يا مكناسة ثوري ثوري , ضد الحوت وضد الزوري , بعد أشهر من الاحتجاجات والتظاهرات وبعد مخاض عسير, يبدو أن التجمعات والتنسيقيات وعلى أختلاف مسمياتها وتطلعاتها , محتجون , متظاهرون , متأنقون , أقليميون , سيلفيون , والتي أصبح عددها أكثر من عدد الاحزاب والكتل قد أتفقت أخيراً على توحيد رؤاهم وشعاراتهم بعد أن كانت متفرقة كشعار بأسم الدين , وشعار جمعة ورة جمعة , وترحيل الاحتجاجات الى مستوى وبعد أخر عابر للأسوار والجدران بعد أن أكتشفوا سلاح جديد لمحاربة الفساد والمفسدين هو ( المكناسة ) وبالفعل قد هرع المتظاهرون لأقتناء السلاح الجديد والذي أسموه بال ( مكناسوف ) لرخص ثمنه حيث أن سعره فقط دولارين ولتوفره بالاسواق المحلية لكون الدولة تسمح باستيراده من الصين , وقد رفع هذا السلاح من الروح الوطنيه لأصحاب المحلات التي تبيعه وتم تخفيض ثمنه ليصبح دولاراً ونصف دعماً لأستمرارية التظاهرات وأدامتها .
وتُوصف المكناسة بأنها سلاح ذو حدين , الاول يدوي وهو يستخدم في عمليات تنظيف الاوساخ والنفايات العادية , والثاني وهو نص توماتيكي وهو مصمم فقط لتنظيف البيئة من المفسدين من خلال حساسات في الخيوط البلاستيكية التي يتم بواسطتها عملية الكنس , حيث تقوم تلك الحساسات بالأستشعار من خلال بيانات دقيقة ترسلها منظمة الشفافية العالمية بواسطة موجات صوتية سرية تُمكّن المكناسة من تمييز المفسدين عن غيرهم , وقد أعترفت كافة المنظمات الدولية بقدرة السلاح الفعالة وأنها مستعدة للتعاون في هذا المجال ما عدا منظمات غسيل الاموال التي أشترطت وجود جيل آخر من هذا السلاح وهي ( الشفاطة ) , حيث نحتاج الى الشفاطة لتمشيط المناطق التي يتواجد بها المفسدون بعد القضاء عليهم بواسطة سلاح المكناسة , وبعد الانتظار الطويل والتسريبات الاعلامية المظللة , أخذ الاعلام يُظهر صوراً ومقاطع فيديوية لمتظاهرون ومحتجين وهم يبتاعون تلك الاسلحة , وأخذت اللقاءات تنقل التصريحات الخطرة التي يتداولها الثوار واستعدادهم للتضحية ومطالبتهم بالكشف عن المفسدين والاموال المنهوبه والموازنات الانفجارية والا فالمكناسة والشفاطة لها .
كما أكدت جهات مختصة بأن هذه الاسلحة ستأخذ شكلا متطوراً في الفاعلية والحجم والاختصاص وسوف يتم أستعمال المواد المحلية فيها بالنظر للظروف المادية التي يمر بها المتظاهرون وهم في الاغلب الاعم عاطلون عن العمل حيث سيلجأون الى أستخدام المكناسة المصنعة من خوص النخيل وتفعيلها في المؤسسات والمديريات التابعة للحكومة لأستكشاف الموظفين الذين يؤمنون بمبدأ الرشوة كحيلة شرعية لتمشية المعاملات وعزلهم عن أقرانهم النزهاء والذين يؤخرون المعاملة لفترات زمنية طويلة وحسب التعليمات الوزارية البيروقراطية , وبهذا أصبحت المكناسة اليوم رمزاً ثورياً معترفاً به من قبل منظمة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة , وقد أقترح البعض بأن يكون هناك علم خاص بمكافحة الفساد المالي وأن تكون صورة المكناسة هي التي تتوسط العلم , هذا المنجز قد أعطى المتظاهرين حافزاً وطنياً لتوحيد جهودهم وتشكيل كتلة سياسية عابرة للفساد والمفسدين وأسمها ( مكناسيون ) أو ( المكناسة أولاً ) والتي ستأخذ على عاتقها القضاء على الفساد المالي والاداري المستشري في كافة القطاعات وأرساء مفهوم الوطنية والنزاهة في المجتمع العراقي وتوحيده وتأسيس الاليات التي بموجبها يستطيع المواطن أن يراقب الاداء الحكومي عن طريق حمل سلاح المكناسة الاوحد .
وقد أستشعر السياسيون على أختلاف مناصبهم وسلطاتهم خطورة السلاح الجديد كونهم لايستطيعون التعامل معه لأنه من طراز جديد وغير مسبوق وليس كالأسلحة التي أُستخدمت عندما كانت الاحتجاجات في أوجّها حيث أستطاع الساسة أمتصاص موجة الغضب العارمة التي صاحبت تلك الاحتجاجات وبرحابة صدر على الرغم من أستخدام المتظاهرون أنواع الاسلحة المخجلة , وعلى أثر ذلك أجتمعوا لأصدار قرارات حتمية لحماية العملية السياسية من فتك سلاح المكناسة الجديد ومن تلك القرارات هو منع تداول المكانس في كافة المقار الحكومية , والاتصال بمصنعي ذلك السلاح لازالة الخاصية الاستشعارية بالفساد وتعطيلها في كافة المكانيس التي أُستوردت من قبل عن طريق تفعيل فيروس في النظام التشغيلي للسلاح ومن المؤمل أن يتم أطلاق هذا الفيروس وتحديثه قبل كل يوم جمعة , وقد أُطلق على الفيروس أسم سري حيث أسموه ( بالكتلة العابرة ) وله كود خاص وهو ( تكنوقراط ) وقد تم التعامل مع الشركة بكل شفافية وبدون كومشنات ولا منا ولامنا .
وبدورنا ندعو المثقفين والكُتاب والشباب الواعي والنخبة أن تؤسس الى منهج علمي مبني على أسس حضارية في الترويج لتلك الاسلحة التي سيكون هدفها الاول والاخير هو القضاء على الفساد وبأن تلك الاسلحة لن يكون لها أي تأثيراً على من يمتلك الروح الوطنية المخلصة , وأن تؤخذ على محمل الجد كل الخطوات التي تساند ذلك التوجه ومن أي ثقافة دينية كانت أم علمانية , وأن يكتبوا عن الاشخاص الذين ظهروا على العلن وهم يحملون المكناسة لما لها من دلالات رمزية وتأويلات فكرية ثورية يمكن أن تهز وتُسقط عروش المفسدين , وأن تكون هناك صحوة عالمية لمكافحة آفة الفساد وحشراتها الضارة , أضافة الى نشر ثقافة ألاستخدام الواعي لتلك الاسلحة بعد أن تنجح الثورات وأستخدامها في النظافة العامة حيث يتفق على هذا المبدأ الجميع وقد تكون المكناسة هي الرمز المنسي الذي يجمعنا لنستظل بظلاله في أيام الصيف الحار حيث تنقطع الكهرباء عنا ويتنعم المفسدون بالنسيم البارد , وسنبقى ثائرين وسنحطم بالمكناسة قصور الفاسدين .