22 نوفمبر، 2024 4:50 م
Search
Close this search box.

يا نساطرة كوردستان، متى تصحو ضمائركم النائمة من غفوتها!! 2/4

يا نساطرة كوردستان، متى تصحو ضمائركم النائمة من غفوتها!! 2/4

يستمر سليمان في غيه زاعماً: النظرة الكردية العدائية تجاه الحضارة (الأكادية- البابلية- الآشورية) أسست لحالة (النفور والجفاء والكره) المستديمة بين الشعبين ( الآشوري والكردي). رغم الشوفينية والعنصرية التي اتسم بها (الفكر القومي العربي)، القوميون العرب حافظوا على أسماء الكثير من المواقع والمعالم التاريخية للحضارة (السومرية- الأكادية- البابلية – الآشورية) في بلاد ما بين النهرين، من (اربيل الى نينوى وبابل وأور وصيدنايا ومعلولا وتدمر وماري الى ديرالزور والحسكة وغيرها). لا بل الكثير من العرب العراقيين والسوريين اليوم يفتخرون بالحضارية (الآشورية البابلية السريانية) ويعتبرونها جزءاً أصيلاً من حضارتهم وهويتهم الوطنية ومن تراثهم الوطني.
ردنا على ما سطر سليمان أعلاه: حقيقة لا أعلم عن أي عداء يتكلم ويحمله الكورد تجاه أكاد، وبابل، وآشور! بلا شك، أنه يقصد أولئك الذين صاروا مثل الديناصورات، الذين ليس لهم وجوداُ على الأرض إلا في صفحات التاريخ السوداء. حقيقة لا أدري عن أي شعبين يتحدث سليمان هذا؟ هل أن زمرة من الناس… جاء بهم الاستعمار البريطاني واستوطنهم إبان الحرب العالمية الأولى في كوردستان صاروا شعبا؟؟!!. أعتذر من القارئ الكريم، أنا مرغم أن أقتبس جزءاً من مقال سابق لي كي يعرف سليمان أصله وفصله المزور. للأسف،أن الذين أطلق عليهم الاستعمار البريطاني زيفاً ونفاقاً الاسم الوثني (آشوريون) نسبة لآشور كبير آلهة الآشوريين القدامى، الذين خرجوا من التاريخ نهائياً،وانقرضوا من الوجود في القرن السابع قبل الميلاد، ولم يعد لهم حضوراً على مسرح التاريخ إلا في كتب الأساطير والحكاوي الخيالية، الشعبية، إن هؤلاء المنتحلون لاسم غيرهم، دائماً يعضون اليد الكريمة المعطاءة التي تمتد لهم بالخير والحسنة،وتنقذهم من الهلاك المحتم على أيدي أعداء البشرية. ها أن شاهداً منصفاً من أهلها يشهد لكرم الضيافة الكوردية في وطن الكورد كوردستان للمسيحيين الهاربين من مذابح السفاح تيمورلنگ (1336- 1405م) وهذا المنصف، هو الأب (اغناطيوس ديك) الذي يقول في كتابه (الشرق المسيحي) طبع بيروت:”إن النساطرة الذين نجوا من مذابح تيمورلنگ الذي قضى على جماعاتهم في إيران والعراق لاذوا بالفرار إلى الجبال في مناطق كوردستان. دعونا نقدم ما قاله عدد من علماء التاريخ والآثار، الذين أكدوا بأسلوب علمي رصين لا يقبل الشك، أن النساطرة ليسوا امتداداً للآشوريين الذين انقرضوا كانقراض الديناصورات ولم يعد لهم وجوداً ألا في بواطن كتب التاريخ والقصص الفلكلورية، ورفض هؤلاء العلماء و مؤرخو الآثار والآشوريات والأنثروبولوجيا رفضاً قاطعاً بأن تكون النساطرة أحفاد الآشوريين، من هؤلاء العباقرة، العلامة (طه باقر) أنه رفض دعوى (الآثوريين) بالانتساب إلى الآشوريين. وهذا ما قاله أيضاً مجموعة من العلماء في هذا المضمار، منهم الدكتور فاضل عبد الواحد ذنون، والدكتور وليد الجادر، والدكتور فاروق ناصر، والدكتور علي ياسين الجبوري، والدكتور سامي سعيد الأحمد، والدكتور عامر سليمان، والمؤرخ جيمس موريس، والمؤرخ الهولندي ماليبار، والمؤرخ العراقي الكبير عبد الرزاق الحسني، وعبد الحميد الدبوني، ويوسف إبراهيم يزبك، والقس سليمان الصائغ، وعالم الآثار نيكولاس بوستكيت، والمؤرخ سدني سميث، والدكتور أحمد سوسة، وكذلك المستر ستافورد وغيرهم، جميع هؤلاء،لا يقبلون أبداً دعوى (الآثوريين) على أنهم من بقايا الآشوريين. يقول (جان جوزيف) في كتابه (النساطرة ومجاوروهم الإسلام) طبع سنة (1961م) ” لقد أطلق على البعثة التبشيرية الإنجليزية التي أرسلت إلى النساطرة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر رئيس أساقفة كانتربري إلى المسيحيين الآثوريين، وأن هذه البعثة، أول مَن سمي هؤلاء النساطرة آثوريين!”. و ورد في كتاب (مفصل العرب واليهود في التاريخ) للمؤرخ الدكتور (أحمد سوسة) صفحة (596- 597) ما يلي: “حلت مجموعة تبشيرية إنجليزية من البروتستانت بين المجموعة النسطورية الخاضعة لحكم مار شمعون، محاولة إدخالهم في المذهب البروتستانتي، أنها لم تفلح، ولكنها أفلحت من إقناعهم بأن التسمية النسطورية، نساطرة لا تليق بهم، وعليهم اختيار اسم ” آثور- آثوريين” بدلاً منها، لكي ترتفع مكانتهم بين الأوساط العالمية، وتجعلهم أحفاد (الشعب الآشوري القديم)، ويضيف المؤرخ الدكتور (أحمد سوسة): لقد لعبت الدعاية الواسعة التي نشرها المبشر الإنجليزي (ويجرام) وهو الذي نشر هذا الاسم (آثوريين) رغم أن هؤلاء النساطرة لم يعرفوا أنفسهم بهذا الاسم، إلا بعد مجيء هؤلاء المبشرين في أواخر قرن التاسع عشر”.وبهذا الصدد يقول (توفيق السويدي) (1891- 1968م) في مذكراته، للعلم، أنه شغل منصب رئيس وزراء العراق لأربع مرات: ” كان الكولونيل البريطاني (جيرارد ليجمان) قد عنت له فكرة إسكان هؤلاء النساطرة في قرى الشريط المحايد لـ(تركيا) كنوع من العقاب للأكراد الذين ثاروا ضد الإنجليز مرتين، ويضيف توفيق السويدي: بأن هؤلاء النساطرة الذين جلبتهم بريطانيا، لديهم قناعة تامة بأنها ستؤسس لهم وطنا قومياً مستقلاً في منطقة الموصل حيث نينوى عاصمة الآشوريين القدماء، وبذلك تجعل منهم قاعدة ترتكز عليها السياسة الاستعمارية لتستخدمها كنافذة مفتوحة لمراقبة تحولات الأمور في منطقة الشرق الأوسط. انتهى الاقتباس.إن سليمان يستمر في الجزئية الأخيرة في الفقرة أعلاه إدعاءاته عن أسماء بعض المناطق في سوريا والعراق كما يسميها. يا حبذا يقول لنا سليمان، ما معنى نينوى؟ ما معنى أربل؟ أرجو أن لا يقول “أربع إيلو” لأن اسم أربل موجود في التاريخ قبل مجيء الآشوريين إلى منطقة موصل (نينوى)؟. أما أنه يزعم أن القوميين العرب يفتخرون بهذه الأسماء لأنهم يقولون: إنها أسماء عربية، وكذلك يقولون:إن الطوائف المسيحية من إفرازات العرب؟. بالمقابل، يعرب هؤلاء القوميون العرب الأسماء الكوردية في كل من جنوب كوردستان (العراق)، وغرب كوردستان (سوريا). بما أن سليمان من سوريا أستثني الأسماء الكوردية التي استعربت في جنوب كوردستان (العراق). وأضع أمام سليمان الأسماء الكوردية التي تم تعريبها بمراسيم جمهورية في غرب كوردستان (سوريا) وطرد أهلها الكورد منها. لقد قام النظام العنصري في ستينات القرن الماضي بإحصاء استثنائي في “الجزيرة” وسحب خلاله الجنسية السورية من 200,000 ألف مواطن كوردي ليس لشيء سوى لأنهم كورد لا غير. لقد قام النظام السوري العنصري بتنفيذ سياسة أكثر عنصرية من ذي قبل، إلا وهي الحزام العربي على الحدود المصطنعة مع جنوب كوردستان بطول 370 كيلومتر وعمق 15 كيلومتر واستيطان الأوباش من العشائر العربية مكان الكورد، الذين هجروا قسراً من بيوتهم وأراضيهم. لقد قدرت المساحة المصادرة من الكورد حينها بنصف مساحة لبنان، والعوائل الكوردية المهجرة منها بأكثر من 9000 عائلة كوردية جردت من أراضيها التي امتلكوها أباً عن جد. للعلم، أن اتخاذ قرار تنفيذ الحزام العربي العنصري جرى في مؤتمر القطري الثالث لحزب البعث المجرم في سوريا عام 1966 وجرى تطبيقه عام 1974بقرار عروبي عنصري بغيض يحمل رقم 521. وقام النظام فيما بعد بتعريب جميع الأسماء الكوردية. على سبيل المثال وليس الحصر، قرار مركز محافظة حلب رقم /39/ في تاريخ 14/4/1977 باستبدال أسماء القرى والمزارع في محافظة حلب بالأسماء الجديدة: جومكة صارت جميلة، جويق صارت الخضراء،خلنير صارت النيرة،عرب ويران صارت العروبة، ويركان صارت البياعة. وفي مناطق أخرى في غرب كوردستان: كرداري صارت دير ياسين،برابيت صارت خان يونس، كربيراباشا إلى قنيطرة،سويديكاكشي إلى يافا!!، رك آفا إلى حيفا. لقد غير العنصريون كاني مترب إلى الكاظمية!!، وبليسة إلى كربلاء. وغيروا مزري إلى منصورة الخ. وهكذا جرى تغيير الأسماء الكوردية في كل المدن والقرى الكوردية في غرب كوردستان. وفي عام 1998 حسب قرار يحمل رقم 2123 صادر من وزير الإدارة المحلية جرى تبديل أسماء 97 قرية في محافظة حسكة حيث تم تغيير اسم تربة سبي إلى القحطانية، گرداهول إلى تل المطر،مزگفت إلى وهران،توبز إلى تشرين الخ. توجد تحت يدي الآن مئات الأسماء الكوردية التي تم تغييرها في غربي كوردستان بقرارات رئاسية وبدافع عنصري عروبي بغيض إلى أسماء عربية. ها يا سليمان، أسماء مدن وقرى ومزارع… من يتم تغيرها؟؟ أسماء الكورد؟ أم غيرهم مم يرقصون على أنغام العنصرية العروبية…؟؟.
ويستمر سليمان بحبك الأكاذيب الرخيصة زاعماً: الأكراد لم يكتفوا بـ “تكريد الجغرافية الآشورية” الخاضعة لسيطرتهم، هم يعملون، بطرق وأشكال مختلفة، على تكريد وتزوير(حضارة بلاد ما بين النهرين).
ردنا على ما زعمه سليمان: إن سليمان هذا، يصف الكورد، كأنهم أمريكا، لديهم كل هذه الإمكانيات الجبارة، لتغيير كل شيء على الأرض كيفما يشاؤون!!. لقد بينا لك أعلاه، كيف أن الاستعمار البريطاني غير جغرافية كوردستان حين استوطن النساطرة في جنوب كوردستان رغماً عن شعبه الكورد. إذا تريد لدينا الكثير من المصادر التي تقول أنكم كنساطرة أستوطنكم الاستعمار الغربي في كوردستان. حتى أن الآشوريين الذين أفنوا عام 612 ق.م. كما أسلفت لك كانوا من الشعوب المهاجرة إلى نينوى من شمال جزيرة العرب. لكن هل تستطيع أن تبين لنا من خلال وثيقة معتبرة أن الكورد الأصلاء هاجروا إلى كوردستان من موطن آخر؟؟ أم أنهم ولدوا مع صخورها؟. قل لنا أين ومتى استكرد الكورد حضارة بلاد بين النهرين؟؟ هات نموذج لنا، ونتناظر عليه معك، أو مع كائن من كان من غير الكورد على عائديتها لمن تكون؟.
“الكذب لا يخفي الحقيقة، إنما يؤجل انكشافها” (ألدوس هكسلي)
يتبع

أحدث المقالات