23 ديسمبر، 2024 4:51 م

يا مغرب خرب

يا مغرب خرب

يقال في الأمثال ” يا مغرب خرب ” المثل الذي قيل لكم من باب النصيحة الخبيثة التي تريدك أن تترك الخراب خلفك وكأنك لن تعود إلى المكان الذي تم تخريبه.
في كل العلاقات بين بني البشر مع بعضهم البعض ،لا بد إن يكون هناك خيط رفيع يحافظ الأكثرية على عدم قطعه من أجل احتمال عودة المياه إلى مجاريها في يوم من الأيام ومهما بلغ سبب انتهاء تلك العلاقة بينهم.
وفي تحذير مباشر للحكيم لبعض الأطراف السياسية وتحديداً دولة القانون ، بان استهداف الشركاء السياسيين ، واستهانة السيد المالكي بشركائه ، وتسقيطهم انتخابياً من خلال الملفات والدعايات والأخبار المفبركة والكاذبة ، لهي مثلبة بحقه قبل الآخرين ،كون هولاء الشركاء هم شركاء الحكم والوطن ، وان محاولة تسقيطهم والاستفراد بالحكم تمثل انعكاس خطير في المشروع الوطني العراقي ، والاقتراب من الديكتاتورية البغيضة التي عانى منها المالكي قبل غيره ، كونه ينتمي على حزبا إسلامي مفترض .
هذا الخطاب الجديد للحكيم ، والذي خرج من اعتداله ، ربما نقرأه من قساوة الخصم في ممارسته لأساليب رخيصة في إقصاء منافسيه ، لهذا بدا خطاب الحكيم متشدداً ،وبرز بعبارات تحمل التهديد الصريح ” أن تيار شهيد المحراب سيفاجئ من يتجرأ على عبور الخطوط الحمراء وشدد الحكيم خلال الملتقى الثقافي الأسبوعي على أن المجلس الأعلى لن يسمح لكائن من كان أن يلمس كرامة وسمعة أي شخصية من شخصياته السياسية والمعنوية وتحت أي ظرف أو ذريعة وقال انه في حال فتح باب التسقيط السياسي فلن يستطيع احد أن يغلقه .
أذن هي حرباً معلنة ، ويبدو الجديد فيها “حرب الملفات ” التي تستخدم فيه الأساليب الوسخة لإزالة المنافسين ، واحتكار السلطة ، بعد ابتعاد الصدر عن ساحة التنافس السياسي ، ولم يبقى إلا تيار الحكيم ، والذي هو الآخر سينال نصيبه من هذه الحرب التسقيطية . 
وهنا نطرح تساؤل على السيد المالكي ” لماذا لا يكون خيار الشعب في الانتخابات المقبلة هو  السبيل باتجاه التغيير صوب خدمة الوطن والمواطن ؟! ، ولماذا لا يكون التنافس الشريف، مهم، في الانتخابات القادمة ؟!
أذن لما لا نترك المواطن هو من يحل الإشكال والخلاف ،وبدل أن نستخدم لغة التسقيط فيما بين السياسيين ، لماذا لايعمل السياسيون أنفسهم على إقناع المواطن العراقي بانتخابهم !! ، ونكون بذلك قد حققنا أمرين في نفس الوقت ، الوصول إلى الناخب ، والتنافس الشريف بعيد عن أسلوب الضعفاء الذين وجدوا أنفسهم في نفق مظلم ، لذلك يعمدوا إلى استخدام نظرية ” الأرض المحروقة ” بدل زرع الأمل وبناء جيل جديد ، يكون فخراً للعراق وشعبه .