كردستان ملاذا آمنا لكل واحد يريد ان يصبح ثوريا في وقت لم يبق للثورة فيه طعم، وانما صارت تستجدي زخمها وبقاءها من الدول الضالعة في القتل وحرمان الشعوب وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل، اننا امام تغيير سيطول الكثير من المفاهيم والمصطلحات، حيث ستتزعم حركات التحرر اميركا اولى الدول التي وقفت ضد الثوريين وضد حركات التحرر، والربيع العربي شاهد على هذا، وكذلك ال300 الف جندي الذين تدربهم اميركا في الاردن لدخول سوريا شاهد آخر على عفونة هذه الدولة وتحركاتها المشبوهة، وستراتيجيتها التي لاتخلو من شيطنة، ومسعود بتحالفه مع اميركا يظن انه قادر على ان يتفل بلحية تركيا والعراق ولحية الشعب الكردي.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب