يقيناً و قبل كل شيء أن الإنسان لا يمتلك درجات الكمال المطلق التي تؤهله باتخاذ القرارات الصائبة دائماً في شتى مجالات الحياة بل أن منتهى الكمال المطلق هو من اختصاصات السماء التي لم تترك الإنسان يفعل ما يشاء وفق رؤيته القاصرة وكما هو ثابت للذات الإلهية المقدسة ولهذا فقد وقع أمام خياران لا ثالث لهما فإما طريق العبودية الخالصة لله ( سبحانه و تعالى ) و إما طريق الشيطان و الولوج في مستنقع الذلة و الهوان ، مستنقع الضعة و التيه و الانحراف ، وكيف لا وهذا الطريق الأخير غير معبد الورد و الرياحين بل إنه محفوف بالمخاطر و المفاجآت الغير متوقعة و التي لم تكن بالحسبان ومع كل ما ذكرناه ووما لم نذكره لعدم سعة المجال لذكره نرى أن الناس في الآونة الأخيرة أخذت تلتحق بركاب عبيد الشيطان طمعاً بالشهوات و الملذات الدنيوية من جهة ، و الاغترار مكر و أكاذيب شيطان العصر ، و قادة منهج التكفير المطلق من جهة أخرى رغم ما فيهم من مفاسد و انتهاك ما حرمته السماء ، و هتك كرامة ، و قيمة ما أعزه ، و شرفه ديننا الحنيف فكانت الخيبة ، و الخسران ، و الابتعاد عن طريق الرحمة الإلهية الواسعة ، و خير و سعادة الدارين من أبرز النتائج السلبية التي جناها كل مَنْ ركب سفينة داعش ، و أخواتها من تنظيمات ، و حركات ، و تيارات لا نعرف لها أصل ، و لا فصل ، حتى عاثت الفساد ، و الإفساد في الأرض ظهرت آثار ها في أغلب أصقاع المعمورة ، وما التفجيرات الإرهابية ، و التضليل الفكر ، و الإغواء ، و الترغيب بالمحرمات ، و جني المال بطرقٍ غير مشروعة كلها كانت حبال مكر ، و خداع ، و تضليل داعش التي استخدمها تحت مسمى الصلاح ، و الإصلاح ، و إنقاذ البشرية من ظلمات الجاهلية ، و حسب ما يدَّعون ، و يروجون له من على منابر الإعلام الفاسد عبيد الدولار ، و الدرهم لكن حقيقة الأمر التي يسعون إلى تطبيقها على أرض هو قيام دولة بني صهيون المترامية الأطراف ،وكما يزعمون هؤلاء أحباب الشيطان ،و أعوانه من جهة ، و إدخال البشرية جمعاء في دهاليز الكفر ، و الإلحاد ، و الابتعاد عن الإسلام قدر ما يستطيعون من جهة أخرى ،و أنى لهم ذلك ، فيبقى ، و الحال هذه أمام الفرد المسلم طريقان : طريق الرحمن ، و طريق الشيطان، وطريق الشيطان طريق غير مكلل بالورود والريحان؛ بل يحتوي على أشواك المكائد ، والخداع ، وحبّ الشهوات ، والتزويق للإنسان ، والتمني المفرط الذي يحتوي على الركون له – أي الشيطان – والانقياد لمكائده ، والعياذ بالله تعالى ، إنه الشيطان الذي يجعل نفسه في أوّل المقدّمات هذه بأن يجعل الشرّ خيرًا ، والخصام بين الأحبة مرغوبًا ، و يحلّل كلّ ما لا يرضاه المرء ، ويجعله سائغًا عذبًا تتذوقه الأنفس بكل شوق ، بالإضافة إلى أنه أساس التطرّف الذي يعصف بالمجتمع الآن ، فيجعله مهددًا بالتفكك ، وإشاعة الكراهية ، والحقد بين بني البشر . فعلينا يا إخوتي يا معاشر المسلمين الابتعاد عن هذه المزالق ، والمكائد بالتقرب إلى الله ( جلّ وعلا ) بالعبادة والطاعة والتعوذ به بالله سبحانه و تعالى من الشيطان الرجيم و الاغترار بمكائده و حبال مكر غدره