15 أبريل، 2024 5:58 م
Search
Close this search box.

يا مدنيي العراق اتحدوا

Facebook
Twitter
LinkedIn

احزاب مدنية ست ، (حركة كفى، وحزب الامة العراقية، وحركة واثقون، والمجلس العراقي الديمقراطي الموحد، والجبهة الفيلية وحركة وعي الوطنية ) ..لا اعرف عنها الكثير تحالفت امس ووضعت برنامجها (اعتماد الحوار كأسلوب لحل الأزمات السياسية والابتعاد عن لغة التخوين والتخويف والتسقيط والترهيب مع ضرورة إشراك القوى الجديدة والفعاليات المجتمعية المؤثرة من منظمات وغيرها ، وليس من المعقول أن نطلب حلا من اطراف الازمة ذاتها ) وخريطة الطريق كانت ” تعديل قانون الانتخابات بما يضمن اشتراط التحالفات الوطنية المسبقة واعتماد الكتلة الفائزة بأكثرية المقاعد فور إعلان النتائج، ومنع تنقل النواب بين الكتل وتحديد عتبة الانفاق الحكومي الانتخابي بما يضمن تكافؤ الفرص واعادة هندسة الدوائر الانتخابية بإشراف أممي واسع، وحظر الأحزاب المسلحة من المشاركة في الانتخابات المقبلة، وتشكيل فريق من ذوي الاختصاصات فقهاء القانون والقضاء الدستوريين نقابة المحامين ومنظمات المجتمع المدني وغيرهم يتولى مهمة تعديل الدستور النافذ ويتم عرض النتائج على الاستفتاء الشعبي العام في الانتخابات المقبلة”.

كما تضمنت خريطة الطريق “دعوة التحالف القضاء العراقي المستقل الى فتح ملفات قتلة المتظاهرين السلميين السابقين والحاليين (تشرينيين وثورة عاشوراء)، فساد وإهدار المال العام، التسريبات الصوتية، ومحاسبة ومعاقبة من تسبب بضياع الدولة وإهدار مواردها”.

فيما تضمنت الفقرة الاخيرة من خارطة الطريق التي طرحها التحالف “تثمينا للجهود الكبيرة والانضباط العالي للقوات الأمنية والعسكرية والدعوة إلى عدم زجها في الصراعات السياسية”، مبينة أن “موقفنا يبقى عراقيا قح”

الفكر.. البرنامج مدني وطني ، ويتناغم مع تطلعات اي عراقي “قح ” وحى ” نصف قح” ممن لم يتلوثوا بالغبار الذري للاحتلال ومخرجاته ، وثقافة المكونات والتوافق والتوازن والشراكة “كعناوين فشل دائم . الذوات القائمون على المشروع لا يهموني شخصيا بقدر البرنامج وخارطة الطريق .. الا اني اخشى دائما استراتيجية احزاب الدين السياسي في تفريخ احزاب مدنية وكيانات مستقلة او مستقلين اثبتت التجارب وأهمها الأخيرة ان بينهم من كانوا او صاروا غير ذلك تحت ضغوط التغانم (المحاصصة) او ضعف الشخصية او السلاح ، او العامل الخارجي ..

خلال الشهر المنصرم خرجت تسعة تيارات مدنية بينها الحزب الشيوعي العريق بمظاهرة في ساحة الفردوس مرتبة هادئة تليق بهم تطالب بالتغيير وأنا عنهم اقول انهم يؤمنون بما جاء في خريطة الطريق اعلاه ، وليرضى من يرضى .. اما الذي يزعل فسأحاوره حتى يرضى لأن زعل العراقيين صعب .

سبق كل ذلك ومنذ زمن .. قيام حزب الوفاق والحزب الطليعي الناصري ، وحزب دعاة العراق ، وشيوخ عشائر وطنيين وشخصيات مستقلة وطنية، فضلا عن جهات ساندة من منظمات المجتمع المدني ، ولا زال الائتلاف قائما بزعامة د .اياد علاوي .

حضرني الآن حوار تلفزيوني بين السيد فائق الشيخ علي ومقدم برنامج بادره بالسؤال ” هناك من يرى ان احزاب الإسلام السياسي هي المسؤولة عن حالات الفشل في العراق”.. فبادره الشيخ علي بطريقته المعهودة ” لعد منو أمي؟؟ .. اخاف واحد يكول التيارات المدنية هي المسؤولة وهي ما عدها غير كم مقعد؟؟؟”

معروف للشعب لماذا مقاعد التيارات المدنية محدودة ( لا مال سياسي ، لا اسناد سياسي من دول الاقليم وخصوصا ايران الداعمة لشيعة السياسة ، وتركيا الداعمة لسنة السياسة بشكل محدود ، ولا حصة لها في عائدات المنافذ الحدودية ، ولا العقود الوهمية ولم تستلم شيئا من خيرات قانون الامن الغذائي ، ومعروف له ايضا ان كل التيارات المدنية لا تمتلك مسدس واحد ، بينما غيرها يمتلك المدفعية والدبابات والصواريخ .. ومعروف له ان زعماء التيارات المدنية ابنائهم بلا وظائف ، بينما غيرهم يعينون الآلاف “بشخطة قلم” ، وأحيانا بلا قلم كما حصل لضحايا حملة انتخابية (سبايكر) رحمهم الله .. ولعل البطالة المقنعة التي شلت الاقتصاد العراقي يعود اصلها الى كسب اصوات الناخبين للجهات المتنفذة غير المدنية بالطبع ..

عملية الكسب وتوسيع القاعدة الجماهيرية للأحزاب الدينية سهل للغاية كونه يعتمد على الرمزية والقدسية الدينية التي هي لا تأتي لك بالأصوات فقط بل توفر لك اتباع مطيعين 100% ولعل في تجربة السيد مقتدى الصدر الأخيرة دليل حي على ذلك .. اما التيار المدني فينبغي له ان يقنع فردا جائعا يحتاج الى الخبز اكثر من اي شيء آخر ان المدنية هي دولة المؤسسات وأنها ليست كافرة رغم ان ستين فضائية تلمح الى ذلك مقابل صفحة واحدة على الفيس بوك تقول عكس ذلك ، وعندما يطلب الخبز سوف لن يجده عندك وعندما يطلب الحماية في عالم الرعب والسلاح المنفلت سيكتشف انك لا تمتلك مسدس ولم تسمع عن الكواتم ولا الحواسم ، فيتركك ليذهب الى مذهب يحميه او عشيرة تحصنه ولعل الاروع من ذلك ان ينظم الى فصيل مسلح فيحقق امنه واستقراره .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب