يستطيع اي مواطن ، بعد ان يكون مقتنعا ويمتلك النية الصادقة والشجاعة الانسانية الكبيرة ، ان يصل الى المركز الوطني لنقل الدم الموجود في مدينة الطب من اجل تبرعه بشكل طوعي لانقاذ ارواح الجرحى والمصابين الذين اصيبوا في العمليات الارهابية الجبانة التي لم تترك سنيا ولاشيعيا ولامسيحيا ولاصابئيا ولامندائيا الا وتعرضت له ، ولافرق عند زارع العبوة ومفخخ السياراة ومرتدي الحزام الناسف بين هؤلاء لانه مشروع قاتل محترف الخسة والجبن والنذالة وفقدان الضمير ولكننا نستطيع ان نقتل مشاريع هؤلاء من خلال عملية تبرعنا بالدم ونقف مع من يستحقون قطرة دم في حالات النزيف والاصابات الخطيرة .
العاملون في المركز الوطني لنقل الدم في الوجبة المسائية ليوم 21/ 3 ، من هذا الشهر وهم رعد مزعل وكريم ماهر وشاكر ساجت ومحمد حسين وحميل عبود وفريد مهدي وسيف سعد وعلي عبد نايف وغازي عبد الواحد وحسن كاظم وعلي رمضان وحسين حسن وعلاء عبد الهادي كانوا يستحقون الاشادة والاحترام لكونه يتعاملون مع المتبرعين بمنتهى اللطف والانسانية ولاينسون المزاح معه بطرق محببه تزيل التوترات الموجودة في المستشفى ، واذا ماكان منظر الدم غير مريح ولايمكن ان يكون كذلك في يوم من الايام ، الا انه كان اجمل منظر بالنسبة لي يوم 21 من شهر اذار الحالي عندما جاء احد الاشخاص وهو في حالة يرثى لها لكونه كان بأمس الحاجة الى دم لمريضه (كميل مؤيد ) وقبل ان ينهي كلامه مع الموظف المسؤول بادرته بالقول ، سأتبرع لك بدمي برغم ا نامي العزيزة الغالية كانت ولاتزال ترقد في العناية المركز في مدينة الطب وربما يتطلب وضعها الصحي الصعب الى دم ، همس بأني قائلا ( ان هديتك موجودة ) لاسيما ان صنف دمي نادرا وغير متوفير ، بصراحة ضحكت وقلت له ان هديتي اكبر من هديتك عشرات المرات بل ملايين المرات لكونها ستأتيني من السماء فضلا على ان انقاذ حياة مريض تفوق عند المتبرع كل كنوز الدنيا ، لم يعرف ماذا يقول ثم استلم (دمي) وذهب بشكل سريع الى مريضه ..
لم اكن الوحيد الذي ذهب بشكل طوعي للتبرع بدمه بل كان هناك اشخاصا اخرين اظهروا سعادة كبيرة وهم يبادرون بهذا الفعل الانساني الكبير وعندما خرجت من المركز الوطني لنقل الدم نظرت الى السماء وانا ابكي وتذكر الاية الكريمة التي تقول ( من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل قتل الناس جميعا ، ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا )