23 ديسمبر، 2024 8:10 م

يا ميزان ياصاحب الحس اسمعت بمقتل عدنان

يا ميزان ياصاحب الحس اسمعت بمقتل عدنان

الموت هو قانون الحياة ٠٠ والحياة  هي العد التنازلي للسفر الى عالم  المجهول  ٠٠ والسفر هو الموت الذي هو سنة الحياة ٠٠ في العراق بات الموت موروث حضاري فاينما تجولت في مدن العراق لابد ان تجد علامة دالة تؤشر لك نهاية انسان لكنك مهما تجولت في مدن العراق لن تجد علامة  دالة تؤشر لك ميلاد طفل لان العراق يسير عكس عقارب الساعة فهو يعجل نهاية سكانه فخطوط الطول والعرض كلها باتت لها نهاية وليس لها بداية ٠٠ فالموت صار تعبير حي عن فرح غامر يشعر به السكان الذين يعشقون بالفطرة اللون الاسود الذي بات هو  الغالب من بين الالوان حتى طعامهم  باتت تلتهمه الديدان التي تعشعش تحت قبة البرلمان  ٠٠ العراقيون حياتهم باتت ممله في زمن المذلة ان سألتهم عن مجد غابر قالوا نحن اول من سن القانون نحن اصحاب المسلة وان حاججتهم بالحاضر قالوا الحاضر بلا ماضي يضيء افله  ٠٠ فبتنا في زمن الجهل والغشاوة نعيش عيشة مذلة فلا استفدنا من  تجارب الماضي لنبني بلدا ولا ارتقينا بالحاضر لتعيش شعوبنا ابية  ٠٠ بتنا نعيش عصر الانفجارات ونزداد ذلا وانكسارات بتنا شعوبا تعشق الشهوات والنزوات والحماقات بات دمنا رخيصا واصبحنا نعيش عصر الحيص بيص او عصر المسرات عصر الانس والملذات وان سألت سياسي قال  نحن نعيش عصر الملذات وهي فرصة ولا يهمنا من قتل ومن مات ٠٠ وانا اقول لهم ٠٠ بات الدم في بلدي رخيصا ٠٠ كل الاجساد في بلدي تحمل دما حارا ملتهبا الا الساسة فدمهم بارد  وعقلهم شارد ٠٠
حتى الانفجارات باتت لاتهز عروشهم بعد ان انتفخت كروشهم ٠٠ بالامس مات عدنان واعقبه قحطان واليوم ينتظر الموت فلان وفلان ونبقى في مسيرة التغيير نلبس الاكفان وفي رواية سارويها للخلان ٠٠ في ركن منزوي قرب دكان جلست ام عدنان تبيع الخضرة للسكان بعد ان فقدت زوجها ابراهيم الربان لم تمنحها الحياة فرصة لتعيش مثل الانسان لكنها صممت ان تمسك الميزان وان تعمل بجد رغم النيران وان تربي اطفالها بعيدا عن الفاقة والحرمان ٠٠ كبر ابنها عدنان ورفض الزواج كالعرسان وعمل عتالا يسحب عربة  مثقلة بالاوزان وصمم ان يكمل دراسته العليا وان يحصل على شهادة تنير دربه وعمله المهان الذي يدر  عليه مبلغا محسوبا بالفلسان ٠٠ فكان ياما كان ٠٠ انتظرته امه وهي تحلم ان ياتيها عدنان وهو قرة عينها وطريقها للنسيان طال انتظارها ولم يأتي عدنان وانتظرت ساعات ولم يأتي عدنان فجاء من يحمل لها البشارة ٠٠  فكانت لها صعقة كالمرارة ٠٠ مات عدنان في انفجار وقع في الكرادة صوته كان  كالبركان ٠٠
صرخت ام عدنان وهي تبكي مولولة اين ابني لقد مات عدنان عريان جوعان عطشان لم يرَ من الحياة الا جزءها المهان ٠٠ صرخت ام عدنان وهي تدندن وتناشد الباري الطاعة و الغفران بعد ان فقدت وليدها عدنان الذي ما كان له ان يموت لولا كان ياما كان  ٠٠ طرق الاصدقاء و الخلان بابها وهم يحملون شهادته تراءى لها انها شهادة تخرجه  ٠٠
فرحت ام عدنان بعد ان وضعت في ركن بيتها اطار مزدان برضا طيبتها لتضع  صورة شهادة تخرج عدنان  لكنها لم تستلم غير شهادة وفاة عدنان فوضعتها في بيتها  موشحة بخط اسود لايشبه الالوان فبكت ام عدنان وعادت الى موقعها منزوية قرب الدكان وامامها عدتها من بينها الميزان فاخذت تناشده ٠٠ ياميزان يا صاحب الحس  اسمعت بمقتل عدنان اوزن لنا الحق والباطل لنعرف اي طريق نسلك بعد ان مات الحس بالانسان.