أكرر عنوان همساتي وأقول.. يا ليتنا كنا في ألمانيا، ليس بسبب أنها توفر الأمن للعراقيين بعد سنوات القتل الدمار في العراق، بل لأن الكهرباء فيها لم تنقطع منذ 32 سنة!!
هل هذا سبب مقنع لتمني الذهاب الى ألمانيا؟
نعم.. والف نعم، وحينما اتحدث عن الكهرباء مرارا وتكرارا فلأني اعلم كم هي معاناة عباد الله الفقراء مع انقطاع الكهرباء المستمر باستثناء عباد الله الساكنين في “الخضراء” فعندهم الدنيا ربيع والجو بديع! وليس لهم اية معاناة مع الكهرباء المستمرة عندهم 24 ساعة بلا انقطاع!
وحينما أتحدث عن الكهرباء في العراق وعدم اهتمام المسؤولين بمعاناة العراقيين فلابد ان اتحدث عن وزير الكهرباء الياباني الذي انتشرت صورته “فيسبوكياً” وهو ينحني معتذرا لشعبه عن انقطاع الكهرباء لدقائق معدودة وليس مثلما يحصل في العراق حيث تنقطع الكهرباء لعشرين ساعة يوميا دون أي اعتذار سواء من وزير او غفير!
الفرق الوحيد هو ان الانسان في اليابان محترم من قبل حكومته التي تعمل ما في وسعها لتوفير كل مستلزمات الحياة له، والانسان في العراق مهان ويعيش الاذلال والمعاناة في ظل مسؤولين يتصارعون على المناصب والمكاسب وآخر ما يفكرون به هو المواطن ورفاهيته!!
وقبل ان تتعجبوا وتستغربوا من “انحناء” وزير الكهرباء الياباني لشعبه بسبب انقطاع الكهرباء لدقائق، فان استغرابكم سيزيد حينما احدثكم عن كهرباء ألمانيا، هذه الدولة التي احتفلت قبل أيام لمناسبة مهمة وعزيزة جدا على الشعب الألماني، ومناسبة الاحتفال كانت بسبب عدم انقطاع الكهرباء منذ 32 سنة حتى ولو لثوان معدودة!
تصوروا 32 سنة لا انقطاع للكهرباء في ألمانيا، وربما كان هذا احد أسباب محاولة هجرة العراقيين الى ألمانيا “لينعموا” بكهرباء طالما افتقدوها في بلادهم التي لم تنقطع فيها طيلة 14 سنة اعمال العنف والخطف والقتل والتفجيرات والعبوات.
ألمانيا ومنذ العام 2010 أصبحت من اكبر الدول المصدرة للطاقة الكهربائية في العالم.
هل اصيبكم بالدهشة اكثر من ذلك عن حال الكهرباء في المانيا؟
حسنا سأقول لكم ان ألمانيا في الثامن من آيار من العام الماضي دفعت أموالا لمواطنيها لكي يزيدوا من استهلاكهم للكهرباء!!
وقبل ان تستغربوا أقول لكم ان الجو في ألمانيا في ذلك اليوم كان مشمسا والرياح فيه قوية، وبما ان المانيا تعتمد في انتاج الكهرباء على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لذا كان انتاج الكهرباء فائضا عن الحاجة، على عكس ما يحدث في العراق، اذ ان وزارة الكهرباء تدعو الى ترشيد استهلاك الكهرباء رغم انها لا تأتيهم الا لساعات معدودة في اليوم، كما ان مشاريع الطاقة الشمسية التي استخدمت عندنا كلها فاشلة، كما هم الحال في بعض الشوارع التي صرفت عليها الوزارة المليارات والتي ذهبت الى جيوب الفاسدين لتبقى الاعمدة بلا انارة كهربائية!!
أتساءل.. متى يعتذر عندنا مسؤول في الكهرباء بسبب انقطاع الكهرباء لمدة عشرين ساعة في اليوم وليس للحظات معدودة كما حدث مع الوزير الياباني؟ ومتى نحتفل لمناسبة تجهيز فقراء الله بالكهرباء لمدة نصف ساعة باليوم ولا نقول كل ساعات اليوم كما في ألمانيا؟
أيها المسؤولون في الكهرباء لا يعقل ابدا ان تجهزوا مناطق في بغداد بعشرين ساعة يوميا بحجة الاستثمار وتقطعوا الكهرباء عن احياء بغدادية أخرى لمدة عشرين ساعة أيضا، طبقوا العدالة في التجهيز او طبقوا تجربتكم الاستثمارية في كل احياء بغداد!
أيها المسؤولون في وزارة الكهرباء ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء!
نقلا عن صحيفة المشرق