قبل أن أبدأ بالكتابة أعلم انك لن تقرأ ولن تسمع وليس هناك من بين مستشاريك من يوصل إليك رسائلنا .. لن نترك الكتابة رغم علمنا بضحالة الذين يحيطون بك أحاطة السوار بالمعصم فأبعدوك عن سواء الصراط (( الظلم : وضع الشئ في غير موضعه ، وهو ايضا عبارة عن التعدي عن الحق الى الباطل وفيه نوع من الجور ؛ إذ هو الانحراف عن العدل .. والظلم يجلب غضب الله الجبار ، ويتسلط على الظالم بشتى انواع العذاب ، وهو يخرب الديار ، وبسببه تنهار الدول ، والظالم يُحرم شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع انواعها ، وإن عدم الأخذ بيد الظالم يفسد الامة .. والظلم دليل على ظلمة القلب وقسوته ، ويؤدي الى إصغار الظالم عند الله وذلته .. وما ضاعت نعمة صاحب الجنتينإلا بظلمه ” الكهف : 35 – 36 ” ؛ وما دمرت الممالك إلا بسبب الظلم ” الانعام : 45 ” – ” القصص : 40 ” – هود :
82- 83 ” – ” العنكبوت : 40 ” – ” الفرقان : 27 ” …. والظلم من المعاصي التي تعجل عقوبتها في الدنيا ، ولا تقوم له قائمة إذا إرتفعت أكف الضراعة من المظلوم .
يقول العارفون : الظلم ثلاثة : ظلم لايُغفر ، وظلم لايُترك ، وظلم مغفور لايُطلب .. فأما الذي لايغفر فالشرك بالله ، والعياذ بالله –” النساء : 48 ” ، واما الذي لايُترك فظلم العباد بعضهم بعضا ، وأما الظلم المغفور الذي لايُطلب فظلم العبد لنفسه .
قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لاتُقتل نفسا ظلما إلا كان على إبن آدم كفل – نصيب – من دمها لأنه كان أول من أسن القتل ) رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه ، وقال عليه الصلاة والسلام : ان الله حرم الظلم على نفسه وجعله بينكم محرما فلا تظالموا ، رواه مسلم والامام أحمد ، ) اما سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه فيقول : من بالغ في الخصومة أَثِم ، ومن قصَر فيها ظَلَم ولا يستطيع ان يتقي الله من خاصم – نهج البلاغة ص/607 – .
نادى – ذات يوم – رجل الخليفة سليمان بن عبد الملك وهو على المنبر : يا سليمان ! إذكر يوم الأذان ، فنزل سليمان من على المنبر فقال له : وما يوم الأذان ؟ فقال : قال الله تعالى : فأذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين ” الاعراف :
44 ” ورحم الله ابا العتاهيه الذي يقول : أما والله إن الظلــــــــم لؤم وما زال المسئ هو الظلوم الى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصـــــوم
ستعلم في الحساب إذا التقينا غدا عند الإله من الملوم ؟ فكما انتهت قصة فرعون بالغرق والاحزاب بالريح ، وعطا تورك بالنمل الاحمر ، وابرهة بحجر السجيل ، وقارون بالخسف ، وصدام بسطوة أميركا ، وكل من على عبد الله صالح و زين الدين بن علي وحسني مبارك بثورة شعوبهم سيأتي عليك يوم ايها المالكي لتجني ما زرعته من شرور أحرقت الاخضر قبل اليابس وأزهقت الالاف من ارواح العباد دون وجه حق ، فو الله سيكون يوما أسودا وهو قريب جدا بل هو أقرب ! ، وقبل ان يحل عليك ذلك اليوم اود ان أعظك موعظة أخيرة لوجه الله تعالى : إذكر عند الظلم عدل الله فيك ، وعند القدرة قدرة الله عليك ، لايعجبك رحب الذرا عن سفك الدماء فإن له قاتلا لايموت ! ، وإياك من دمعة اليتيم ، ودعوة المظلوم فإنها تسري بالليل
والناس نيام . )) اللهم إني نصحت ووعظت وبلغت لإكثر من مرة ، اللهم أنك تعلم حاله ومآله فإن كان فيه خيرا يرتجى اللهم فأصلح حاله ، وإن لم يكن فعليك به وبكل من يؤيده ويترضى عنه وأجعل عاقبة أمره خسرا .
وختام كلامي موجه الى من ابتلي بظلم المالكي وأعوانه من فرس وجهلة ومعممي الباطل والدجل والكذب ، أذكر لكم قول ابن القيم رحمه الله : من لاح له الأجر هانت عليه التكاليف / ومن لاح له كمال الآخرة هان عليه فراق الدنيا ، فإذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن انت بالله ، وإذا فرحوا بالدنيا فأفرح انت بالله .. ما أغلق الله تعالى بابا إلا فتح له بابا برحمته “. فلا تشغلوا بالكم كيف سينتهي الباطل لأنه زائل لامحالة ، ولكن إشغلوا بالكم كيف ستدافعون عن الحق لأنه باق رغم أنف الظالمين ، فهالك مغدور خير من ناج فرور والحذر لاينجي من القدر وإن الصبر من اسباب الظفر ، المنية ولا الدنية ، واستقبال الموت خير من استدباره .
ويا أيتها العقول النافرة والقلوب النائرة أنى تؤفكون ، وعن أي سبيل تعمهون ، وفي أي حيرة تهيمون ولأي غاية توفضون ألا تفيقون من نشوة الجهالة والعمالة وتريحونا من وجوهكم الكالحة وقلوبكم الحقودة ؟ ألا لعنة الله عليكم واحدا واحدا دون إستثناء ، ولعنة الله على من يؤيدكم قولا وفعلا وخطا وسكوتا وهمسا ، أقسم بالله الذي لاإله إلا هو ما أنتم ببشر يعقل إنما صخور صماء وحمير غبراء تهيم على وجوهها خوفا من أسد الضواري الذين باتوا قاب قوسين أو أدنى من قصوركم ، فإلى ذلك الحين نحن بالانتظار .