23 ديسمبر، 2024 5:53 ص

يا نساء العراق اتحدن ضد الرجال

يا نساء العراق اتحدن ضد الرجال

العبث السياسي في العراق وصل حدود اللامعقول ، رجال يزاولون السياسة بمزاجية وافتراضات ذهنية وصراعات مصالحية ، ولا يعرفون حدا لاجتهادتهم السياسية المرتجلة ومدى الاضرار التي يسببونها للبلاد والعباد …  رجال وكتل هيمنوا على الوضع السياسي  في العراق بقدرة قادر ، يعملون ويتصارعون ويختلفون ويتفقون بلا منهج سياسي معلن ولا خطة عمل واضحة الاهداف وانما مجرد شعارات هي اقرب الى هتافات المظاهرات والمسيرات … وبعض من يطوفون في الباحة السياسية يتمتعون بقدر مذهل من الامية المعرفية ليس فقط في الامور السياسية وانما حتى بالمفهوم المعروف للامية، ومع ذلك نراهم يتشدقون بتصريحات عالية النبرة في اخطر الامور الوطنية !!
دوامة العبث السياسي هذه تدور منذ سنوات ، بتناقضاتها العجيبة الغريبة ، كتل وافراد تتصارع وتهاجم بعضها البعض وتتظاهر ضد بعضها البعض وهي تجلس جميعا في حكومة واحدة ، تزعل وتتصالح ، تريد ان تلتقي وتتحاور ، ولا تلتقي ولا تتحاور ، … والناس يعانون .. والمشاريع تتلكأ … والاقتصاد يتعثر .. وسمعة العراق تتدهور .. وهم لاهون عابثون  يسهرون معا في الليل وفي النهار مختلفون ، منسحبون ، عائدون , مسافرون قادمون ، يجتمعون مع جهات اجنبية في الخارج وعندما يعودون ينكرون … يدعون الوطنية ويتصرفون بما يمكن ان يضر الوطن ومصالحه …
كيف نخرج من دوامة العبث السياسي هذا الذي يقودوه رجال يتمتعون بكل تناقضات الدنيا ؟ ولا يهمهم سوى تأمين موضع اقدامهم في ديادين المصالح ؟
الحل عند المرأة …
عند نساء العراق …
ولا اقصد اؤلئك النسوة اعضاء البرلمان اللواتي تنازلن عن كل حقوقهن حتى تلك التي نص عليها دستورنا الاعرج (25% من المناصب الساسية للمرأة ) واستسلمن امام رجال السياسة ولذن بالصمت الخجول سعيدات بما يشملهن من امتيازات وحمايات ومخصصات وواجهات اجتماعية ورحلات وجوازات سفر حمراء يتباهن بها في المطارات !!
ليس لكلامي هذا علاقة باليوم العالمي للمرأة الذي يتم الاحتفال به بعد ايام (8 آذار/مارس) في جميع انحاء العالم  للمرأة صانعة التاريخ، على امتداد القرون من أجل المشاركة في المجتمع وقضايا الشعوب الداعيات لـ “الحرية والمساواة، والأخوة” وان تكون المرأة  اكثر فعالية في مجتمعاتها
اعود فاقول ان المرأة هي التي تستطيع انقاذ العراق من عبث رجال السياسية المعاصرة في بلدنا … وان تجبرهم على انهاء هذه الخلافات التي في معظمها مختلقة لاسباب فأوية او ذاتية ، وان تجبرهم على ان يضعوا حدا لما يسببونه للعراق والمواطنين من ضرر وأذي وحرمان وجوع وبطالة وتشرد وقتل ودماء …
والطريقة التي ساقترحها على المرأة العراقية لتحقيق هذا الهدف الوطني الكبير والمهم ، قد تبدو غريبة ، او مفاجأة ، او جريئة … ولكنها مجدية ومجربة …
ببساطة تامة انا ادعو نساء وعشيقات وحبيبات رجال السياسة في العراق الى الاضراب عن رجالهن . الى العصيان ، الى حرمانهم من الحب ، بصراحة اكثر ، الى حرمانهم من ممارسة الحب ، حتى  ينهوا عبثهم السياسي وخلافاتهم المفتعلة ويلتفتوا الى مصالحة الوطن ويهتموا بالتنمية والخدمات العامة وشوؤن المواطنين اكثر من اهتمامهم بمصالحهم الفردية ..ان يضعو حدا لمعاناة العراق والعراقيين !
ومقترحي هذا شرعي وفعال وله سوابق تاريخية …
شرعي : ان الله عز وجل اعتبر ” هجر المضاجع ” نوعا من العقاب للمخطئ المسيء  والمذنب (…وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ – سورة النساء )
فعال : ان الرجال ضعفاء امام المرأة ولا يطيقون الحرمان من الحب / الجنس …… وللمرأة تجارب ناجحة في هذا المضمار في الحياة الخاصة  للوصول الى تحقيق مراميها مع الزوج او الحبيب .. والرجال سيرضخون في النهاية حتما
تاريخيا : لجأت المرأة  عبر التاريخ الى هذا المنهج – الحرمان للضغط على الرجال لتحقق اهداف عامة ،،، واذكر حادثتين من التاريخ ..
الاولى تعود الى قبل الفين وخمسمئة سنة في اليونان ، عندما كانت الخلافات مشتعلة بين اثنيا واسبارطة ، والسياسيون يعبثون بشؤون البلاد ويعرضون مصالح الناس للخطر ، وتقودهم اطماعهم الذاتية للزعامات ، ولا يبالون بقضايا الناس وهموهم ( كما هي الحالة الان في العراق ) قام الشاعر المسرحي الكبير أرسطوفان   بدعوة  نساء اليونان في عام 411 قبل الميلاد أن يعملن لحقن الدماء. بأن يحرمن ازواجهن من متع الحب حتى يعقدوا الصلح وانهاء الخلافات، وتتضامن مع نساء اثنيا نساء اسبارطة ( يعني نساء كل الكتل السياسية ) وينفذن تلك الخطة الذكية بقيادة المرأة العظيمة ليسسترا ، وعندما يدرك الرجال ما تقوم به النساء ويحتجون بان لا شأن للمرأة بالسياسة ، تخاطبهم ليسسترا    ((… لقد صبرنا عليكم كثيراً في الحروب الماضية…  وكثيراً ما كنا نسمع، ونحن في منازلنا، أنكم قد أخطأتم في تقرير أمر من الأمور. … وسألنا “كيف يحدث ان تسير الأمور بهذه السخف على أيدي الرجال؟”. وتجيبون : إن النساء يجب أن يبتعدن عن شئون الدولة، لأنهن عاجزات عن تصريف شئون المال .كيف لا يستطعن؟ من يدبر شؤون بيوتكم غير النساء .. فطالما دبرت الزوجات شئون أزواجهن المالية لخيرهم ولخيرهن”. وتنجح خطة ليسسترا وينصاع الرجال ويبدلون من مواقفهم وسلوكهم السياسية وينهون صراعاتهم  ليعم البلاد السلام والوئام …
وهنك مثال اخر بهذا الاتجاه من التراث العربي القديم قصة بهيسة بنت اوس بن حارثة بن لام الطائي التي ابت على زوجها الحارث بن عوف في ليلة زفافها ان يدخل عليها ،. متذرعة باسباب شكلية وحجج واهية  وتكرر ذلك في ثلاث ليلبس متباعدة  فلما اراد الحارث ان يعرف السبب الحقيقي  لتمنعها .. قالت بهيسة : والله لقد ذكرت لي من الشرف ما لا أراه فيك؟أتفرغ للنساء، والعرب تقتل بعضها بعضا ً!!
تقصد بهيسة تلك الحرب بين عبس وذبيان التي  سببت الخراب وعذاب الناس وزرعت البغضاء بين العرب .. وسألها زوجها الحارث  فيكون ماذا؟؟ قالت بهيسة أخرج إلى القوم فأصلح بينهم، ثم ارجع إلى أهلك فانهم لن يفوتوك ما تريد.
وخرج الحارث ومعه وجهاء العرب ومشوا بالصلح بين القبائل العربية  فاصطلحوا وزالت الخلافات بينهم ، فمدح زهير بن أبي سلمى الحارث بالقصيدة المشهورة:
أمن أم أوفى دمنة لم تكلّمِ
بحومائة الــدراج فالمتثلّم
من منكن يا نساء العراق بهيسة او بهيسات ويقمن بما يجبر ازواجهن على انهاء خلافاتهم الهجينة وانقاذ العراق من شرور السياسة الباغية ،
من منكن تتحزم لانقاذ الوطن بمقاتلة الرجال بالسلاح الذي قد يفهمونه .. سلاح الحب .. والعاطفة … وهجر المضاجع والحرمان من المودة حتى ينصلحون  …
(( ملاحظة  – مقترحي هذا غير موجه الى النساء المشاركات شكليا بالعملية السياسية – داخل وخارج البرلمان – والراضيات بما هو مقسوم لهن من دور باهت في الشأن السياسي .. هؤلاء ادعوا ازواجهن الى هجرهن بالمضاجع ))